اقتصاد

وقود أوروبا ينتج على حساب فقراء أفريقيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من أجل محاربة التغيرات المناخية ومحاربة التلوث البيئي تريد بلدان الاتحاد الأوروبي الاعتماد على الوقود الحيوي عبر استخراجه من المزرعات والأشجار، لكن الاقتصادي وخبير الزراعة مارك أوبيله في برلين أكد أن ما يقوم به الأوروبيون هو سلب للقمة عيش الشعوب الأفريقية ومسبب لاندلاع صراعات داخلية في القارة السوداء، حتى إن شركات ألمانية تشارك في هذا السلب غير المباشر، فتشتري آلاف الهكتارات في أثيوبيا من أجل زرع قصب السكر وغيره لإنتاج الديزل الحيوي.

برلين: حسب ما ورد في دراسة صدرت للاقتصادي مارك أوبيله في برلين، تتزايد بشكل ملفة المساحات التي ترزع من أجل بيع محاصيلها بهدف إنتاج الوقود الحيوي، فالمساحات التي زرعت حتى الآن تعادل مساحة الدانمارك بالكامل، وأهم المستوردين هم من أوروبا، ما يجعل المزروعات التي تستخرج منها الوقود الحيوية تنافس الحقول المخصصة لزرع للمواد الغذائية.

بناء عليه، طالب بأن يتدخل المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية، مثل الأمم المتحدة، التي وضعت مطلع هذا القرن استراتيجية تقليص الفقر إلى النصف، أن تتدخل من أجل وقف هذا السلب وحماية شعوب هذه البلدان، بدلاً من أخذ طعامهم لتحويله إلى وقود لسيارات في أوروبا. مع ذلك، قال إن الأمر يحتاج الكثير من الدعم المالي لإقامة استثمارات طويلة الأمد تشجع المزارعين هناك على رفض الرغبات الغريبة.

وأضاف أنه من أجل إملاء خزان سيارة في أوروبا سلب طعام المئات من العوائل في أفريقيا، لذا يجب على الاتحاد الأوروبي تغير سياسته المتعلقة بالوقود الحيوي، وعليه حظر عملية الخلط الإجبارية للوقود الحيوي، وسن قوانين لخفض استيراد كميات المزروعات التي يصنع منها الديزل الحيوي أو الحد من استيرادها بوضع حصص لكل بلد. ولقد شهدت بلدان كثيرة في القارة الأفريقية مظاهرات احتجاج ضد استغلال الاراضي الزراعية، بهدف إنتاج الشركات الغربية الوقود الحيوي.

لكن كل هذه الاحتجاجات لم تأت بنتيجة، واستغلال الأراضي متواصل. وفي مقدمة المصانع التي تستغل الأراض لإنتاج الديزيل الحيوية شركة أكاسيس Aczis AGSo، ومقرها في مدينة ميونيخ جنوب ألمانيا، حيث استأجرت لمدة 99 عاماً أكثر من 56 ألف هكتار في أثيوبيا لزرع المزرعات المنتجة لهذا الوقود. وتريد الآن اتخاذ الخطوة نفسها، واستئجار 200 ألف هكتار، ما يجعل هذه الشركة على قائمة الشركات الأوروبية المنتجة للوقود الحيوي من قصب السكر والنخيل الأفريقي.

ومنذ عام 2003 وحتى 2009، ارتفعت نسبة استعمال الوقود الحيوية في ألمانيا من 1.2 % إلى 5.5 %، فيما وصلت النسبة في بلدان أخرى في الاتحاد الأوروبي إلى 3.4 %. ومن أجل حماية البيئة، وضع الاتحاد الأوروبي عام 2008 خطة لرفع بلدانه نسبة استهلاكها من الوقود الحيوي حتى عام 2020 إلى 10 %. ويوجد طريقان من أجل التوصل إلى هذا الهدف، الأول اللجوء إلى الكهرباء العضوية، والثاني استخدام الديزل الحيوي المنتج من النباتات والأيتانول.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف