التوك توك يخلق فرص عمل للشباب في غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هكذا تحاول غزة أن تتسلق الشجرة لتطال الثمرة، فالوصول إلى الحداثة،بات يتحقق ولو قليلاً.
غزة: هكذا تحاول غزة أن تتسلق الشجرة لتطال الثمرة، فالوصول إلى الحداثة التي يريدها الناس، والتخلص من أشياء لا يرغبها المجتمع بدأت تتحقق لو قليلا. فاليوم يستبدل الغزيون عربات الكارو التي تجرها البغال،
بدراجات ثلاثية العجلات، أو ما بات يُعرف في غزة بـ التوك توك الذي تزداد أعداده بشكل ملحوظ في غزة.
لكل عربة "توك توك" وظيفتها الخاصة، فمنها من يحمل المشروبات الغازية وآخرى تنقل الخشب والألمونيوم، وآخرين سخروها لخدمتهم في نقل الأعشاب والأعلاف لمواشيهم، وكثيرون فتحوا محلات لبيعها والتجارة فيها، وآخرين شقوا آفاقا جديدة، فأنشئوا شركات خاصة بالنقليات مستخدمين هذه العربات بأرقام هواتف لمن أراد الإتصال لحاجتة في نقل أغراضة الخاصة من مكان لآخر، ولا حاجة اليوم لأصحاب المحلات التجارية أن ينتظروا كثيرا عند نفاذ منتج من دكانهم الصغير، فاتصال صغير يتلوه دقائق معدودة يحضر أصحاب الدراجات الثلاثية العجلات حاملين البضاعة وفق رغبة أصحاب المحلات التجارية.
اقتناء التوك توك مكن الشاب أحمد نصر 19 عاما من توسيع شبكة علاقاته مع المحلات التجارية ليبيع بسعر الجملة ما يطلبه أصحاب المحلات.
ويقول أحمد في حديثه "لإيلاف": "أقوم بتوزيع الشيبسي على المحلات وأربح في كل كرتونة شيقل واحد أو اثنين، وأجمع يوميا من 30 إلى 40 شيقل، فأرفع منها 10 شواقل للوقود، ويبقى صافي الربح 25 أو 30 شيقل".
ويرى أحمد أن ذلك ليس جيدا، ولكنه مضطر لهذا العمل لأنه ليس هناك بديل، حتى وأن كانت عائلته تخشى عليه من الموت، بسبب حوادث الطرق المتكررة. وقد وصل سعر التوك توك الذي اشتراه أحمد بـ 1700 $ وقام بدفع أجار الرخصة وأشياء أخرى، فوصل سعره إلى 2000 دولار.
ويبين أحمد أن أكثر مكان توجد فيه عربات التوك توك هو سوق الزاوية وسط مدينة غزة، حيث منعت الشرطة عربات الكارو من الدخول في هذ السوق، ولذلك فقد استبدل كثيرون عربات الكارو بالتوك توك.
ويؤكد بأنه إذا لم يكن مع أصحاب عربات التوك توك رخصة لقيادته فتسحبه شرطة المرور فورا وتحجزه إلى أن ينهي صاحبه الإجراءات ويحصل على الرخصة. ويقول أحمد أن من سلبيات التوك توك أنه خطير في
القيادة، ومن السهل انقلابه عند دورانه لكونه يسير على ثلاث عجلات.
ويضيف: "خرابه متكرر خاصة تحت ضغط العمل وقطع غياره غالية الثمن، فكل ما نجمعه من مبالغ ماليه ندفعها بدل تصليح".
حمولته قليلة، وأسعى لتغييره
أبو محمود واحد ممن يستخدمون التوتوك، وقد اشتراه بـ 1500 دولار من غزة، ومع ذلك يقول بأن سعره أرخص في مدينة رفح المحاذية لمصر، فهي أول من تصلها هذه العربات عن طريق الأنفاق ويتم تجميعها هناك".
ويضيف: "أول شيئ نقوم به عند شراء التوك توك هو عملية الشد لأجزاءه عند الميكانيكي ونقوم بتغيير الزيت".
ويعمل أبو محمود 12 ساعة تقريبا على التوك توك لاعتباره مصدر رزقه الوحيد وإنطلاقته الأولى، فيقوم باستخدامه في نقل البضائع، ولكنه رغم ذلك سيقوم بتغييره مستقبلا ليس لعدم إعجابه به وإنما وفق تطور العمل ومتطلباته وحاجته لسيارة أكبر.
ويشعر أبو محمود بالرضا عن عمله في نقل البضائع بالتوك توك، ولكنه يرى أن تلك العربات ليست بديلا عن السيارة لأن المناطق التي يمكن التجول بها محدودة وقريبة داخل مدينة غزة.
ورغم أن كثيرين أشاروا إلى حمولة التوك توك التي تصل إلى الطن، إلا أن أبو محمود وبحكم تجربته يحذر من زيادة حمولته عن 500 كيلو.
ويرى أن التوك توك خفيف الحركة، وأقل حجما، ولا يستهلك كثير من الوقود، وليس خطيرا جدا، ويرجع ذلك إلى مهارة صاحبه وسلوكه في السياقة، ويؤكد بأن قيادته كالسيارة بالضبط.
ويعترف أبو محمود أنه تعرض لحادث سير، وقد أرجع السبب إليه حيث أكد أنه حمل على التوك توك أكثر من سعته فانقلب معه للخلف.
وينصح الناس باستخدامه ولكن فق أولوياتهم وحاجاتهم، وليس للنزهة كما يقول.
تدخل الأماكن الضيقة بسهولة
من جانب آخر، يقول الميكانيكي أبو رشيد أبو عيسى، الذي يعمل في تصليح التوك توك إن هذه أقوى من الدراجات النارية، وأكثر سهولة وسرعة في نقل المعدات والبضائع من مكان لآخر.
ويضيف أبو عيسى: "لهذه العربات قدرة على الدخول في الأماكن الضيقة، لاسيما أن كافة الشوارع في قطاع غزة فرعية وصغيرة وتحديدا في مخيمات اللاجئين".
ويوضح أن قوة وقدرة عربات التوك توك تختلف من واحد لآخر، فمنها الأحجام الصغيرة ومنها الكبيرة، علاوة على قيام كثير من المواطنين بتعديلات عليها من أجل توسعتها لحمل أكبر كمية من البضائع فيها".
التوك توك بدل عربات الكارو
حسن عكاشة مدير عام الشؤون الفنية في وزارة النقل والمواصلات يقول "لإيلاف" أن استخدام وسائل النقل الأخرى كالدراجات النارية وعربات التوك توك ازداد في الآونة الأخيرة كبديل عن السيارات التي ارتفعت أسعارها بما نسبته 20 % على ما كان عليه قبل الحصار، ولعدم دخولها إلى غزة.
ويشير إلى أن المركبات التي أدخلتها إسرائيل قبل عدة أيام لا تلبي احتياجات قطاعات النقل العمومي أو التجاري، وإنما تلبي قطاع النقل الخصوصي فقط.
ويبين عكاشة أن لديهم إحصائية مبدئية تشير إلى عدد عربات التوك توك في غزة والتي تقدر بـ 7 آلاف عربة، ويضيف: "أما بخصوص الدراجات النارية فهناك 20 ألف دراجة في قطاع غزة، وقد قمنا بمعالجة ما يقارب
من 15 ألف منها، وجاري الآن معالجة 7 آلاف دراجة غير مسجلة وليس لديها مستندات".
ويوضح أنهم سيتعاملوا مع عربات التوك توك كوسيلة نقل رسمية ستحصل هي ومستخدميها على الترخيص لكونها تخضع لمواصفات السلامة الدولية.
ويرى عكاشة أن عربات التوك توك ستعالج ظاهرة أكثر سوءا في المجتمع، فيقول: "سننقل هذه الظاهرة من سلبية إلى إيجابية، حيث سنقوم بتنظيم ورشات عمل لحث المزارعين والفلاحين الذين يستخدموا عربات الكارو التي تجرها الحيوانات على استبدالها بعربات التوك توك".
ويقول عكاشة بأن التوك توك ظاهرة إيجابية لأنه يوفر فرص عمل للمواطنين، ولكنه يرى بأنه مهما قام المواطنين باستخدام عربات التوك توك في نقل البضائع فلن يغني ذلك عن الشاحنات لأن التوك توك لا يستطيع نقل حمولات كبيرة، فحمولتة لا تزيد عن الطن.
ويعترف المهندس عكاشة بأن حوادث السير زادت في الآونة الأخيرة مع استخدام وسائل النقل الجديدة، فيقول أن شهر رمضان الماضي سجل أكبر إحصائية حيث وصلت عدد الحوادث إلى 364 حادث، وتم تسجيل 21 حالة وفاة على مستوى قطاع غزة.