الصين تعتزم فرض اليوان عملة معتمدة دولياً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تندرج التدابير التي إتخذتها الصين مؤخراً لفرض اليوان بين العملات المعتمدة دولياً في اطار إستراتيجية بعيدة الأمد، لكنها لا تأتي تلبية للمطالب الأميركية.
بكين: تندرج التدابير التي اتخذتها الصين مؤخرا لفرض اليوان بين العملات المعتمدة دوليا في اطار استراتيجية بعيدة الامد، غير انها لا تأتي تلبية للمطلب الاميركي الملح لرفع قيمة عملتها الوطنية، عشية توجه الرئيس الصيني الى الولايات المتحدة الثلاثاء.
وتعتبر ادارة الرئيس باراك اوباما واعضاء الكونغرس ان ضعف قيمة اليوان مسؤول جزئيا عن العجز التجاري للولايات المتحدة مع الصين والذي وصل الى 25,6 مليار دولار في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
اما الحكومة الصينية فترى من ناحيتها انه ناجم عن التقسيم الدولي للعمل والى القيود الاميركية على صادرات التكنولوجيا العالية.
وامام ضغوط واشنطن والاتحاد الاوروبي ادخلت بكين في حزيران/يونيو الماضي هامشا صغيرا للمرونة في تحديد سعر الصرف. وارتفع سعر اليوان منذ ذلك الحين بنسبة 3,6% قياسا الى الدولار، 1,1% منذ شهر.
وقال اليستر ثورنتون (اي اتش اس غلوبال انسايت) ان الصين تريد ان "تخفف من ثقل الذرائع الاميركية التي مفادها ان اليوان دون قيمته الحقيقية".
واضاف من جهة اخرى "ان التدابير لجعل الرنمينبي (الاسم الرسمي لليوان) عملة معتمدة دوليا وتحرير حسابات رؤوس الاموال قد نضجت منذ وقت طويل وقد اتخذت شيئا فشيئا في السنوات الاخيرة".
وتسمح القيود على حسابات رؤوس الاموال السارية حاليا في الصين لثاني اقتصاد عالمي بان يكون في منأى عن سحوبات مفاجئة للاموال من قبل المستثمرين.
وقال ثورنتون "ان الاهداف من عملية التحرير -في المرتبة الاولى ترويج اليوان كعملة دولية-- تتفوق على المحاولات لتهدئة التوترات" قبل زيارة الرئيس الصيني هو جينتاو الى الولايات المتحدة.
وبهدف زيادة استخدام اليوان خارج حدودها سمحت بكين في نهاية السنة الماضية للمصدرين الصينيين بالاحتفاظ بعملاتهم الصعبة لاجراء عمليات شراء من الخارج، ثم بالاستثمار فيها الاسبوع الماضي.
كما اصدرت السلطات الصينية سندات خزينة باليوان في سوق هونغ كونغ فيما بات البنك المركزي الصيني يعرض من الان فصاعدا صفقات باليوان على زبائنه في نيويورك. وسمح لشركات اجنبية ايضا بالاشتراك في سوق السندات الصينية.
وراى مارك وليامز المحلل في مركز الابحاث اللندني كابيتال ايكونوميكس "ان هذه المبادرات تدخل ضمن استراتيجية كاملة لتشجيع استخدام اليوان دوليا وليست مرتبطة بشكل ضيق بزيارة هو" الى الولايات المتحدة.
وعلى سبيل التجربة سمح حتى لسكان مدينة وينجو التجارية باستثمار 200 مليون دولار سنويا في الخارج بصفة فردية.
ويرى كو هونغبين الخبير الاقتصادي في مصرف اتش اس بي سي في هذا التدبير الاخير "اشارة مسبقة الى قابلية اليوان للصرف في حسابات رؤوس الاموال".
واعتبر تشو مينغكي (اكاديمية العلوم الاجتماعية في شنغهاي) ان "تدويل اليوان حقق تقدما سريعا".
وقبل زيارته الى الولايات المتحدة قال هو جينتاو في اجوبة مكتوبة على صحيفتي وول ستريت جورنال وواشنطن بوست انه لا بد من مرور وقت طويل قبل ان يصبح اليوان عملة احتياط مثل الدولار او اليورو، لكنه لم يتردد في وصف التنظيم الحالي للنظام النقدي الدولي بانه من "انتاج الماضي".
الا ان التدابير الاخيرة التي اتخذتها بكين لا يتوقع ان تكون كافية لارضاء البرلمانيين الاميركيين. وعشية وصول الرئيس الصيني من المرتقب ان يقدم ثلاثة اعضاء ديموقراطيين في مجلس الشيوخ اليوم الاثنين مشروع قانون بغية "الرد بشدة على الاختلالات النقدية التي لها تأثير سلبي وجائر على تجارة" الولايات المتحدة الدولية.