اقتصاد

النفط قضية محورية تنتظر حلا قبل اعلان استقلال جنوب السودان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تنتظر قضية النفط التي تعتبر محورية حلاً قبل إعلان استقلال جنوب السودان.

جوبا: سيكون على شمال السودان وجنوبه الاتفاق خلال اقل من ستة اشهر على عدة قضايا شائكة من ترسيم الحدود الى تقاسم عائدات النفط مرورا بالاتفاق على مستقبل ابيي واحترام المواطنة. وطبقا للنتائج الاولية فان خيار الانفصال حصل على تأييد 99% من الناخبين وهو ما يعني ان استقلال الجنوب بات مؤكدا بعد الاستفتاء الذي اجري بين التاسع والخامس عشر من الشهر الجاري.

ويدعو المسؤولون الجنوبيون المواطنين الى التزام الهدوء ذلك ان التصويت لصالح الانفصال تم، غير ان النتائج لم تعلن رسميا بعد والاهم ان الاستقلال لم يتحقق بعد. ويقضي اتفاق السلام الشامل الذي انهى في العام 2005 حربا اهلية دامت اكثر من عقدين بين الشمال والجنوب بان يتم اعلان استقلال الجنوب بعد فترة انتقالية مدتها ستة اشهر تعقب الاستفتاء وتنتهي في تموز/يوليو المقبل.

وخلال الاشهر الستة المقبلة سيكون على الشمال والجنوب الاتفاق على مجموعة من القضايا الشائكة. ويقول مراقب طلب عدم ذكر اسمه "ان التفاوض حول هذه القضايا قد يكون اصعب من المفاوضات التي سبقت ابرام اتفاق السلام الشامل".

وبدأ حزب المؤتمر الوطني الذي يقوده الرئيس السوداني عمر البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون جنوبيون سابقون) في تموز/يوليو الماضي مفاوضات حول اربع من قضايا "ما بعد الاستفتاء" وهي الامن والمواطنة واحترام الاتفاقات الدولية والشؤون الاقتصادية التي تشمل تقاسم الديون وعوائد النفط.

وحتى الان لم يتم التوصل الى اتفاق حول اي من هذه القضايا. وتحوي ابار النفط في الجنوب قرابة 80% من احتياطيات السودان من الذهب الاسود التي تقدر بستة ملايين برميل غير ان تصدير النفط يتم عبر خط انابيب يمر في اراضي الشمال ليصل الى ميناء بورسودان على البحر الاحمر (شمال شرق السودان).

ويتعين على الطرفين ان يجدا صيغة تؤمن لكل منهما نصيبا من عائدات النفط من اجل تأمين استمرار السلام بين الشمال والجنوب. وينبغي كذلك ان يتوصل الطرفان الى اتفاق حول وضع الجنوبيين المقيمين في الشمال -بضع مئات الالاف- والشماليين المقينين في الجنوب وهم اقل عددا.

والى هذه الموضوعات الحساسة تضاف مسألة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، وقضية ابيي وهي منطقة تقع على الحدود بين الشمال والجنوب وتتنازع عليها قبيلتا الدنكا الجنوبية والمسيرية الشمالية. وكان من المقرر ان يجري استفتاء في التاسع من الشهر الجاري حول ما اذا كان سكان ابيي يرغبون في الانضمام الى الشمال او الجنوب ولكنه ارجئ الى اجل غير مسمى.

وجرت منذ مطلع الشهر الجاري معارك في هذه المنطقة اوقعت 60 قتيلا لتذكر بالوضع المتفجر في ابيي. وكتب هذا الاسبوع الخبير في شؤون جنوب السودان دوغلاس جونسون ان "ابيي تظل حتى الان القضية العصية على التطبيق في اتفاق السلام وهي اصعب من ترسيم الحدود".

ويعتقد جونسون ان الوسيلة الوحيدة للخروج من الطريق المسدود هي اجراء الاستفتاء في ابيي مع منح المسيرية حق استخدام المراعي الموجودة في المنطقة حتى لو الحقت بدولة الجنوب. وتستأنف المفاوضات حول ابيي في 27 كانون الثاني/يناير الجاري برعاية رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي.

وتجرى هذه المفاوضات بشكل منفضل عن تلك المتعلقة بالقضايا الاربع الاخرى، وكذلك عن المحادثات الفنية المتعلقة بترسيم الحدود. ولكن مع مرور الوقت، بدأت تطرح فكرة ابرام اتفاق شامل جديد بين الشمال والجنوب يتضمن حلولا لكل هذه القضايا مجتمعة من اجل تجنب اي احتكاكات قد تؤدي الى عودة الحرب الاهلية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف