اقتصاد

خبراء: تجاوز البورصة المصرية لخسائرها مرهون بإستقرار الأوضاع

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بدت شركات السمسرة العاملة في مجال الأوراق المالية في السوق المصرية خالية من العملاء بعدما خسر المستثمرون 50 % من القيمة السوقية للأسهم في ظل عمليات البيع، فيما اقتنص البعض فرصة الهبوط الحاد البالغة 16.6% على مدار يومين باعتبار أن الأسعار قد هوت لمستويات جاذبة للشراء.

القاهرة: أجمع عدد من خبراء أسواق المال في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط" على أن تعافي البورصة المصرية مرهون بضرورة استقرار الأوضاع التي تفجرت بعد انطلاق مظاهرات يوم 25 يناير/كانون الثاني ـ الأعنف منذ عام 1981ـ مطالبة بالإصلاح الاقتصادي والسياسي وأطلق عليها "يوم الغضب".

وطالبوا إدارة البورصة بتعليق التداول في سوق الأوراق المالية في حال استمرار الحكومة المصرية في التعامل مع موجة الغضب الشعبية بالأسلوب نفسه، حيث واجهتها حتى الآن من الناحية الأمنية فقط.

في البداية قال أحمد حنفي رئيس قسم التحليل الفني في شركة الجذور لتداول الأوراق المالية إن الانهيار الذي شهدته البورصة المصرية خلال جلستي الأربعاء والخميس لم تحدث في ذروة الأزمة المالية العالمية الأخيرة، حيث قدرت خسائر رأسمال المال السوقي للبورصة حتى الآن بنحو 25 مليار جنيه.

وأشار إلى اهتزاز ثقة المستثمرين كافة في البورصة بعد سلسلة المظاهرات التي شهدتها عدد من محافظات مصر، مؤكدًا أنه في حال حدوث استقرار الأوضاع، سينعكس بالإيجاب على أداء البورصة، ومن ثم العودة إلى مرحلة التعافي من جديد.

وتوقع حدوث تراجعات خلال جلسات التداول المقبلة، ولكن بمعدل أقل حدة مما سبق، خاصة مع وصول الأسعار إلى مستويات جاذبة للشراء، نظرًا إلى انخفاض القيمة السوقية، ومضيفًا أنه ظهر مستثمر بحلول منتصف تعاملات اليوم الخميس، وقام بشراء عدد ضخم من أسهم الشركات المتوسطة والصغيرة، خاصة وأن مؤشر "EGX70" سجل نسبة هبوط عنيفة جدًا بلغت 15.4% وهو يوضح مدى خسائر المستثمرين الأفراد التي تتركز أسهمهم في الشركات المتوسطة.

وقال إن البورصة المصرية قررت وقف التداول لمدة نصف ساعة خلال جلسة اليوم الخميس، حيث كان التراجع في بداية التداولات 5%، وبعد استئناف التداول انخفضت بنسبة 5% إضافية، لتصل الخسائر إلى أكثر من 10% بنهاية التعاملات.

ونصح المستثمرون خلال الفترة المقبلة بالاحتفاظ بالأسهم وعدم الانسياق إلى سياسة البيع الجماعية، حتى في حال حدوث هبوط جديد، خاصة وأنه لن يكون عنيف كما حدث في جلستي يوم الأربعاء والخميس. وطالب إدارة البورصة بوقف التداول خلال جلسة بداية الأسبوع المقبل في حال استمرار المظاهرات على حدتها وقوتها وذلك بهدف الحفاظ على أموال المستثمرين من الضياع السريع.

اتفق مع الرأي السابق الدكتور أحمد النجار رئيس قسم التحليل الفني بشركة "بريميير" لتداول الأوراق المالية، متوقعًا أنه في حال استمرار حالة عدم الاستقرار، قد تقرر إدارة البورصة المصرية اتخاذ قرار اعنف مما سبق واتخذته خلال جلسة اليوم الخميس بوقف التداول لمدة نصف ساعة فقط.

وتقرر تعليق التداول لمدة ساعتين أو ثلاث أو حتى اليوم بكامله وذلك وفقًا للتطورات التي تشهدها الساحة السياسية التي تسيطر الآن على مجريات الأمور في البورصة المصرية والاقتصاد بوجه عام.

وقال إن حالة عدم الاستقرار في أداء البورصة المصرية مرتبط بالأوضاع السياسية والتطورات الأخيرة وهو ما أدى إلى خروج المستثمرين بصورة سريعة من سوق الأوراق المالية خوفًا على استثماراتهم. وأضاف أن البورصة المصرية تعرضت لخسائر عنيفة أجبرت المستثمرين على البيع ومع عدم قدرة المؤسسات على احتواء عمليات البيع العشوائية، حدث الهبوط الحاد لأسعار الأسهم.

وقال في نهاية حديثه إن ما حدث في سوق الأوراق المالية ليس له علاقة بمعطيات اقتصادية أو تحليل مالي ولكن مرتبط بطبيعية المعالجة للأحداث الأخيرة وما سيسفر عنه الوضع في الأيام المقبلة.

وشدد عامر صبيح مدير عام شركة النوران لتداول الأوراق المالية على ضرورة أن توقف البورصة المصرية التداول في حال بقاء الأوضاع الراهنة على حالها وأيد قرار إدارة البورصة خلال جلسة نهاية الأسبوع بوقف التداول لمدة نصف ساعة حيث شهدت الأسعار بعد استئناف التداول حدة تراجعات أقل من بداية جلسة التداول.

ورأى أن الفترة الحالية تعد من أفضل الأوقات للشراء، خاصة مع انخفاض القيمة السوقية للأسهم بنحو 50%، مما جعلها جاذبة للشراء، وتكوين مراكز مالية وهو ما ظهر إلى حد ما مع عدد من المستثمرين خلال جلسة اليوم الخميس، حيث نفذوا عمليات شرائية على أسهم منتقاة في السوق.

وشهدت المؤشرات الرئيسة للبورصة المصرية بنهاية جلسة اليوم الخميس خسائر عنيفة حيث سجل مؤشر "EGX30" أدنى مستوى له منذ نحو منتصف شهر يوليو/تموز من عام 2009.

وأنهى المؤشر الرئيس جلسة اليوم منخفضًا بنسبة 10.52% ليغلق عند 5646.50 نقطة تبعه مؤشر "EGX70" للأسهم المتوسطة والصغيرة بخسائر بلغت 15.4% ليغلق عند 537.17 نقطة، وهوى مؤشر "EGX100" الأوسع انتشارًا بنسبة 14.02% ليغلق عند 884.79 نقطة.

ومالت تعاملات المستثمرين الأجانب والعرب نحو البيع، حيث بلغ صافي مبيعاتهم 52.56 مليون جنيه، و55.481 مليون جنيه على التوالي، فيما اتخذ المستثمرين المصريين مراكز شرائية، حيث بلغ صافي مشترياتهم 108.041 مليون جنيه.

وشهدت كل الأسهم بنهاية جلسة تعاملات اليوم الخميس تراجعات جماعية، باستثناء 3 أسهم فقط، وتراجع سهم اوراسكوم للإنشاء والصناعة بنسبة 10.47% ليغلق عند 227.07 جنيه، تبعه سهم أوراسكوم تليكوم القابضة بنسبة 8.53% ليغلق عند 3.62 جنيه، وهوى سهم حديد عز بنسبة 12.90% ليغلق عند 15.93 جنيه.

وقد شهدت البورصة المصرية خلال جلسة يوم الأربعاء تراجعات عنيفة حيث تعرض المؤشر الرئيس للبورصة "EGX30" لخسائر قاسية بلغت 6.14%، وسجل أيضًا مؤشر "EGX70" خسائر بلغت 10.44%، وانخفض مؤشر "EGX100" الأوسع انتشارًا بنسبة 9.14%.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف