الإقتصاد رهان الإشتراكيين الفرنسيين بعدما قرروا التقشف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أنجز الإشتراكيون الفرنسيون خلال الأسابيع الأخيرة ثورة في مفاهيم الحزب حولتهم إلى التقشف الإقتصادي في مواجهة القيود الضخمة التي فرضتها أزمة منطقة اليورو.
باريس: يلقي الوضع الاقتصادي وانعكاساته المالية بما فيها ضعف النمو والعجز الكبير في الميزانية وارتفاع نسبة البطالة والازمة اليونانية، بثقله على حملة الإنتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في نيسان/ابريل وايار/مايو 2012.
وقال فرانسوا هولاند، الاوفر حظا بحسب الاستطلاعات للفوز بالانتخابات التمهيدية الاشتراكية، "سنفعل ما يمليه علينا ما يوفره النمو، ومن الواجب قول هذا الامر البديهي" مجسدا موقف الاشتراكيين الجديد من الاقتصاد.
وقالت ابرز منافسيه مارتين اوبري زعيمة الحزب ان "تولي الحكم يفرض الاختيار، سنخفض بعض النفقات غير المفيدة لتمويل اولوياتنا اي التوظيف والقدرة الشرائية والامن، انني حريصة على ان تحترم فرنسا التزاماتها تجاه اوروبا، انها قيود لكننا سنخفض العجز العام اعتبارا من 2013 الى نحو 3% من اجمالي الناتج الداخلي".
ويدل برنامج الحزب الاشتراكي الذي صادق عليه 95% من الناشطين، على هذا الاتجاه الجديد وقال غايل سليمان من معهد بي في آ للاستطلاعات "لم يسبق ان راينا حزبا معارضا وخصوصا من اليسار، يعلن من بين اهدافه قبل الانتخابات الرئاسية تحويل نصف الواردات الضريبية الى تسديد الديون وخفض العجز".
وذهب احد المرشحين للانتخابات التمهيدية الاشتراكية مانويل فالس، الذي ينتمي الى يمين الحزب، الى حد الدفاع عن التقشف واعدا بتحويل كل الفائض في الميزانية الى تسديد الديون، وهو خطاب يعتبر قطيعة تامة مع سياسات الانتعاش عبر انفاق مالي التي يدافع عنها عادة اليسار الفرنسي.
ويرى جان دومينيك جيولياني رئيس مؤسسة روبرت شومن المتخصصة في القضايا الاوروبية ان "الازمة باتت في صلب نقاش الانتخابات الرئاسية وبات كل المرشحون مضطرين لاخذها في الاعتبار لان الظروف تفرض ردودا واقعية وبراغماتية، ان الراي العام الفرنسي سيستقبل كل الوعود المفرطة باستياء".
لكن خطاب الحزب الاشتراكي لا يقنع اليمين الذي ينتقد مزايدات ديماغوجية "بعيدا من التدابير الاقتصادية التي يفرضها الوضع" وينتقد خصوصا عزم فرانسوا هولاند على التعاقد مع ستين الف مدرس على مدى خمس سنوات.
لكن الفرنسيين يرحبون بذلك كما تفيد اخر الاستطلاعات التي تؤكد ان هؤلاء في مجال خفض الديون ومكافحة الازمة المالية يثقون بفرانسوا هولاند (48%) ومارتين اوبري (42%) اكثر مما يثقون بنيكولا ساركوزي (28% في مواجهة الاول و35% في مواجهة الثانية).
واعتبر برونو جنبار من معهد "اوبينيون واي" ان "الحزب الاشتراكي لا يعطي الانطباع انه يريد انفاق اموال كثيرة اذا عاد الى سدة الحكم ومن خلال واقعية خطابه يوحي بانه يتحلى بالمسؤولية بينما يرى قسم كبير من الفرنسيين ان ساركوزي قد فشل في هذا المجال".
ولخص غايل سليمان الوضع بالقول ان "نيكولا ساركوزي بات يعتبر اقل كفاءة من خصومه الاشتراكيين في مجالات التربية والصحة والوظائف والقدرة الشرائية، والان بات الاشتراكيون يحظون بثقة اكثر منه في الاقتصاد ويكاد يخسر ايضا في مجال الهجرة والأمن".
وفي مواجهة هذه "الثورة الثقافية" (على المفاهيم الاشتراكية التقليدية) كما اعتبرها بيار موسكوفيتشي المقرب من فرانسوا هولاند، لم يبق سوى مرشح واحد للانتخابات التمهيدية متمسكا بموقف تقليدي هو ارنو مونتبور المحسوب على يسار الحزب والذي يرفض المشاركة في "+مسابقة+ حول التقشف يريد اليسار ان يخوضها مع اليمين".