بلدان أميركا اللاتينية تقدم النصائح إلى أوروبا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في القمة الأخيرة، التي عقدت في مدريد بين بلدان أميركا اللاتينية وأوروبا، والتي كان الهدف منها تقوية العلاقات التجارية، تحوّلت بعض الجلسات إلى مشاورات وتقديم نصائح من أميركا اللاتينية إلى أوروبا، من أجل العمل على تقليص تبعات الأزمة المالية والإقتصادية التي أصابت بلدان أوروبية في الصميم.
سان خوسيه: إذ تعتبر منطقة بلدان أميركا اللاتينية اليوم المنقذ للقارة الأوروبية، وهذا يظهر على تكثيف الزيارات التي يقوم بها ممثلون عن شركات لإقامة مشاريع متنوعة، وبالتحديد من ألمانيا، التي لديها حاليا أكثر من ألف شركة كبيرة في المكسيك، وزيادة الشركات الألمانية في البرازيل، جعلت وزنها في الاقتصاد البرازيلي حوالى سبعة في المئة، فهناك 600 شركة في قطاعات مختلفة.
ويقول تقرير للاقتصادي البرازيلي المعروف خوسيه اماديو لسنوات طويلة كان تقسيم الأدوار واضحًا بين العالم القديم المستقر اقتصاديًا وشريكًا تجاريًا مهمًا وبلدان أميركا اللاتينية، التي تعاني الديون واقتصادها ضعيف.
لكن عند النظر الى الطرفين اليوم خلال قمة بلدان أميركا اللاتينية والاتحاد الاوروبي في مدريد، نلمس كم تغييرت الأدوار: بلدان أميركا اللاتينية الديناميكية ودول أوروبا، التي تعاني ركودًا ومشاكل مالية، والتي تأمل ان تخرج من الأزمة في أسرع وقت.
فدول أميركا اللاتنيية وبلدان منطقة الكاريبي استغلت السنوات الخمس قبل عام 2009، والتي شهدت فيها نموًا من أجل رفع حجم النقد الصعب لديها وخفض الديون. وهذا جعل الطبقة المتوسطة في هذه البلدان بسكانها الـ600 مليون تزداد عددًا، ويتوسع نطاق قطاعاتها الصناعية، ما جعلها جذابة للاستثمارات وسوقًا استهلاكية جيدة.
وهذا النمو المتواصل فتح أعين المستثمرين على بلدان أميركا اللاتينية، فوصل حجم الاستثمارات المباشرة مع المانيا على سبيل المثال إلى حوالى 70 مليار دولار، بعدها تأتي الولايات المتحدة الأميركية، ثم اسبانيا، والآن تنافس هذه البلدان الصين، التي أغرقت الكثير من دول أميركا اللاتينية، مثل البرازيل وفنزويلا والاكوادور وغيرها، باستثمارات ضخمة في مجالات مختلفة.
وكان الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس قال في مقابلة تلفزيونية معه ان بلدان أميركا اللاتينية واجهت أزمة اقتصادية صعبة جدًا في ثمانينيات القرن الماضي تمكنت من التغلب عليها.
وعلى الرغم من ان الأزمة في أوروبا اليوم أسبابها مختلفة، لكن توجد عوامل مشتركة بين الأزمتين، لذابإمكان الأوروبيين الاستفادة من الآليات والنظم التي استخدمت في أميركا اللاتينية من أجل حلّ أزمتها، لكن أهم من كل ذلك هو أن بلدان أميركا اللاتينية تلقت درسًا مهمًا من الأزمات الكثيرة، التي حدثت فيها، ولأن أوروبا لم يحدث فيها مثل هذه الأزمة الحالية، يمكنها أن تتعلم من بلدان أميركا اللاتينية.