اقتصاد

توقعات بانتاج اثني عشر ألف طن من زيت الزيتون في فلسطين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
موسم الزيتون لهذا العام ليس وفيرا

توقع مزارعون وأخصائيون أن يتم انتاج نحو اثني عشر ألف طن من زيت الزيتون في الأراضي الفلسطينية هذا الموسم، رغم ما يعانيه هذا القطاع من تحديات جسام أبرزها عقبة الاستيطان وهجمات المستوطنين المستمرة ضد الزيتون.

يرى مزارعون فلسطينيون أن موسم الزيتون هذا العام يعد ضعيفا مقارنة بالأعوام السابقة، وذلك كون حمل الزيتون بالكاد يصل من 30 -35% من الحمل الغزير. وبحسب مختصون ومهندسون زراعيون، فإن هذا العام يعد الانتاج متدنيا مقارنة بسنوات الحمل الغزير، حيث أن حمل الزيتون كان أقل من المعدلات السابقة، متوقعين أن تصل كمية الانتاج نحو اثني عشر الف طن من زيت الزيتون.
وأكد مزارعون ومهندسون في لقاءات منفصلة مع "إيلاف" أن قطاع الزيتون يواجه عقبات وتحديات جسام أبرزها تلك المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي وإقامة المستوطنات والجدار العازل وشق الطرق الالتفافية إضافة لسياسة الحرب الممنهجة من قبل المستوطنين ضد الزيتون.واضطر المزارعون هذا العام النزول باكرا إلى حقولهم الزراعية لجني ثمار الزيتون نظرا لتصاعد حجم الاعتداءات من قبل المستوطنين والمتمثلة بتجريف مساحات شاسعة لصالح إقامة شوارع التفافية ونظرا لإقدام المستوطنين على سرقة ثمار الزيتون وإحراق مئات أشجار الزيتون المثمرة. وحسب بعض الخبراء والمختصين فإن نسبة سيل الزيت من الزيتون حتى الآن تعد متدنية لأن الثمار لم تنضج بعد.

تصعيد إسرائيلي ضد الزيتون
وقال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية، في لقاء خاص مع "إيلاف": "إن هذا العام شهد تصعيدا خطيرا من قبل المستوطنين تمثل بشن حرب على شجرة الزيتون في معظم المحافظات الفلسطينية".وأكد أن عشرات الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون أقدم المستوطنون على تجريفها لصالح شق طرق التفافية قرب المستوطنات، إضافة إلى إقدامهم على إشعال النيران بمئات الدونمات الزراعية ما تسبب في إتلاف واحتراق مئات أشجار الزيتون المعمرة.وأشار دغلس، إلى أنه تم رصد عشرات الانتهاكات في محافظات الضفة الغربية تمثلت بقيام المستوطنين بسرقة محصول الزيتون في نابلس والخليل وسلفيت وطولكرم إضافة إلى خلع وتدمير واقتلاع مئات أشجار الزيتون المثمر.
وقال: "رغم التنسيق المسبق مع الجانب الإسرائيلي في هذا المجال إلا أن المستوطنين أعلنوا الحرب ضد المزارعين وشجر الزيتون، لافتا إلى أن الجيش الإسرائيلي يتدخل متأخرا وأحيانا يقف مكتوف الأيدي تجاه ما يحدث من اعتداءات".من جانبها رصدت منظمات إسرائيلية عدة انتهاكات للمستوطنين خلال هذا العام من بينها منظمة "حاخامين لحقوق الإنسان"، و"جمعية حقوق المواطن". وقال زكريا السدة، مسؤول العمليات الميدانية في منظمة "حاخامين لحقوق الإنسان" الإسرائيلية في اتصال هاتفي مع "إيلاف" إنه قام برصد وتوثيق العديد من الانتهاكات من قبل المستوطنين في مواقع مختلفة في الضفة الغربية. وأكد أن الاعتداءات تنوعت وتعددت أشكالها وتمثلت بسرقة المحصول عن الأشجار أو القيام بمهاجمة مزارعين وسرقة المحصول منهم وتقطيع الأشجار وحرق أراض زراعية مليئة بأشجار الزيتون.
بدورها، أكدت جمعية "حقوق المواطن الإسرائيلية" أن هناك مخالفات واضحة من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين حيث قامت برصد وتوثيق العديد من الاعتداءات ضد المزارعين الفلسطينيين. وقالت الجمعية في بيان حصلت "إيلاف" على نسخة منه: "إن قام المستوطنون بالاعتداء على المزارعين الفلسطينيّين الذين يعملون في أراضيهم، فعلى الجيش والشرطة العمل ضدّ المستوطنين المهاجِمين، ولا يمكنهم بأيّ حال من الأحوال منع المزارعين الفلسطينيّين من الوصول إلى أراضيهم".

الدعم الحكومي والأنشطة التطوعية

وفي إطار الدعم المستمر من قبل الحكومة للمزارعين، أعلن رئيس الوزراء سلام فياض، مؤخرا، عن قرار الحكومة بمشاركة الموظفين ومنتسبي الأجهزة الأمنية في الحملة التطوعية لقطف الزيتون.وأفرد فياض في حديثه الإذاعي الأسبوعي حول موسم قطف الزيتون وأبعاده، ودلالاته، و"الجهود التي تبذلها الحكومة لحماية حصاد هذا الموسم من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءات مستوطنيه المستمرة على المزارعين وعلى شجرة الزيتون، التي لطالما كانت هدفاً للمستوطنين وإرهابهم".

وأشار إلى أن المستوطنين دمروا واقتلعوا وأشعلوا النار في أكثر من 4200 شجرة زيتون خلال العام الحالي، كما تركّزت إعتداءات المستوطنين خلال الشهرين الماضيين في محافظات نابلس وقلقيلية وسلفيت ورام الله، وأسفرت عن تدمير 1000 شجرة زيتون، وتكسير ما يزيد عن 990 شجرة، بينما شكلت عمليات قلع أشجار الزيتون أكبر نسبة اعتداء في كل المحافظات، حيث وصلت إلى ما نسبته 21% من إجمالي هذه الاعتداءات.
وشدد فياض على أنه وكما في كل عام يتزامن موسم قطف الزيتون مع تصاعد اعتداءات المستوطنين على المزارعين، مشيرا إلى أن مجلس الوزراء قرر في اليوم الوطني لقطف الزيتون، البدء بحملة تطوعية يُشارك فيها منتسبو المؤسسة الأمنية وموظفو القطاع العام. ودعا موظفي القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية للمساهمة في هذه الحملة، مؤكدا، أن الحكومة كانت قد قررت تعويض أصحاب الأراضي الذين دمر الاحتلال ومستوطنوه أشجارهم خلال هذا العام.
وقال فياض: "في بلادنا نحو 11 مليون شجرة زيتون، ونحن نشجع على زيادة مساحة الأراضي المزروعة بشجرة الزيتون، من خلال تأهيل المشاتل ودعم أشتال الزيتون، وتم تنفيذ مشروع تخضير فلسطين خلال السنوات الماضية بتوزيع ما يزيد عن مليون شتلة بسعر رمزي". وأضاف: "نعمل على تطوير البنية التحتية للزراعة المؤهلة، إضافة إلى تنسيق الجهود مع القطاع الخاص للاستثمار في هذا القطاع الحيوي وتطويره والإرتقاء بإنتاجيته".وشدد رئيس الوزراء على أنه الأوان قد آن لإلغاء التصنيفات المتعلقة بما يُسمى بالمناطق (ج)، وإزالة الجدار الذي يحول دون وصول المزارعين لأرضهم وجني ثمارهم.

بدورها، أكدت وزارة الزراعة أنها تتابع باهتمام بالغ موسم الزيتون لهذا العام في خضم تداعيات الأحداث وتصاعد اعتداءات المستوطنين، لافتة إلى تنفيذها العديد من ورش العمل والدورات التدربيبة للمزارعين بغية توعيتهم بالأساليب السليمة والحديثة للحفاظ على شجرة الزيتون المباركة. وقال رياض الشاهد مدير دائرة الإحصاء في وزارة الزراعة، في تصريح سابق: "إن قيمة خسائر أشجار الزيتون تقدر ب87.992.147 دولار اميركي منذ اندلاع انتفاضة الأقصى ولغاية 31/11/ 2008.
وأكد أن هذه الخسائر ناتجة من اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين والمتمثلة إما بحرق أو تدمير أو اقتلاع أو تجريف الأراضي الزراعية المزروعة بأشجار الزيتون لصالح توسعة المستوطنات أو لشق الطرق الالتفافية وإقامة الجدار العازل وسرقة المحاصيل. بدوره، قال المهندس محمد فطاير، مدير زراعة نابلس في لقاء خاص مع "إيلاف": "إن نسبة سيل الزيت من الزيتون معقولة نوعا ما هذا العام، لافتا إلى أن نسبة الحمل للزيتون هذا العام يعادل نحو 30% من نسبة الحمل الغزير".
وأوضح فطاير أن معدل انتاج الدونم يراوح قرابة 60 كلغم هذا العام ومن المتوقع أن يعادل انتاج محافظة نابلس نحو ألفي طن وهي نسبة تسد نسبة الاحتياج المحلي وربما يتم تصدير نسبة قليلة منها للخارج. وبحسب فطاير فإن متوسط سعر بيع الكلغم من الزيت ربما يرتفع قليلا هذا العام وربما يراوح مكانه كالعام بمعدل من 25 شيقل - 30 شيقل) ما يعادل 7- 9 دولار تقريبا.

الانتاج يقارب 12 الف طن زيت زيتون
من ناحيته، أكد نبيه الذيب، رئيس مجلس الزيت الفلسطيني في اتصال هاتفي مع "إيلاف" أن التوقعات بالنسبة لانتاج الزيت هذا العام يراوح نحو اثني عشر الف طن. وقال: "يعادل هذا الانتاج ما نسبته 35% من الانتاج في السنوات المصنفة ذات الحمل الغزير"، منوها إلى أن هذه الكمية تسد احتياج استهلاك السوق المحلي خاصة وأن هناك كميات كبيرة من مخزون انتاج العام الماضي تقدر بمعدل ثمانية آلاف طن.
وأشار إلى أن الاستهلاك السنوي يقارب 12 الف طن، موضحا في الوقت ذاته أن قطاع غزة بات لا يعتمد على زيت الزيتون كالسابق نظرا لدخول زيوت عبر مصر واعتمادها على أنواع أخرى غير زيت الزيتون. وبخصوص السعر المتوقع هذا العام أوضح أن السعر لن يختلف كثير عن العام الماضي وربما يكون بحدو 25-30 شيقل ما يعادل 7-9 دولار للكليو غرام الواحد.

وعن إمكانية التصدير أوضح ذيب، أن كميات التصدير قليلة، ولكن هناك هدايا للأقارب كما توجد أمانات للأصدقاء في الدول القريبة يتم تصديرها لهم. وعن معيقات هذا القطاع، أكد رئيس مجلس الزيت، أن المعيقات كثيرة وأهمها من الجانب الإسرائيلي يتمثل في إقامة المستوطنات والجدران العازلة حولها وما شكله ذلك من اعتداء على شجر الزيتون بالاقتلاع والتدمير والعزل، إضافة لما خلفه جدار الفصل العنصري من عزل لمئات الدونمات الزراعية والتي حالت دون العناية بالزيتون علاوة على تجريف مساحات شاسعة لشق الطرق الاستيطانية.
وعلى الصعيد الفلسطيني أوضح أن هناك تقصير في جانب الاهتمام بالزيتون رغم أنه قطاع حيوي وحجم الاسثتثمار فيه كبير مقارنة بأي قطاع ويتمثل ذلك في غياب سياسة وطنية لحماية الزيتون وعدم وجود حماية للمزارعين ودعم صموده. وشدد على ضرورة ايلاء الزيتون أهمية خاصة إضافة لقيمتها الاقتصادية والتجارية فهي رمز للهوية والصمود، والعمل على ضرورة منع التهريب والاستيراد وعلى الجهات المختصة تحمل مسؤولياتها في هذا الاتجاه.

وحول الاستثمار في الزيتون أكد ذيب، أن المساحة المزروعة بأشجار الزيتون تعادل مليون دونم وهي تشكل نسبة تتراوح ما بين 48-50% من إجمالي المساحة المزروعة في فلسطين.

وذكر أن معدل الانتاج ربما يقارب 12 الف طن ما يعادل قرابة 60 مليون دينار أردني (90 مليون دولار) ولكن هذا الرقم اذا ما قورن بالتكاليف والاحتياجات وما يوزع فإنه يقل كثيرا. وتعتبر هذه السنة بحسب ذيب، سنة "شلتونية" بمعنى أن معدل الانتاج يقل عن 15 الف طن فيما تعرف السنة الماسية بالسنة التي يفوق معدل الانتاج فيها 30 الف طن، وتسمى السنة التي يكون معدل الانتاج فيها من 15-25 الف طن سنة نصف شلتونية أو نصف ماسية.
وحول طبيعة الاستثمار الموجود في قطاع الزيتون في فلسطين أكد رئيس مجلس الزيت أن هناك نحو مليون دونم مزروعة بالزيتون تعادل قرابة سبعة مليار دولار إضافة إلى الاستثمارات في هذا المجال فيما يتعلق بالمعاصر التي يقارب عددها 293 معصرة وما يترتب على ذلك من مصانع تعبئة وانتاج بحيث يصل معدل استثمار هذا القطاع نحو 10 مليار دولار. ونوه إلى أنه لا يوجد أي قطاع آخر يستثمر فيه 5% من قيمة هذا الاستثمار بالمقابل فإن قيمة العوائد التي تعود للمزارعين أقل بكثير من هذا المعدل بسبب التهميش الموجود.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف