افتتاح قمة أوروبية حاسمة بشأن أزمة الديون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل: افتتح قادة دول الاتحاد الاوروبي صباح الاحد في بروكسل قمة بهدف السعي الى تجاوز خلافاتهم حول سبل التصدي لازمة الديون التي تزعزع استقرار منطقة اليورو.
وقد بدأ الاجتماع حوالى الساعة 10:20 (8:20 تغ). ولا يتوقع صدور اي قرار في ختام هذا الاجتماع الذي سيتواصل الاربعاء باجتماع لقادة الدول السبع عشرة الاعضاء في منطقة اليورو يتوقع اتخاذ تدابير خلاله.
وتعمل الدول الاوروبية على صياغة خطة جديدة لمساعدة اليونان مع بذل الجهات الدائنة الخاصة جهودا متنامية لتفادي افلاس هذا البلد، فيما قدرت احتياجات اعادة رسملة البنوك باكثر من 100 مليار يورو لمساعدتها على امتصاص الصدمة.
واستمرت السبت المفاوضات الماراتونية الكثيفة التي بدأت الجمعة لانقاذ منطقة اليورو، وبالاضافة الى الاجتماعات المتلاحقة لوزراء مالية الدول السبع والعشرين في الاتحاد الاوروبي ومنطقة اليورو، سيعمل نيكولا ساركوزي وانغيلا ميركل في المساء على تجاوز خلافاتهما في بروكسل خلال قمة مصغرة مع ابرز المسؤولين الاوروبيين.
وتحدثت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السبت عن احراز "تقدم" في المشاورات. وابدت ميركل تفاؤلها بفرص التوصل الى اتفاق شامل و"طموح".
وقالت ميركل على هامش اجتماع للقادة المحافظين في الاتحاد الاوروبي قرب بروكسل عشية اجتماع لرؤساء دول وحكومات الاتحاد ان "وزراء المال احرزوا تقدما ويمكننا بلوغ اهدافنا الطموحة بحلول الاربعاء". واضافت "ستكون مفاوضات صعبة ولهذا السبب من المهم ان تتحرك فرنسا والمانيا".
بدوره، قال ساركوزي للصحافيين في بروكسل قبل قمة مصغرة مع ميركل يحضرها ايضا رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ورئيس المصرف المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه، "نحن في اجتماعات دائمة، تحدثت ايضا الى المستشارة بعد ظهر اليوم، هناك تقدم".
واضاف "انها اجتماعات مصيرية الى ابعد حد، ينبغي ايجاد حلول، ينبغي تامين استقرار الوضع المالي، ينبغي معالجة هذه الازمة المالية". وتابع ساركوزي "يجب ايجاد حل بنيوي قبل الاربعاء، حل طموح وحل نهائي، لا خيار اخر".
وطالب وزراء المال منذ الجمعة البنوك ببذل جهود كبيرة تتلخص في التخلي عن نصف قيمة الديون اليونانية على الاقل، بدلا من 21% طرحت في الاساس في تموز/يوليو، كما قال مصدر دبلوماسي. وقال مفاوض لفرانس برس ان المساومات تدور بصورة جيدة مع ممثلي البنوك وان الحكومات واثقة بالتوصل الى اتفاق.
وترتكز منطقة اليورو على تقرير الترويكا (الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الاوروبي) والذي يقترح ان تقبل البنوك بخسارة تصل الى 50-60% من الديون لكي تتمكن اليونان من الاستمرار. وان لم يحصل الاوروبيون على الضوء الاخضر من البنوك، فقد يؤدي ذلك الى احداث اثر تتابعي في كل منطقة اليورو مع احتمال انتقال العدوى الى ايطاليا واسبانيا.
ومقابل التنازلات المتوقعة من البنوك، حدد الوزراء السبعة والعشرون احتياجات اعادة رسملة البنوك بنحو 107 الى 108 مليارات يورو، وفق مصدر مقرب من الملف، بعد ان كان يتم التداول سابقا بمبلغ 80-100 مليار يورو. ولكنه اقل بكثير من 200 مليار يورو اوصى بها صندوق النقد الدولي.
وبعد عشر ساعات من المناقشات الصعبة افترق الوزراء من دون اتفاق شامل حول اعادة الرسملة. وقال الوزير السويدي اندرس بورغ "وضعنا الاساس لاتفاق، حققنا بعض التقدم". وفسر دبلوماسي ذلك بالقول ان "في الامر بعض الصعوبة".
وابدت بعض الدول وخصوصا ايطاليا واسبانيا بعض الامتعاض. ويتوقع ان يتم التوصل الى الاتفاق النهائي حول طبيعة التمويل الخاص او الحكومي او الاوروبي خلال قمة الاحد.
ويتعين على الاوروبيين التوصل الى خطة شاملة للخروج من الازمة بحلول الاربعاء. وعدا عن اعادة رسملة البنوك واعادة جدولة ديون اليونان، يفترض ان يتضمن تعزيز الحواجز التي تمنع انتشار الازمة من خلال الصندوق الاوروبي للاستقرار المالي.
ولم يلق المشروع الفرنسي بتعزيز صندوق الانقاذ من خلال السماح له باعادة تمويل نفسه لدى البنك المركزي الاوروبي تاييدا. وتريد باريس تحويل الصندوق الى مصرف حتى يتزود بالسيولة من البنك المركزي الاوروبي بينما ترفض برلين هذا الاقتراح بشدة لانه يتعارض مع المعاهدات الاوروبية.
ولا يزال هناك خياران لتعزيز قدرة الصندوق كما قال وزير المال الهولندي يان كيس دي جاغر السبت، معلنا ان المشروع الفرنسي لم يعد على الطاولة. وينص احدهما على ان يعمل صندوق الانقاذ مثل نظام تامين جزئي للدين العام للبلد المتعثر، والاخر على مشاركة اكبر من صندوق النقد الدولي، وفق مصدر حكومي الماني.
وبالنسبة الى الخيار الثاني فانه يقترح انشاء ما يشبه صندوقا داخل الصندوق لدى صندوق النقد الدولي يتم تمويله من مساهمين متطوعين، وخصوصا من الدول الناشئة، كما قال دبلوماسي. ولكن المشكلة انه من الصعب تحديد المبلغ الذي يمكن ان يصل اليه. وقال دي جاغر ان الخلافات لا تزال كبيرة. ودعا رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو السبت الى التوصل الى حل للازمة التي تهدد وجود الاتحاد الاوروبي نفسه.
وقال "حان الوقت لاتخاذ قرارات حاسمة" في ختام لقاء مع رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو. وقال ان "التحدي المطروح امامنا هو تحد اوروبي وليس يونانيا فقط. الامر لا يتعلق فقط بمصير أوروبا وانما بوجود أوروبا".