الأسواق المالية والمصارف العالمية تتخذ اجراءات وقائية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نظراً للأوضاع المالية العالمية السائدة، التي تعكس معها مرحلة عدم استقرار قد تكون طويلة المدى، وخشية من تفشي أزمة تراكم الديون من الدول المتعثرة مالياً الى تلك التي ما تزال تحافظ على واجهة مالية سليمة، باشرت الأسواق المالية، سوية مع المصارف، اعتناق اجراءات احتياطية وقائية تحميها من غدر الزمان! في الوقت الحاضر، تتمثل هكذا اجراءات في تبني مفهوم مالي معروف باسم "رينغ فينسينغ" (Ring Fencing). يترجم هذا المفهوم المالي بعزل تفرعات أنشطة المؤسسات المالية، عن طريق سوار، لتفادي عدوى الأزمة المالية.
برن:ثمة العديد من المؤسسات المالية التي بدأت تطبيق اعتناق اجراءات احتياطية وقائية داخل بنيتها التحتية، الذي سيستعمل لحمايتها من درجة الانكشاف على سندات الخزينة اليونانية. يذكر أن الخبراء الأوروبيين سيلجأون الى هذا المفهوم لعزل السندات اليونانية في حال اعلان افلاس اليونان أم خروجها من منطقة اليورو.
في المقام الأول، سيكون مصرف "يو بي اس" السويسري بين أوائل المستفيدين من تطبيق هذا "الخاتم" المالي، العازل، عبر عزل الأنشطة الاستثمارية عن أخرى أكثر ربحية. اذ بعد تكبده خسائر مقدارها 2 بليون دولار، تسبب بها موظف "مجنون" بلندن، قررت الادارة الجديدة ابعاد الأنشطة السليمة عن كل ما تلفه المخاطر. هذا ولا يستبعد الخبراء أن تستخدم المصارف الفرنسية والألمانية فكرة عزل الخطر عن الأنشطة المالية السليمة، على المدى القريب، بفضل هذا المفهوم المالي، أميركي المصدر الذي ولد في أعقاب اتفاقية (Glass Steagall Act) في عام 1933 وتم التخلي عنه في عام 1999.
في هذا الصدد، تشير الخبيرة ميشيل باخمان الى أن تطبيق نظرية (Ring Fencing)، بحلتها الجديدة، تستهدف، أولاً وأخيراً، حماية المصارف الدولية من المصير المالي لليونان وما قد يتبعها من دول أخرى، قريباً، على رأسها البرتغال. في ما يتعلق بالمصارف السويسرية فانها ستطبق هذه النظرية أثناء تعاملها مع الخارج. ما يعني هذه النظرية لن تطال أي برنامج تبرمه المصارف مع عملائها، لا سيما الأغنياء منهم.
علاوة على ذلك، تنوه هذه الخبيرة بأن المصارف المحلية تواصل علاقاتها الممتازة مع الأغنياء، الذين يمتلكون 50 مليون فرنك سويسري وما فوق. ما يعني أنها ليست بحاجة لتطبيق النظرية الخاتم المالي "رينغ فينسينغ" معهم. فالمشكلة تكمن في التعاملات مع مؤسسات مالية ودول، كانت غنية سابقاً وأصبحت فقيرة، اليوم.