اقتصاد

ساركوزي: منطقة اليورو تجنبت كارثة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس ان منطقة اليورو تجنبت "الكارثة" الاربعاء والخميس خلال قمة الازمة التي عقدتها في بروكسل، لكنه ابقى الضغط على اليونان محذرا في الوقت نفسه الفرنسيين من أنهم سيواجهون اجراءات تقشف جديدة.
وبعدما غاب ساركوزي عن شاشات التلفزيون منذ شباط/فبراير، كانت مداخلته ليل الخميس تهدف الى اثبات قدرته على التصدي للازمات قبل ستة اشهر من الانتخابات الرئاسية المقبلة في نيسان/ابريل وايار/مايو.

وقال ساركوزي "اتخذنا قرارات مهمة جنبتنا الكارثة"، متحدثا بعد بضع ساعات على قمة بروكسل التي قررت شطب نصف الدين اليوناني المترتب للمصارف وتعزيز امكانات الصندوق الاوروبي للاستقرار المالي بواسطة عدة اليات لرفعها من 440 مليار يورو حاليا الى الف مليار يورو.
وقال "لو افلست اليونان، لكانت حصلت عملية متسلسلة طاولت الجميع" مشيرا الى ان الاوروبيين سيارقبون عن كثب التزام اليونان بتعهداتها بتقليص عجزها المالي.

واعتبر ساركوزي انه لما كان ينبغي القبول بانضمام اليونان الى الاتحاد النقدي مؤكدا "كان ذلك خطأ لان اليونان دخلت بارقام غير صحيحة (...) وهي لم تكن جاهزة".
لكنه اضاف ان "بامكان اليونان ان تنقذ نفسها" بعد قمة بروكسل وينبغي ان "نثق" بها.

وفي الوقت نفسه، حذر ساركوزي من ان اياما صعبة تنتظر الفرنسيين، مشيرا الى الاعلان مبدئيا خلال الايام العشرة المقبلة عن اجراءات تقشف جديدة تتراوح قيمتها الاجمالية بين ستة وثمانية مليارات يورو.
ومن المتوقع ان تؤدي الازمة العالمية الى كبح نمو الاقتصاد الفرنسي وستقوم الحكومة بتخفيض توقعاتها للنمو عام 2012 من 1,75% الى 1%، مع ما يترتب عن ذلك من تراجع تلقائي في العائدات الضريبية.

وكانت فرنسا اعلنت في السابق عن رزمة من اجراءات التقشف بقيمة 12 مليار يورو من المدخرات والعائدات الجديدة بحلول نهاية العام المقبل.
وتعهدت فرنسا بتخفيض عجزها العام الى اقل من 3% من اجمالي ناتجها الداخلي عام 2013.

كما دافع ساركوزي خلال مداخلته التلفزيونية عن سعي الاوروبيين لاشراك الصين في الصندوق الاوروبي للاستقرار المالي، مؤكدا ان مساعدة بكين ليست جوهرية ولن تضر باستقلال اوروبا.
وقال "ان قرر الصينيون الذين يملكون 60% من الاحتياطات العالمية استثمارها في اليورو بدل منهم في الدولار، فلم نرفض ذلك؟" واضاف "ان كانوا يريدون توظيف اموالهم باليورو، فلانهم يثقون به. لماذا نريدهم ان يثقوا فقط بالدولار؟"

ولم تؤكد بكين حتى الان استعدادها للمساهمة في هذا الصندوق مكتفية باعلان "دعمها للاجراءات الفاعلة التي اقرتها اوروبا للتصدي للازمة المالية".
وبذلك رد ساركوزي على اليسار الفرنسي الذي اعرب عن مخاوف من ان تضع مثل هذه المساهمة الصينية الاوروبيين في وضع من التبعية حيال بكين.

وتساءل فرنسوا هولاند مرشح الحزب الاشتراكي الذي سيكون الخصم الاول لساركوزي في الانتخابات الرئاسية الربيع المقبل "هل يمكن ان نتصور ان تقوم الصين بهذه الوسيلة بمساعدة منطقة اليورو بدون اي مقابل؟"
ومع انعدام هامش المناورة المالية نتيجة الازمة، يخوض الخصمان معركة من اجل المصداقية الاقتصادية.

ويؤكد اليمين بصورة خاصة ان فرنسوا هولاند لا يملك المؤهلات لتولي رئاسة فرنسا وسط العاصفة، فيما يشير اليسار الى تزايد العجز وارتفاع مستوى المديونية في عهد ساركوزي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف