اقتصاد

ليبيا أول مستورد للمنتجات التونسية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تونس: خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية 2011 أصبحت ليبيا أول مستورد للمنتجات الفلاحية و الصناعية الغذائية التونسيةبعد أن كانت في المرتبة الثانية بعد ايطاليا خلال عام 2010.

قال ذلك لطفي خذير مدير مرصد التجارة الخارجية بوزارة التجارة و السياحة لوكالة تونس افريقيا للأنباء مؤكدا أن ليبيا استوردت حتى نهاية شهر سبتمبر الماضي 30% من المنتجات الغذائية الفلاحية و الصناعية التونسية بينما لم يتجاوز ذلك خلال نفس الفترة من السنة الماضية 2010 غير 14%.

وبيّن لطفي خذير أنّ الصادرات من المنتجات الفلاحية و الصناعية الغذائية إلى ليبيا قد بلغت قيمتها في التسعة أشهر الأخيرة ما قيمته 554.5 مليون دينار بينما لم تتجاوز مبلغ 186.3 مليون دينار في نفس الفترة من السنة الماضية أي بزيادة نسبتها 300% . وقد بلغت القيمة الجملية لصادرات تونس نحو ليبيا حوالي 758 مليون دينار خلال الأشهر التسعة الأولى من 2011.

صادرات المواد الغذائية تتمثل في الزيوت النباتية بقيمة 148 مليون دينار و الحبوب بقيمة 49.3 مليون دينار و الطماطم المركزة بقيمة 32.5 مليون دينار و الحليب و مشتقاته بقيمة 32.1 مليون دينار و الدقيق بما قيمته 28.8 مليون دينار و العجين الغذائي بقيمة 15.9 مليون دينار و منتجات المخابز بقيمة 10.1 مليون دينار و السكر بما قيمته 6.8 مليون دينار و اللحوم المبردة بقيمة 6.4 مليون دينار.

دبلوماسي تونسي دعا أخيرا إلى تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية التي وقعتها تونس و ليبيا في الأشهر الأخيرة من السنة الماضية 2010 بغية الرفع في حجم المبادلات التجارية والاقتصادية بين البلدين.

رضوان نويصر كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية قال إن للبنك المركزي التونسي مشاريع طموحة ترمى إلى إعطاء دفع جديد للمبادلات بين البلدين وتسهيلها من الناحية المالية.

من ناحيته قال مدير مرصد التجارة الخارجية لطفي خذير إنّ ليبيا هي أول حريف عربي وإفريقي لتونس وخامس حريف عالمي وأن حوالي 1000 مصدر تونسي من جملة 6000 مصدر يتعاملون مع السوق الليبية.

وكانت وداد بوشماوي رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية دعت إلى إقامة فضاء اقتصادي مشترك بين تونس وليبيا من أجل تطوير اقتصاد البلدين.

وأضافت بوشماوي إن تونس وليبيا تمثلان فضاء متكاملا يساعد على مضاعفة فرص الإستثمار و الشراكة بين البلدين الشقيقين و في كل المجالات . و قالت بأن منظمة الأعراف ستفتح بطرابلس مكتبا يمثلها و ذلك بالتعاون مع الغرفة الإقتصادية التونسية الليبية وهو أساسا لمد يد المساعدة للمستثمرين التونسيين و كذلك الليبيين لمعرفة فرص الإستثمار في البلدين و التشجيع على الإنتصاب.

وكان الجانبان التونسي و الليبي و خلال زيارة الوزير الأول في الحكومة المؤقتة الباجي قائد السبسي قد اتفقا حسبما جاء في وكالة تونس افريقيا للأنباء على ضرورة ايلاء عناية خاصة في هذه المرحلة للقطاعات ذات الأهمية الحيوية لاسيما التربوية والصحية والاقتصادية والتجارية والتشغيل والتعاون الأمني.

وأكدا على أهمية العمل على تهيئة الظروف الملائمة للقطاعين العمومي والخاص وسائر مكونات المجتمع المدني للمشاركة بكثافة وفاعلية في بناء العلاقات المستقبلية المنشودة بين البلدين بما يتيح المجال لانشاء فضاء اقتصادي متكامل هدفه الأسمى الرخاء وتعزيز أركان الأمن والاستقرار والنماء للشعبين.

واتفق الجانبان التونسي و الليبي كذلك على انشاء فرق عمل وزارية ثنائية في جميع مجالات التعاون مع تشريك أصحاب الاعمال والمستثمرين في البلدين على وضع خطة عمل للتعاون على المديين القصير والبعيد والآليات المناسبة لتنفيذها.

وكان مسؤول ليبي دعا أخيرا تسهيل الإجراءات التي تساعد العمال التونسيين على سرعة العودة إلى ليبيا و أخذ أماكنهم في عملية إعادة إعمار ليبيا.

و أضاف محمد عبدالكريم الرعيض عضو المكتب التنفيذي لاتحاد غرف التجارة والصناعة الليبية أنه تم خلال الثورة تنظيف كامل ارجاء ليبيا من العمالة الإفريقية والآسياوية و غيرها و بالتالي ما على الحكومة التونسية إلا الإسراع بتسهيل عودة العمال التونسيين إلى ليبيا " اليوم و قبل الغد".

و قال الرعيص بأن ليبيا الدولة الغنية بثرواتها الطبيعية في حاجة إلى الموارد البشرية التونسية خاصة وأن تونس هي الدولة الوحيدة المعفاة حاليا من تأشيرة دخول ليبيا.

من جانبه قال وزير التشغيل و التكوين التونسي إنّ الحاجة ملحة لبناء شراكة حقيقية بين تونس و ليبيا و تأمل تونس في أن تشارك في إعادة إعمار ليبيا بعد أن تم التحرير فهناك إمكانية لتوفير فرص عمل لآلاف العمال التونسيين.

الخبير المالي و الإقتصادي د. حسين الديماسي قال لـ "إيلاف": "إنّ الوضع في ليبيا و بعد إعلان التحرير أخيرا يمكن أن تكون ليبيا ملجأ للعمال التونسيين و بالتالي إمكانية استرجاع الأنفاس للإقتصاد التونسي و يمكن له أن يسترجع الآن ما خسره في الأشهر الماضية بسرعة لأن العلاقات مع ليبيا طيبة جدا وهناك تقاليد للمعاملات مع الإخوة في ليبيا لأنّ ليبيا هي طرف استراتيجي لتونس".

وأضاف د. الديماسي قائلا :" بعد أن يتم تنصيب حكومة منتخبة حولها اجماع يمكن أن تنطلق عملية إعادة الإعمار وحينها ستكون تونس حاضرة و مشاركة بعديد مؤسسات المقاولات ذات الخبرة الكبيرة والتي ستقوم بعملية اعادة الإعمار وما يقف وراء هذه العملية من توفير مواطن الشغل لسنوات طويلة وبالتالي ستخفف هذه العملية من الضغط على كاهل الحكومة التونسية الإنتقالية لأن ليبيا ضعيفة و تفتقر إلى البنية الأساسية والتجهيزات الجماعية و البنية الأساسية وغيرها كما سيتم إعادة النشاط لقطاعات كانت مهمشة وهي قادرة على مساعدة و تنويع الإقتصاد الليبي كالسياحة و الفلاحة والصيد البحري وللعمالة التونسية خبرة كبيرة في هذه القطاعات وبالتالي ستكون قادرة على المشاركة في إعادة إعمار ليبيا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف