اقتصاد

توتر في منطقة اليورو بسبب اليونان وإيطاليا مع اجتماع وزراء المالية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بروكسل: يلتقي وزراء مالية دول منطقة اليورو مجددًا اليوم الاثنين للضغط على السلطات اليونانية الجديدة ودفعها إلى الالتزام بتعهداتها تطبيق إجراءات تقشفية وسط مخاطر شديدة من أن تمتد أزمة الديون إلى إيطاليا.

وبينما يتوجه الوزراء الى بروكسل لإجراء محادثات مساء اليوم، ارتفعت تكاليف الاقتراض في إيطاليا ثالث اكبر اقتصاد في منطقة اليورو، الى اعلى مستوى منذ البدء في استخدام اليورو في 1999. لكن يبدو ان العمل على وضع خطة انقاذ يمكن ان تكفي لحماية روما تعثر.

وسجلت أسعار الأسهم الإيطالية ارتفاعًا كبيرًا اثر شائعات بان رئيس الوزراء سلفيو برلوسكوني يمكن ان يستقيل، وهو ما نفاه برلوسكوني.
وشهدت اسواق المال الاوروبية تقلبات جديدة اليوم على خلفية الاوضاع السيئة المستمرة منذ عامين في منطقة اليورو، بينما تحاول اليونان تشكيل حكومة من الحزبين الرئيسيين.

وفي الوقت نفسه ارتفعت عائدات السندات على ديون ايطاليا لمدة عشر سنوات الى نسبة قياسية بلغت 6.596 % في التعاملات الصباحية.
وتعد تكاليف الاقراض المرتفعة هذه قريبة من المستويات التي اضطرت اليونان وايرلندا والبرتغال الى طلب مساعدة مالية من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي.

واعلنت الحكومة الفرنسية مجموعة جديدة من اجراءات خفض الانفاق ورفع الضرائب لتصحيح ميزانيتها وتعزيز ثقة السوق في تصنيفها الائتماني "ايه ايه ايه". وتراجعت البورصات في باريس، بينما سجلت البورصة في اسبانيا الدولة الهشّة الأخرى في منطقة اليورو تراجعًا نسبته 3.25% عند الافتتاح.

وفي بروكسل سيتخذ الوزراء قرارًا حول ما اذا كانوا سيمنحون الحكومة اليونانية الجديدة مبلغ ثمانية مليارات يورو (11 مليار دولار) كجزء من القروض التي تم الاتفاق على منحها لأثينا الاحد.

وطالبت المفوضية الاوروبية، التي تشارك صندوق النقد الدولي في القيام بعمليات التدقيق المالي العالمي لدول اليورو المتعثرة، اليونان "بوضوح" سياسي واقتصادي كشرط لحصولها على المساعدات المالية الاوروبية، بينما تقترب اثينا من تشكيل حكومة جديدة.

ومع تزايد المخاطر من احتمال ان تكون ايطاليا هي التالية بين دول اليورو التي ستصاب بما اصاب اليونان، قال دبلوماسيون من الاتحاد الاوروبي انه جرت الدعوة الى عقد اجتماع جديد لوزراء مالية الاتحاد الاوروبي في 17 تشرين الثاني/نوفمبر.

وذكر احد الدبلوماسيين انه يبدو من الصعب تحقيق الهدف الذي اتفق عليه قادة الاتحاد الاوروبي لحماية دول اليورو، وهو ثلاثة ترليونات يورو، وذلك بعد الاخفاق في كسب دعم شركاء دوليين في محادثات مجموعة العشرين خلال الاسبوع الماضي، مؤكدا ان ذلك المبلغ لا يكفي اذا اخذت في الاعتبار المخاوف بالنسبة إلى ايطاليا.

وقال الدبلوماسي بشان اخفاق اوروبا حتى الان في الحصول على الاموال تم قطع التعهدات بالحصول عليها من الخارج "اذا كانت هناك مياه كافية لاخماد الحريق، فربما يستحق الامر ان نستمثر في الماء- ولكنه لا يستحق ذلك اذا كانت الماء ستتحول فقط الى بخار".

وقالت المفوضية الاوروبية انه يجب التسريع في احداث تقدم على هذا المسار. وتوصل الحزبان السياسيان الرئيسان في اليونان الى اتفاق سياسي مساء الاحد على تشكيل حكومة وحدة وطنية لمحاولة اخراج البلاد من ازمة الديون، مع تعهد جورج باباندريو الاستقالة من رئاسة الوزراء، كما اتفقا على الدعوة الى انتخابات تشريعية مبكرة في 19 شباط/فبراير المقبل.

ويتوقع ان تصادق الحكومة الجديدة على صفقة الانقاذ من الديون البالغة قيمتها 230 مليار يورو التي جرى الاتفاق عليها قبل ايام، والتي لا تزال غير محسومة بسبب الدراما السياسية في اثينا. واعربت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن "احترامها" لقرار باباندريو الاستقالة من منصبه، بحسب المتحدثة باسمها.

وبانتظار انتهاء ازمة الحكومة، امتنعت دول اليورو عن منح اليونان ثمانية مليار يورو كقروض من اصل الصفقة البالغة 110 مليار يورو الى حين الحصول على تعهدات واضحة من الحكومة الجديدة على صفقة خفض الديون التي تم الاتفاق عليها في 27 تشرين الاول/اكتوبر.

وتحتاج اليونان الاموال بمنتصف كانون الاول/ديسمبر لكي تبقى بعيدة عن الافلاس، الا ان الزعماء الاوروبيين يريدون من اثينا ان تظهر انه ستفي بتعهداتها بموجب الصفقة بعدما اذهل باباندريو شركاءه باعلانه اجراء استفتاء حولها تم الغاؤه لاحقا.

ومع تزايد الضغوط على اسبانيا وفرنسا - اعلنت باريس الاثنين عن خطط توفير 100 مليار يورو للتخلص من عجز الميزانية بحلول 2016 - تحتاجها منطقة اليورو لتعزيز صندوقها للاستقرار المالي الاوروبي. ويعمل مسؤولون على تعزيز قدرات الصندوق ورفعها من 440 مليار الى ترليون يورو.

وفي بكين اتهم مسؤول كبير في صندوق الثروة السيادية الصيني البالغ 400 مليار دولار، اوروبا بـ"الكسل". وقال ان اي استثمار صيني في المنطقة التي ترزح بالديون سيرتكز على العائدات المالية.

وقال جين ليكون رئيس مجلس ادارة المشرفين على شركة الصين للاستثمار "اذا نظرت الى المشاكل التي حدثت في الدول الاوروبية، ترى ان سببها مشاكل متراكمة سببها قوانين الرعاية الاجتماعية المهترئة". وقال ان "قوانين العمل تشجع على الخمول والكسل بدلاً من العمل الجاد".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف