سقوط برلوسكوني ضربة قاسية جدًا لامبراطوريته العائلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تشكل الاستقالة المتوقعة لسيلفيو برلوسكوني ضربة قاسية جدًا لأعمال هذا الملياردير، الذي قال محللون إن وجوده على رأس الحكومة الإيطالية أمّن لها تسهيلات كبيرة.
ميلانو: كانت البورصة الإيطاليةواضحة جدًا في رد فعلها. فالأربعاء، أي غداة الإعلان عن استقالته القريبة، تراجع سعر سهم مجموعته التلفزيونية ميدياسيت 12% متأثرًا بنتائج مالية سيئة أيضًا.
وخلال ستة أشهر، فقدت أسهم ميدياسيت 49% من قيمتها، بينما تراجعت بورصة ميلانو 30 %.
وقال فابريتسيو بيريتي أستاذ الاقتصاد في جامعة بوكوني في ميلانو إن "السوق تعترف فعليًا بأن هناك تضارب مصالح".
وفي مؤشر على الوضع، وبينما كانت الشائعات تتحدث عن استقالته الاثنين، لم يكن برلوسكوني في روما، بل قرب ميلانو، يتناول الغداء مع ابنته ماريا رئيسة الشركة العائلية القابضة فينينفست ودار النشر ماندادوري، وابنه بيرسيلفيو نائب رئيس ميدياسيت وصديقه فيديلي كوفالونيري رئيس ميدياسيت.
وكتبت صحيفة لا ريبوبليكا اليسارية إنه "مجلس حرب" للتفكير في "مستقبل العائلة"، بينما رأى معارضوه أن عمله في المجال السياسي كان له تأثير إيجابي على إرث "الفارس"، الذي يملك ثالث ثروة في إيطاليا.
وقد ارتفعت ثروته، التي يثير مصدرها تساؤلات، من حوالى ملياري دولار في 1994 سنة توليه رئاسة أول حكومة إلى حوالى 13 مليارًا في 2000 قبل أن تؤدي الأزمة إلى تقلصها إلى حوالى ثمانية مليارات حاليًا حسب مجلة فوربس.
وإلى جانب القوانين، التي يفترض أن تحميه حسب القضاة، استصدر برلوسكوني قوانين تحمي شركاته.
وقال محلل مالي طالبًا عدم كشف هويته إن "إجراءات عدةاتخذت في الماضي عززت موقع ميدياسيت أو أضعفت منافسيها".
واللائحة طويلة من مساعدات حكومية لشراء أجهزة استقبال، أصدرت المفوضية الأوروبية إدانة لميدياسيت بسببها، إلى زيادة رسم القيمة المضافة والحدّ من الإعانات على القنوات المدفوعة، ما أثر خصوصًافي منافستها سكاي.
وبصفته رئيسًا للوزراء، تمكن برلوسكوني من السيطرة على التلفزيون العام راي. وذكر بيريتي أن "عمليات تنصت أثبتت أن مسؤولين في محطة راي كانوا يعملون من قبل في ميدياسيت، كانوا يتفاهمون على أوقات البرامج مع ميدياسيت بما يخدم مصلحة الأخيرة".
كما إن أصحاب الإعلانات فضلوا محطات رئيس الحكومة لأنه يشغل هذا المنصب بالتحديد.
وقال بيريتي "إذا قارننا عائدات الإعلانات بين 2000 إلى 2010، الفترة التي تولى خلالها برلوسكوني السلطة لثمانية أعوام، فإن تلك التي سجلتها قنوات رايت تشكل 58% فقط مما حققته ميدياسيت في 2000، و47% في 2010، بينما كان مشاهدو التلفزيون الحكومي أكبر عددًا".
وأوضح المحلل المالي أن "أصحاب الإعلانات كانوا يواجهون صعوبة في رفض طلب" رئيس الحكومة، "لذلك لا يمكننا أن نتوقع الأداء نفسه"، خصوصًا إذا قررت الحكومة المقبلة تعزيز المنافسة في سوق التلفزيون.
ويبدو المستقبل قاتمًا لامبراطورية برلوسكوني، الذي يواجه مشاكل قضائية أيضًا، بعدما حكم عليه في تموز/يوليو بدفع 564 مليون يورو لمجموعة انتزع منها سلطة مراقبة موندادوري في عمليات فساد.
ويمكن أن يواجه برلوسكوني ومجموعته إدانة بتهمة التهرب الضريبي في قضية ميدياسيت، بينما أحيل ابنه وفيديلي كونفالونياري على القضاء في قضية احتيال أخرى أطلق عليها اسم ميدياتريد.