العملة المجرية تحذو حذو التشيكية وتهبط وسط توقعات بخفض تصنيفها

انخفضت قيمة العملة المجرية "الفورينت" اليوم بشكل كبير أمام اليورو، حيث وصلت قيمتها إلى مستوى يقارب المستوى التاريخي الأدنى الذي كانت قد وصلت إليه في وقت سابق، وذلك وسط أنباء عن إمكانية تخفيض التنصيف الائتماني للمجر من قبل وكالتين كبيرتين متخصصتين بذلك.

إلياس توما من براغ: فقدت العملة المجرية "الفورينت" اليوم 1.5% من قيمتها تجاه اليورو بعدما وصل سعر بيع الفورينت إلى نحو 315.40 مقابل اليورو، الأمر الذي جعل المتخصصين يتحدثون عن أن مثل هذا التذبذب في حركة العملة المجرية نادرًا ما يحصل، إذ لا يتم الانخفاض عادة بأكثر من نصف بالمئة. أما الانخفاض التاريخي في سعر الفورينت فقد سجل في آذار/ مارس من عام 2009 حين انخفض سعره إلى 317.45 مقابل اليورو.

ويقول متخصصون ماليون مجريون إن السوق المالية في المجر الآن هشة، وإن الفورينت ينخفض أمام اليورو والدولار باستمرار، الأمر الذي يجعله الآن في الموقع الأضعف ببن عملات وسط أوروبا.

ويلاحظ المحللون أن تراجع الفورينت جاء بعد إعلان وكالة فيتش ريتينغ يوم الجمعة بأنها خفضت أفق التنصيف الائتماني للمجر من المستوى المستقر إلى المستوى السلبي، ما يعني أنها ستعمد قريبُا إلى تخفيض التنصيف الائتماني ككل. وبالتوازي مع هذه الخطوة، أعلنت وكالة ستاندرارد آند بوورس بأنها وضعت المجر في نظام المتابعة من ناحية التنصيف الائتماني لها.

على غرار الوضع في المجر، تشهد العملة التشيكية "الكورونه" أيضًا منذ أيام عدة حالة واضحة من التراجع، الأمر الذي جعلها توجد الآن في وضع كانت قد شهدته في تموز/ يوليو من عام 2010، وذلك بسبب أزمة المديونية في منطقة اليورو.

ويؤكد المحللون أن وضع الكورون التشيكي المستقبلي يرتبط الآن بالتطورات اللاحقة التي ستحدث في منطقة اليورو أكثر منها بوضع الاقتصاد المحلي، ولذلك يقولون إن إطلاق التوقعات الآن بشان تكور سعر صرف الكورون يعني التوقع بمناحي التطورات اللاحقة في منطقة اليورو، الأمر الذي يصعب التكهن به.

وحسب هؤلاء، فإن إيجاد الطريقة الفعالة للحد من أزمة المديونية في منطقة اليورو يمكن أن يجعل الكورون التشيكي يعود إلى مستوى 24ـ25 مقابل اليورو. أما في حال عدم العثور على حل، فيمكن التوقع بأن يضعف الكورون إلى مستوى يتراوح بين 28ـ29 كورون، وحتى إلى مستوى 30 مقابل اليورو.

ويتوقع المحللون أن تشهد العملة التشيكية قريبًا حالة واضحة من التذبذب والتغيير، وطالما أن الأخبار السيئة تصل الآن من منطقة اليورو، فإن الآفاق القصيرة الأمد للكورون تبدو متشائمة، وبالتالي يمكن توقع المزيد من التراجع لها.