عودة تدفق الإنتاج النفطي بصورة سريعة في الحقول الليبية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم الظروف الأمنية التي مرت بها البلاد خلال الآونة الأخيرة، إلا أن عجلات صناعة النفط في ليبيا بدأت تعود للدوران من جديد، بعد أن تم إصلاح المشكلات التي تعرضت لها خزانات النفط ومولدات الكهرباء الاحتياطية التالفة، وإقدام المسؤولين على إعادة افتتاح الخط الذي يغذي مصفاة النفط الرئيسية الموجودة في مدينة الزاوية.
القاهرة: قالت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إن صناعة النفط سرعان ما بدأت تعود هناك وفي جميع أنحاء البلاد، وهو ما يعود بشكل كبير إلى أن نظام القذافي والثوار، الذين يقودون البلاد الآن بشكل انتقالي، حاولوا جاهدين تجنب إصابة تلك الصناعة الهامة بحالة من الشلل الدائم طوال الحرب التي استمرت على مدار 6 أشهر. وأوردت الصحيفة في هذا الإطار عن خالد راشد، منسق بغرفة تحكم مصفاة الزاوية، قوله " كان يرغب القذافي في الإبقاء على تشغيل المصفاة، لأنه كان بحاجة للوقود، كما كان يرغب الثوار في المحافظة على سلامة المصفاة، لأنها تخص الشعب".
وتابعت النيويورك تايمز بقولها إن إنتاج النفط الليبي ظل عند مستوي يقدر بـ 40 % من المستوى الذي كان عليه قبل أن تبدأ الثورة في البلاد. غير أن مسؤولين ليبيين وخبراء نفط دوليين أكدوا أن أياً من حقول النفط والغاز الرئيسية في البلاد، والتي يقدر عددها بـ 40 حقلاً، لم يتعرض لأضرار بالغة خلال فترة الحرب. وبدأت تعود من جديد الآن معظم مصافي وموانئ النفط الهامة، رغم أنها معطلة بالفعل نتيجة العقوبات الدولية وعمليات القتال والعراك التي شهدتها البلاد على مدار عدة أشهر.
وتوقع مسؤولون أن تتمكن البلاد مرة أخرى من ضخ 1.6 مليون برميل يومياً بحلول يونيو/ حزيران القادم، رغم تأكيد خبراء مستقلين أن هذا أمر يمكن تصوره إن تمكنت البلاد من تجنب العودة إلى العنف. هذا ويعتبر تعافي النفط بشكل سريع بمثابة بادرة الأمل، في وقت تناضل فيه الحكومة الانتقالية لنزع سلاح الميليشيات، ومنع دخول القبائل المتنافسة في عراك مع بعضها البعض، وإعادة بناء المدن المحطمة.
ثم مضت الصحيفة تشدد على أهمية النفط بالنسبة للاقتصاد الليبي، لافتةً إلى أنه كان يشكل قبل الحرب حوالي ربع الناتج الاقتصادي للبلاد، و 80 % من عائدات الحكومة، و 95 % من أرباح الصادرات، وذلك وفقاً لإحصاءات خاصة بالحكومة الأميركية. وقال باولو سكاروني، الرئيس التنفيذي لشركة إيني النفطية الايطالية، التي تعتبر أكبر شركة منتجة هناك حتى الآن :" النفط يعني كل شيء في بلد مثل ليبيا. ففي النهاية، تقضي الحكومة معظم وقتها في الاعتناء بقطاع النفط". ورأت الصحيفة من جهتها أنه وإلى أن يعود الإنتاج النفطي لسابق المستويات التي كان عليها قبل بدء الصراع، فإن الاستقرار الاقتصادي والسياسي للبلاد سيدخل في دوامة من المعاناة.
وتحدثت الصحيفة كذلك عن المخاطر التي يشكلها الفساد، خاصة وأن أعضاء الحكومة الليبية الجديدة يتهمون القذافي بسرقة مليارات الدولارات من عائدات النفط. وفي وقت يقدر فيه سعر النفط عالمياً بـ 100 دولار للبرميل، فإن استرداد مستويات إنتاج النفط الليبي السابقة سوف تخفف أيضاً من ضغوط التزويد على الأسواق العالمية. غير أن الشيء المهم الآن في سبيل استرداد معدلات الإنتاج السابقة هو ضرورة أن توقف الحكومة الانتقالية موجة العنف التي تمنع شركات النفط الأجنبية من إعادة الفنيين المغتربين. وهو نفس الأمر الذي تحدث عنه جان دانيال بلاسكو، نائب رئيس شركة توتال لقطاع الإنتاج والتنقيب بشمال إفريقيا، بتأكيده أن عودة عماله ستتوقف على الموقف الأمني والفعاليات الساسية محل التساؤلات.
ثم ختمت النيويورك تايمز بنقلها عن سكاروني قوله :" من المنتظر أن تدخل الدول التي ساعدت الحكومة الانتقالية في ليبيا على الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في علاقة قوية مع البلاد. فليبيا لا تزال تلك الدولة التي نود أن نتواجد فيها، وأن نبقى فيها، ونحن إذ نريد من جانبنا أن ننمي العمليات الإنتاجية الخاصة بنا هناك".