اقتصاد

ماريو مونتي سيتولّى حقيبة الاقتصاد أيضًا في الحكومة الإيطالية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

روما: أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي عند تقديمه تشكيلة حكومته إلى الرئيس جورجيو نابوليتانو الأربعاء أنه سيتولّى حقيبة الاقتصاد في هذه الوزارة.

كما قرر ماريو مونتي استحداث وزارة كبيرة للتنمية والبنى التحتية والنقل، عهد بها إلى كورادو باسيرا رئيس "اينتيسا سان باولو" أكبر مجموعة مصرفية وطنية. وعزا مونتي ضمّ هذه الحقائب الثلاث في وزارة واحدة إلى "منطق يتمثل في التركيز على المبادرات المنسقة للنمو الاقتصادي".

وعهد بالوزارات الرئيسة الأخرى إلى رجال تكنوقراط، يتمتعون بالخبرة، وهم في الخارجية السفير جوليو تيرزي دي سانتاغاتا، والدفاع الأميرال جامباولو دي باولا، والداخلية آنا ماريا كانسيلييري. وعيّن كورادو كليني المدير العام لوزارة البيئة في السنوات العشر الماضية، وزيرًا للبيئة.

وتضم حكومة ماريو مونتي في الإجمال ثلاث نساء، سيتولين وزارات العدل والعمل والسياسات الاجتماعية، كما قال مونتي.

وللمرة الأولى ستحصل مجموعة سانت إيجيديو المؤسسة الكنسية، التي تتمتع بنفوذ على الصعيد الدبلوماسي، على حقيبة وزارية في حكومة مونتي تعهد إلى مؤسسها أندريا ريكاردي، الذي عيّن وزيرًا للتعاون الدولي.

مونتي خبير اقتصادي معروف ونقيض برلوسكوني
يشار إلى أن ماريو بونتي الذي عيّن رسميًا الأربعاء رئيسًا للوزراء في إيطاليا، رجل متزن في الثامنة والستين من العمر، يتمتع بكفاءات اقتصادية معروفة، وهو نقيض رئيس الحكومة المستقيل سيلفيو برلوسكوني المتهم بنسف مصداقية البلاد.

وهذا الرجل الذي يطلق عليه في بعض الأحيان اسم "الكردينال" لتكتمه، اكتسب سمعة الكفاءة والاستقلالية طوال فترة توليه منصب مفوض أوروبي على مدى عشر سنوات (1994-2004). والرجل ذات التوجه الأوروبي الثابت، اكد فور تعيينه أن على إيطاليا أن تصبح مجددًا "عامل قوة لا عامل ضعف" في الاتحاد الاوروبي. ومساء الثلاثاء، اعرب عن "قناعته" بأن إيطاليا ستعرف كيف تتجاوز الأزمة. وفور توليه المسؤولية، فرض اسلوبه.

وقد اعرب مونتي الرجل المؤدب والمميز عن دهشته من مشاهدة مجموعات من المصورين تلاحقه. واعرب عن انزعاجه بتهذيب من كل هؤلاء الحراس الشخصيين وقال "اتعتقدون ان هذه الحالة ستستمر على الدوام؟". وفي مقال افتتاحي، سخرت صحيفة ال فاتو (اليسارية) من "شعره البسيط الفضي اللون" و"من زوجته البسيطة اليسا التي تهرب من الاضواء ببساطة" و"من سيارة العمل القديمة لديه" واللون الرمادي الشامل...".

وانتقد كاتب الافتتاحية ماركو ترافاليو أيضًا زملاءه الذين "بدأوا يرمقونه من رأسه حتى اخمص قدميه". وفي الجهة الأخرى من المشهد السياسي، اعتبرت صحيفة ال جورنالي التي تملكها عائلة برلوسكوني، ايضًا ان عملية "التقديس بدأت". ذلك ان مونتي الذي ينتظره الناس وكأنه مخلص ايطاليا الواقفة على شفير الاختناق، يتمتع حتى الآن بفترة سماح، على الرغم من انه نبّه الايطاليين الى وجوب تقديم "تضحيات" اضافية.

واوضحت رئيسة اكبر نقابة في البلاد، سي جي آي ال، سوزانا كاموسو ان "اسلوبه يستند الى الحوار"، في حين حرص مونتي على مقابلة القوى الاجتماعية - اصحاب العمل والنقابة وممثلين عن النساء والشبيبة- قبل تشكيل حكومته. وفي غضون بضعة ايام، نجح مونتي في ضم كل الاحزاب السياسية تقريبًا، التي وعدته بتقديم دعمها.

سيرة ذاتية
ولد ماريو مونتي في 19 آذار/مارس 1943 في فاريسي (شمال) ودرس في جامعة بوكوني الراقية في ميلانو،، التي تعتبر افضل كلية اقتصاد في ايطاليا. وتابع دراساته في الولايات المتحدة في جامعة يال، حيث تتلمذ لدى جيمس توبن حائز جائزة نوبل ومعد مشروع الضريبة على التحويلات المالية الذي يحمل اسمه.

وفي 1970 بدأ التعليم في جامعة تورينو التي غادرها في 1985 لكي يصبح استاذًا في الاقتصاد السياسي في جامعة بوكوني، حيث تولى مناصب مدير معهد الاقتصاد السياسي وعميد الجامعة واخيرًا رئيسا العام 1994 وهو المنصب الذي لا يزال يتولاه حتى الآن. وفي 1994 رشحته اول حكومة لسيلفيو برلوسكوني لمنصب مفوض اوروبي لدى رئيس المفوضية انذاك جاك سانتر الذي اوكل اليه السوق الداخلية والخدمات المالية والضرائب والاتحاد الجمركي.

وفي 1999 ثبتته حكومة ماسيمو داليما اليسارية في المفوضية، حيث نال من رئيسها مواطنه رومانو برودي حقيبة المنافسة الاقتصادية. ورسخ بذلك صورته كرجل فوق الاحزاب. وتحت اشرافه عززت المفوضية انشطة مكافحة الاحتكار، ورسخ ماريو مونتي صورته كمفوض قاس في العمل "لا يرضخ للضغوط".

وتؤكد اوساطه انه بغضّ النظر عن طبيعة محاوره، فان ماريو مونتي "لا يحبذ، حين تكون هناك قواعد، ان ياخذ الانطباع بانه يمكن الالتفاف عليها". وهذا الرجل "اللائق والمهذب" والكاثوليكي الممارس لديانته، والذي تعلم لدى اليسوعيين، ومتزوج منذ أربعين عامًا وأب لولدين، يبقى حازما. وتشيد اوساطه ايضا بكفاءته كدكتور في الاقتصاد.

وفي مقال نشرته مجلة "ذي ايكونوميست" في شباط/فبراير 2000 تحت عنوان "سوبر ماريو"، كتبت انه "احد اقوى البيروقراطيين الاوروبيين" قبل ان تصفه بانه "يفضل الاقناع على المجادلة". ومع انتهاء اقامته في بروكسل، عاد مونتي الى نشاطه الكاديمي، وكتب مقالات افتتاحية في صحيفة كوريرا ديلا سيرا المعروفة في ايطاليا. وينتمي ايضا الى نادي بيلدربرغ المغلق جدا ويضم نحو مئة من رجال السياسة والمال والمصارف من كل العالم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف