لعبة جنونية لشطر منطقة اليورو وعملتها الموحدة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يفيد خبراء ماليون أن الأسواق تمارس ضغوطاً هائلة لشطر منطقة اليورو، الميؤوس منها.
برن: لا شك في أن تحطيم العملة الأوروبية الموحدة عملية أكثر تعقيداً بكثير من تلك التي ساعدت في ولادتها، في تسعينيات القرن الماضي. وبما أن اليونان لم تخرج، بعد، من منطقة اليورو فإن المخاطرالمحيطة بمنطقة اليورو، برمتها، ما زالت قابلة للعلاج. ما يعني أن حكومات ايرلندا والبرتغال واسبانيا وايطاليا قادرة على تفادي الافلاس، بدورها. في أسوأ الأحوال، وبدلاً من شطر اليورو الى فئتين، "أ"(ممتازة) و"ب"(ضعيفة)، من المفضل أن تعود بعض الدول الى عملتها القديمة.
من جانبهم، يفيدنا المحللون الماليون السويسريون أن الأسواق المالية تمارس ضغوطاً هائلة لشطر منطقة اليورو، الميؤوس منها. في الوقت الحاضر، وصل فارق المردود "سبريد" Spread)) بين سندات الخزينة البلجيكية وتلك الألمانية الى 310 نقاط. أما النمساوية فان الفارق الذي يفصلها عن سندات حكومة برلين قفز صعوداً الى 180 نقطة. أما فارق المردود بين سندات الخزينة الهولندية ونظيرتها الفنلندية فانه ارتفع الى 64 و72 نقطة، على التوالي، أمام السندات الحكومية الألمانية.
وهذا ما صُدم به الجميع بما أن هولندا وفنلندا تعتبران أكثر أماناً، اقتصادياً، من ألمانيا! ويبدو، الى الآن، أن جميع المستثمرين يرغبون في شراء سندات الخزينتين، الأميركية والألمانية، حصراً. مرة أخرى، تحاول المضاربات، على المدى المتوسط، فصل مصير ألمانيا عن مصير ما سيتبقى من دول اليورو. ومن غير المستبعد أن تخرج ألمانيا، وربما ايطاليا، من منطقة اليورو قبل اليونان. وقد لا يسبب هذا الحل عذاباً كبيراً لأوروبا.
في هذا الصدد، يشير الخبير فالتر شتاوب لصحيفة "ايلاف" الى أن المصرف المركزي الأوروبي غير كاف لحل الأزمة. فأوروبا تحتاج اليوم الى كيان مالي جديد يساهم في دمج السلطات الضريبية بعضها ببعض، أكثر فأكثر، لتفادي نزوح رؤوس الأموال ببلاين اليورو، الى الجنات الضريبية. كما أن فارق المردود بين السندات الألمانية وغيرها الأوروبية مقبول لو ترواح بين 30 و30 سنتاً من اليورو. والا فاننا أمام حالة شواذ مالية، تستغلها الأسواق المالية لأغراض خاصة.
علاوة على ذلك، ينوه هذا الخبير بأن افلاس اليونان وايطاليا، الواحدة تلو الأخرى، سيسبب فلتاناً هائلاً في الأسواق المالية التي لا ترحم أحد. لا بل هي ستستغل الفرصة الذهبية لادارة بعض الدول وفق مزاجها اليومي!