الفقراء يرزحون تحت أثقال الأزمة المالية الأوروبية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
شير الخبير كريستوف غوبسر لصحيفة إيلاف إلى أن كل دولة أوروبية تريد مواجهة ملف الفقر بطريقة مستقلة، لإنقاذ اليونان، مثلاً، أما برنامج إطعام الفقراء "بيد" فإن الجميع سارع في تعطيله! وهذا تناقض غير إنساني أبداً.
برن: في الشهور العشرة الأخيرة، عقد الزعماء الأوروبيون 10 اجتماعات، نصفها رسمية والأخرى من باب الصداقة المشتركة. وفي كل مرة يحاول من خلالها هؤلاء الزعماء العثور على الحل السحري تنتفض الأسواق المالية في وجوههم تعبيرا عن استيائها لكون هذه الحلول حبراً على ورق.
فكل دولة من دول منطقة اليورو تحاول حماية مصالحها بصورة مبالغ بها. هكذا، تغيب روح التضامن عن الاجتماعات الأوروبية. أما الطبقات الفقيرة فهي الأكثر تضرراً من القرارات الأوروبية المشوشة. في الحقيقة، لا يدفع المواطنين الأوروبيين الفقراء ثمن الأزمة الأوروبية مادياً. بل ان الأمر يتعدى ذلك، كي يحصد أرواحهم أيضاً. فالجوع لا يرحم!
في الوقت الحاضر، نجحت ألمانيا، بعدما ربحت الدعوى لدى المحكمة الأوروبية العليا، سوية مع خمس دول أخرى، في منطقة اليورو، في وقف موازنة برنامج "بيد" (Pead) للعامين 2012 و2013. شهد هذا البرنامج ولادته في عام 1986 من أجل جمع "الفضلات" الغذائية بهدف توزيعها على فقراء أوروبا. وطالما قدم هذا البرنامج الدعم الضروري لعدة مصارف غذائية "فوود بنك" تمارس، الى الآن، أنشطتها لتأمين الطعام لحوالي 18 مليون أوروبي، فقير.
مرة أخرى، يتبين أن دول أوروبا الشمالية لا تأبه بالأزمة المالية بما أن أوضاعها الاقتصادية ما زالت جيدة. أما فقراء أوروبا الشمالية فانهم يتلقون كافة المساعدات الاجتماعية على عكس الأوروبيين الجنوبيين.
في هذا الصدد، يشير الخبير كريستوف غوبسر لصحيفة ايلاف الى أن كل دولة أوروبية تريد مواجهة ملف الفقر بطريقة مستقلة. لانقاذ اليونان، مثلاً، أين تمتلك ألمانيا عدداً كبيراً من المصالح التجارية، سارع الجميع في تأسيس صندوق انقاذ بقيمة بلايين اليورو. أما برنامج اطعام الفقراء "بيد" فان الجميع سارع في تعطيله! وهذا تناقض غير انساني أبداً.
علاوة على ذلك، يشير الخبير غوبسر الى أن مشاركة الطبقات الوسطى والغنية الأوروبية، عن طريق دفع يورو واحد فقط، كل شهر، في هذا البرنامج من شأنه تغطية حاجات فقراء أوروبا بالكامل. فأين التخطيط وهل ستظل مسرحية الأزمة المالية، وفق رأي هذا الخبير، مهيمنة على الأخبار الاقتصادية الأوروبية في الشهور القادمة؟