اقتصاد

بعد سنتين من أزمة الديون... دبي تبحر في مياه هادئة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دبي: قبل سنتين، اهتزت الأسواق العالمية عندما طلبت مجموعة دبي العالمي تجميد مستحقات ديونها، إلا أن إمارة دبي تبدو اليوم ملاذًا آمنا في منطقة مضطربة، وهي تستفيد من القطاع الخدماتي والسياحي القوي الذي بنته.

انخفاض الطلب في الأسواق العالمية قد يؤذي قطاعات دبي الاقتصادية الحيوية

لكن الإمارة التي نجحت حتى الآن في إعادة هيكلة ديونها الضخمة، قد تواجه شروطًا أصعب في الأسواق العالمية لأي عمليات إعادة تمويل في هذه الظروف الاقتصادية المضطربة، كما إن انخفاض الطلب في العالم قد يؤذي قطاعاتها الاقتصادية الحيوية. وقبل الأزمة المالية العالمية في 2008، وهي الأزمة التي جففت منابع التمويل، كانت إمارة دبي تعيش فورة اقتصادية وعقارية مذهلة.

وفي خريف 2009، أخذ وضع الإمارة منعطفًا سيئًا آخر عندما طلبت مجموعة دبي العالمية في 25 تشرين الثاني/نوفمبر تجميد استحقاقات ديون تبلغ حوالى 26 مليار دولار، ما أطلق مخاوف كبيرة في الأسواق من تعثر سيادي لدبي لكون المجموعة مملوكة من حكومة دبي.

وانكمش اقتصاد الإمارة بنسبة 2.4% في 2009، إلا أن إجمالي الناتج الداخلي عاد ليحقق نموًا بلغ 0.5% في 2010، فيما يتوقع أن يبلغ النمو 3 % هذه السنة، بفضل انتعاش قطاعات النقل وازدهار السياحة، وذلك بالرغم من استمرار الضعف في القطاع العقاري، بعدما خسرت العقارات أكثر من نصف قيمتها في خضم الأزمتين.

وقال كبير الاقتصاديين في بنك ستاندراد تشارترد فيليبي دوبا بانتانتشي إن "دبي خططت وبدأت تواجه مشاكل ديونها، عبر كل السبل الممكنة: إعادة الهيكلة، وإعادة التمويل، وبيع الأصول. ولكنها أيضًا تقوم بذلك بكل بساطة من خلال تحسين مؤشر نسبة الديون مقابل إجمالي الناتج المحلي" عبر ارتفاع هذا الأخير.

وأكد الخبير لوكالة فرانس برس أن "ديون دبي لم تختف بالتأكيد، إلا أن هذه الديون لم تثن القطاعات الأساسية من النمو"، مشيرًا إلى أن "كل القطاعات التقليدية في دبي، أي التجارة والسياحة والتجزئة والبنى التحتية والنقل، ساهمت بقوة في النمو هذه السنة".

وارتفعت نسبة قدوم السياح بنسبة 14% في النصف الأول من العام 2011، فيما ارتفعت نسبة الإشغال في الفنادق إلى ما فوق عتبة الثمانين بالمئة، وذلك بحسب بنك "اي اف جي هرمس" الاستثماري. وذكر البنك أن نسبة الإشغال المرتفعة كانت واضحة خلال الصيف، إذ إن العديد من السياح الخليجيين تجنّبوا السفر إلى وجهات مضطربة، مثل مصر وسوريا. كما إن قطاع التجارة في دبي سجل نموًا.

وارتفعت نسبة مناولة الحاويات بنسبة 11% في النصف الأول من العام، بحسب "اي اف جي هرمس"، الذي أشار إلى أن موانئ الإمارة استفادت من تغيير خطوط الملاحة بسبب الاضطرابات في المنطقة. وأكد البنك في تقريره أن "دبي تبرز في المنطقة مستفيدة من وضعها كملاذ آمن، لاسيما في قطاعات، مثل السياحة والتجارة وتدفق الودائع المصرفية".

وضربت الأزمة المالية دبي عندما كانت في أوج فورتها العقارية، إذ بنت الإمارة أعلى برج في العالم، وكذلك بنت أكبر جزيرة اصطناعية في العالم، وهي جزيرة النخلة. ونجت المشاريع، التي أنجزت أو التي كانت على وشك الإنجاز من الشلل، إلا أن مشاريع أخرى كثيرة جمّدت أو ظلت حبرًا على ورق، وهي مشاريع اعتبرت بغالبيتها "غير واقعية".

من جهته، قال سايمن وليامز كبير الاقتصاديين الإقليميين في مصرف "اتش اس بي سي" إن "الجو تغير تمامًا، لقد انتهت الأحلام الجامحة التي كانت سائدة في الماضي، وبات الناس الآن أكثر واقعية"، مضيفًا إن "مفاعيل دورة الفورة وانفجار الفقاعة ما زالت موجودة". غير أنه أوضح "أن الإمارة تملك أفضل بنية تحتية وأكثر نظام اجتماعي متسامح وأفضل قطاع خاص مع عقلية رائدة من حيث أخذ المخاطر، وبفارق أشواط، مقارنة مع أي مكان آخر في الخليج". كما قال لوكالة فرانس برس إن "استقرار دبي خلال فترة من انعدام الاستقرار المنتشر في المنطقة عزز جاذبيتها".

وأشار وليامز إلى أنه "قبل الأزمة، كانت دبي مكانًا ليس فيه ضرائب، ولكنها كانت مكانًا مكلفًا للأعمال. الآن ما زالت الضرائب غير موجودة، لكن كلفة العقار وصلت إلى نصف ما كانت عليه، وبقيت الرواتب على المستوى نفسه، لذا باتت دبي أكثر تنافسية من قبل، وهذا أساسي للمستقبل".

بيد أن دبي المضطرة لإعادة تمويل ديونها، يمكن أن تتأذى من زيادة صعوبة الحصول على التمويل في الأسواق الدولية بسبب تردي الحالة المالية في العالم.

وقال بنك "اي اف جي هرمس" إن "مخاطر دبي تبقى موجودة إذا ما حصل تدهور ملحوظ في إمكانية الحصول على التمويل الخارجي، ولمدة طويلة، وذلك نظرًا إلى حاجات دبي الكبيرة في مجال إعادة التمويل".

إلا أنه ليس من المتوقع أن تواجه دبي مشاكل في تسديد استحقاقاتها القصيرة المدى، وهي تقدر بـ600 مليون دولار في الربع الأخير من العام الحالي، بحسبما أفاد المصرف. وأكد المصرف أيضًا أن المصاعب، التي قد تواجه عملية إعادة الهيكلة المستمرة، ستكون على الأرجح "نتيجة صدمات خارجية، وليست داخلية".

في هذا السياق، أشار بانتانتشي إلى أن "تفاقم مشاكل منطقة اليورو قد يتسبب بمزيد من التآكل في الطلب العالمي على وقع توتر الأسواق وانهيار ثقة المستهلكين". وحذر من أن "دبي قد تعاني انخفاضًا حادًا في التجارة العالمية، كما عانت في 2008، إذ إنها أكثر اقتصاد غير نفطي منفتح في المنطقة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الخليج الفارسي الابد
إيراني محب الدبي -

نعم دبي عروسة الشرق الاوسط ستعود دبي نفس قبل بفضل القياده الحكيمه الشيخ محمد بن راشد الله يحفظه قبل سنتين كتبت مقال انه دبي ستخرج من ازمتها انشاء الله وتتعلم من اخطائها شفناه كثير من الخليجيين والعرب يتشمتون في دبي بتجربتها الاقتصاديه لكن هاي دبي واقفه كالبرج خليفه ولاعزاء الحاقدين من الاعراب

الخليج الفارسي الابد
إيراني محب الدبي -

نعم دبي عروسة الشرق الاوسط ستعود دبي نفس قبل بفضل القياده الحكيمه الشيخ محمد بن راشد الله يحفظه قبل سنتين كتبت مقال انه دبي ستخرج من ازمتها انشاء الله وتتعلم من اخطائها شفناه كثير من الخليجيين والعرب يتشمتون في دبي بتجربتها الاقتصاديه لكن هاي دبي واقفه كالبرج خليفه ولاعزاء الحاقدين من الاعراب

الازمة الماليه
بوعبدالله -

هذا الكلام يذكرنى فى بداية الازمه الماليه عندما صرح حاكم دبى لقناة العربيه بلنه لاتوجد ازمة ماليه فى دبى

الازمة الماليه
بوعبدالله -

هذا الكلام يذكرنى فى بداية الازمه الماليه عندما صرح حاكم دبى لقناة العربيه بلنه لاتوجد ازمة ماليه فى دبى

الحب الذي ليس له أخر
مراقب -

أليست هي ( دانة الدنيا )

الحب الذي ليس له أخر
مراقب -

أليست هي ( دانة الدنيا )

محلل
محلل -

ديون امريكا بلغت 13 تيرليون دولار , ديون العراق 100 مليار دولار , ديون بريطانيا 1300 مليار دولار , ديون اليونان 270 مليار دولار , مصر لم تسدد ديونها من حرب 1973 الى الآن , جات على 16 مليار دولار ديون دبي ؟ مع ان اقتصاد دولة الامارات كثاني اقوى اقتصاد عربي بلغ 927 مليار اي ان ديون دبي هي فاتورة مطعم بالنسبه لدولة الامارات

محلل
محلل -

ديون امريكا بلغت 13 تيرليون دولار , ديون العراق 100 مليار دولار , ديون بريطانيا 1300 مليار دولار , ديون اليونان 270 مليار دولار , مصر لم تسدد ديونها من حرب 1973 الى الآن , جات على 16 مليار دولار ديون دبي ؟ مع ان اقتصاد دولة الامارات كثاني اقوى اقتصاد عربي بلغ 927 مليار اي ان ديون دبي هي فاتورة مطعم بالنسبه لدولة الامارات

بدون تعليق
مسطول -

ههههههههههههههههههههههههههههههههه

دبي في عيوني
R -

دبي تمضي الى الامام بقيادة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله،ومن وراءة شعبة الكريم، كشفت الازمة احقاد واظهرتها,عدا عن ذلك اكسبتنا قوة ودافع الى الاستمرار في التقدم والعمل المتواصل الى الارتقاء. لم يتوقف سيدي عن العمل ولم يثنه اي انتقاد ولكنها تجارب وتمر بنا ونتعلم ونسير في مقدمة الركب.الله يديم عليه الصحة ويؤيدة بالبطانة الصالحة.فديت بلادي.

بدون تعليق
مسطول -

ههههههههههههههههههههههههههههههههه

تقرير متفائل وبعيد جدا عن الواقع
صريح -

ان هذا التقرير يصف نصف الحقيقة ويبتعد كثيرا عن الواقع حيث ان عائدات دبي قد انخفضت بشكل كبير وكدليل منطقي على ذلك فان اسعار الفنادق قبل الازمة بلغت أربع اضعافها الآن ونسب الاشغال بلغت 90% بينما الآن رغم انها تجاوزت 80% الا ان الحصيلة النقدية انخفضت الى الربع وبقيت النفقات كما هي أما على صعيد الحكومة فان اغلب الرسوم مرتبط بالعقارات مثل ضريبة البلدية التي تبلغ 5% والتي انخفضت محصلتها بسبب انخفاض الايجار حيث تجاوز الهبوط 70% وكذلك رسوم الدائرة الاقتصادية التي تتضمن 5% من الايجار في حسابها ,لكن ما بقي هو رواتب الموظفين الحكومية المرتفعة والتي بدأت تشكل عبىء على الحكومة وتستنزف ميزانياتها وايراداتها مما دفعا الى التعسف في جباية الغرامات والرسوم من الوافدين وابتكار اساليب وطرق تحصيل مختلفة . كذلك هناك العقود المبرمة سابقا والتي يجب تسديدها باسعار عالية رغم انهيار السوق .. ان ما حدث حتى الآن هو عملية تأجيل وتخدير مستمرة على أمل العثور على حل ولكن لم يكن هناك أي حل وانما عملية تجميد واستنزاف للموارد قي ظل تفاؤل غير مبرر وانعدام حقيقي لأي مبادرة لايجاد حل او المساهمة في تقديم حل للسداد أو حتى المساعدة على انعاش السوق وتصحيح الوضع فعلى سبيل المثال فان كافة الديون الحكومية أو حتى التابعة للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تم التعاقد عليها قبل الآزمة بأسعار خيالية لا يمكن سدادها في ظل تقلص الموارد وانخفاض المبيعات بالاضافة الى انعدام البنية التشريعية المناسبة وحماية المستثمرين مما سيزيد الضغط على القطاع الخاص ويسرع في عميلية تدميره والاستيلاء على ممتلكاته من قبل البنوك والدائنين وهو ما سينعكس تلقائيا على موارد الحكومة وامكانياتها في تسديد الديون خاصة أن دبي تعتمد بصورة كبيرة في وارداتها الحكومية على انعكاسات ازدهار القطاع الخاص أو شبه الحكومي مثل التصدير ورسوم استقطاب العمالة ورسوم الاستيراد والتصدير والرسوم والغرامات أوالخدمات التي تفرض على الوافدين ... الخ وهي جميعا مرتبطة بمدى ازدهار الاعمال وقدرة الامارة على جذب المزيد من الاعمال و الوافدين فهل مازالت الامارة تتمتع بالجاذبية في ظل توقع العديدين قرب قدوم الربيع العربي الى دول الخليج التي تفتقد الى قوانين حماية المستثمر وأمواله ؟؟.

تقرير متفائل وبعيد جدا عن الواقع
صريح -

ان هذا التقرير يصف نصف الحقيقة ويبتعد كثيرا عن الواقع حيث ان عائدات دبي قد انخفضت بشكل كبير وكدليل منطقي على ذلك فان اسعار الفنادق قبل الازمة بلغت أربع اضعافها الآن ونسب الاشغال بلغت 90% بينما الآن رغم انها تجاوزت 80% الا ان الحصيلة النقدية انخفضت الى الربع وبقيت النفقات كما هي أما على صعيد الحكومة فان اغلب الرسوم مرتبط بالعقارات مثل ضريبة البلدية التي تبلغ 5% والتي انخفضت محصلتها بسبب انخفاض الايجار حيث تجاوز الهبوط 70% وكذلك رسوم الدائرة الاقتصادية التي تتضمن 5% من الايجار في حسابها ,لكن ما بقي هو رواتب الموظفين الحكومية المرتفعة والتي بدأت تشكل عبىء على الحكومة وتستنزف ميزانياتها وايراداتها مما دفعا الى التعسف في جباية الغرامات والرسوم من الوافدين وابتكار اساليب وطرق تحصيل مختلفة . كذلك هناك العقود المبرمة سابقا والتي يجب تسديدها باسعار عالية رغم انهيار السوق .. ان ما حدث حتى الآن هو عملية تأجيل وتخدير مستمرة على أمل العثور على حل ولكن لم يكن هناك أي حل وانما عملية تجميد واستنزاف للموارد قي ظل تفاؤل غير مبرر وانعدام حقيقي لأي مبادرة لايجاد حل او المساهمة في تقديم حل للسداد أو حتى المساعدة على انعاش السوق وتصحيح الوضع فعلى سبيل المثال فان كافة الديون الحكومية أو حتى التابعة للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تم التعاقد عليها قبل الآزمة بأسعار خيالية لا يمكن سدادها في ظل تقلص الموارد وانخفاض المبيعات بالاضافة الى انعدام البنية التشريعية المناسبة وحماية المستثمرين مما سيزيد الضغط على القطاع الخاص ويسرع في عميلية تدميره والاستيلاء على ممتلكاته من قبل البنوك والدائنين وهو ما سينعكس تلقائيا على موارد الحكومة وامكانياتها في تسديد الديون خاصة أن دبي تعتمد بصورة كبيرة في وارداتها الحكومية على انعكاسات ازدهار القطاع الخاص أو شبه الحكومي مثل التصدير ورسوم استقطاب العمالة ورسوم الاستيراد والتصدير والرسوم والغرامات أوالخدمات التي تفرض على الوافدين ... الخ وهي جميعا مرتبطة بمدى ازدهار الاعمال وقدرة الامارة على جذب المزيد من الاعمال و الوافدين فهل مازالت الامارة تتمتع بالجاذبية في ظل توقع العديدين قرب قدوم الربيع العربي الى دول الخليج التي تفتقد الى قوانين حماية المستثمر وأمواله ؟؟.