اقتصاد

أزمة الديون الأوروبية تهدد المشاريع العالمية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إمتدت المخاطر المتفاقمة في من أوروبا بسبب الديون السيادية إلى مختلف دول العالم، بحيث أصبحت جميع المشاريع العالمية مهددة.

لميس فرحات: لم يقتصر تأثير أزمة الديون السيادية المتفاقمة في أوروبا على المصارف وحسب، بل تخطاه ليمتد إلى مختلف دول العالم وأصبح يهدد الآن مشاريع القارة الاوروبية وغيرها في العالم.

يطغى الشعور بالتوتر في كل أنواع الشركات بدءاً من عمالقة شركات الطيران والنقل العالمية وانتهاء بالشركات المصنعة الصغيرة مع تراجع المصارف الأوروبية عن خططها في الاقراض في محاولة منها لادخار رؤوس الأموال ودعم ميزانياتها ما أدى إلى جمود في الائتمان لدى الشركات في عدد كبير من الدول بدءا من برلين وانتهاء ببكين وهو الامر الذي يدفع الاقتصاد العالمي إلى حافة ركود اقتصادي اخر.

الأوضاع المتردية في منطقة اليورو دفعت بمنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي أمس إلى خفض توقعاتها بشأن نمو الاقتصاد الاميركي العام المقبل كما خفضت من تطلعاتها الاقتصادية بشأن أوروبا وباقي أنحاء العالم إضافة إلى إمكانية أن تزيد الأزمة الائتمانية الطين بلة في الانكماش الاقتصادي.

بالإضافة إلى ذلك، رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني لخدمات المستثمرين، يوم الاثنين احتمال تفاقم كتلة الديون الحكومية الأوروبية، في حال لم يطبق حل جذري لمعالجة الأزمة المتفاقمة.

بدأ المستثمرون بالنظر إلى البنوك الاوروبية الكبرى على اعتبارها الحلقة الضعيفة في السلسلة المالية العالمية بسبب ممتلكاتها الضخمة من السندات التي تصدرها الحكومات المثقلة بالديون مثل ايطاليا واسبانيا.

وألغت صناديق أسواق المال الأميركية تدفقات الأموال التي تقرضها للبنوك الأوروبية، وأجبرتها على تشديد معايير الإقراض وحتى الانسحاب من تمويل العملاء. وما زاد الطين بلة، هو تعرض المؤسسات الاوروبية في وقت واحد إلى ضغط من المشرعين الاوروبيين لامتلاك رؤوس أموال إضافية مقابل الاموال التي يقرضونها ما استدعى الكثير من المصارف إلى خفض القروض.

في هذا السياق، نقلت صحيفة الـ "نيويورك تايمز" عن اليكس روفر، محلل أبحاث الدخل الثابت في بنك "جيه بي مورغان تشيس" قوله إنه في حال لم تتمكن المصارف الكبرى من توفير الائتمان فانها ستعوق التطور الاقتصادي وتسهم في ركوده.

ودفعت هذه الأزمة شركة "اير فرانس" للطيران التي كانت تعتمد على المصارف الفرنسية لتمويل نحو 15 بالمئة من نفقاتها لشراء الطائرات بعد توقف هذه المصارف عن منح القروض لشركات الطيران معتمدة في ذلك على اللجوء إلى تطوير علاقات اوثق مع المصارف الصينية واليابانية التي لا تواجه الضغوطات ذاتها التي ترزح تحتها نظيراتها في منطقة اليورو بهدف تخطي الركود.

وحذرت الصحيفة من أن الفشل في تأمين التمويل يمكن أن يسرع من وتيرة خسارة الوظائف في الولايات المتحدة واميركا اللاتينية وغيرها من دول العالم، مشيرة إلى أن شركة "بوينغ" للطائرات الاميركية حذرت مؤخراً من إمكانية أن يؤدي الانسحاب الاوروبي في عمليات التمويل إلى إلقاء ظلال سلبية على اعمالها في العام المقبل.

وخفضت شركة "امبرار" البرازيلية من توقعات النمو رغم ارتفاع مبيعات الطائرات في الربع الثالث من العام الجاري فقال فريديريكو غوراد، الرئيس التنفيذي في الشركة، إن الوضع في أوروبا أدى مجدداً إلى تعثر عملية الانتعاش وإن الشركة تعتقد أن النمو سيكون معتدلاً او ضعيفاً على الصعيد العالمي.

ورأت الصحيفة أن مزاداً ضعيفاً شهدته المانيا الاسبوع الماضي كان مخيفاً على وجه الخصوص نظراً إلى أن الاقتصاد الالماني يعتبر ومنذ زمن طويل انه حصن اوروبا المالي.

وأضافت الصحيفة أن ارتفاع معدلات الفائدة للديون الحكومية يترجم بسرعة إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض بالنسبة للبنوك الأوروبية وهذا بدوره سيؤثر على الشركات المحلية والمستهلكين الذين هم بحاجة إلى القروض. وفي الوقت نفسه فان تكاليف تلك البنوك الخاصة آخذة في الارتفاع أيضاً بسبب النقص في الدولارات التي يحتاجون اليها من أجل الاقتراض.

نتيجة لذلك، ستقوم البنوك بتشديد معايير الإقراض إلى جانب الضغط على الشركات مثل شركات الطيران وشركات الشحن والمصدرين للنفط والمواد الغذائية والصلب وهي الصناعات التي تعتبر حيوية بالنسبة لصحة الاقتصاد العالمي.

ونقلت الصحيفة عن ديرك شوماخر، أحد كبار الخبراء الاقتصاديين الأوروبيين في بنك غولدمان ساكس قوله: "إن التوترات والضغوط تتزايد وان شروط التمويل للشركات ستكون أكثر صرامة".

وقالت الصحيفة إن أحدث الدلالات على التوترات هو انسحاب المقرضين الاوروبيين بصمت من مشاريع البنية التحتية الكبيرة مثل محطات الطاقة و مشاريع تطوير المياه ولاسيما في الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة إن التداعيات الاقتصادية للركود الاقتصادي العالمي في بناء السفن لا تؤثر فقط على العاملين في الاحواض الجافة ولكن أيضا ستؤثر على مئات الشركات التي تقوم بتوريد قطع الغيار والمواد الخام للصناعة ففي ألمانيا على سبيل المثال فقد أكثر من 5 آلاف شخص وظائفهم في الموانئ الكبرى مثل هامبورغ وكييل وروستوك و ذلك بحسب مجموعة التجارة المحلية.

وذكرت الصحيفة أن الشركات الأصغر حجماً تجاهد من أجل توفير الائتمان ففي إيرلندا أشار استطلاع أجرته رابطة الشركات المحلية الصغيرة والمتوسطة الحجم الى أنه تم رفض 58 بالمئة من طلبات الشركات التي تقدمت لأخذ قروض من البنوك.

وأشارت الصحيفة إلى أن القادة في أوروبا الشرقية حيث اقتصدت البنوك الأوروبية الغربية دقوا ناقوس الخطر فقد اتهم ترايان باسيسكو، رئيس رومانيا، المنظمين النمساويين بأنهم خنقوا الاقتصاد الروماني بعد أن اصدروا أوامرهم للبنوك بالحد من الاقراض خارج حدودها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف