الاتحاد الأوروبي يبدأ معركة تستمر 9 أيام لوضع أسس جديدة لأوروبا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بدأ الاتحاد الأوروبي الخميس معركة صعبة تستمر تسعة أيام حتى التاسع من الشهر الحالي، لمناقشة إجراء تغييرات لإنقاذ منطقة اليورو، مع تأكيد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على ضرورة "وضع أسس جديدة" لأوروبا.
طولون: وفيما قال ساركوزي إنه سيلتقي المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاثنين في باريس للإعلان عن خطة مشتركة لمعالجة ديون الاتحاد الاوروبي، أكد انه يرغب في معاهدة جديدة للاتحاد. وقال ساركوزي في كلمة مهمة في مدينة طولون الجنوبية حول ازمة منطقة اليورو "يجب وضع أسس جديدة لأوروبا".
واضاف ان "فرنسا تناضل مع ألمانيا من أجل معاهدة اوروبية جديدة، تعيد النظر في تنظيم اوروبا وصياغتها. نريد ان تتحمل حكومة اقتصادية حقيقية مزيدا من المسؤوليات امام الشعوب، هذه هي نظرتنا إلى مستقبل منطقة اليورو ومستقبل إصلاح المعاهدات".
ومن المقرر أن تعرض ميركل رؤيتها حول كيفية عمل الاتحاد الاوروبي، اضافة الى شروطها، وذلك في كلمة ستلقيها امام مجلس النواب الالماني الجمعة.
وقال ساركوزي في طولون (جنوب شرق) "بعد الطريق الطويل الذي اجتزناه، من الضروري ان نعود الى الجوهر حتى نعيد تأكيده علانية. لذلك تناضل فرنسا مع المانيا من اجل معاهدة اوروبية جديدة تعيد النظر في تنظيم اوروبا وصياغتها".
واضاف "نريد ان تبدي حكومة اقتصادية حقيقية مزيدا من التضامن ومزيدا من المسؤوليات امام الشعوب، هذه هي نظرتنا لمستقبل منطقة اليورو ومستقبل اصلاح المعاهدات". واعلن ساركوزي الخميس انه سيقدم والمستشارة الالمانية "مقترحات فرنسية المانية لضمان مستقبل اوروبا".
من ناحية اخرى، سعى البنك المركزي الاوروبي والبنك المركزي البريطاني الى تهدئة الاجواء بعد ان تسببت الخطوة القوية التي قامت بها البنوك المركزية لدعم النظام العالمي في إنعاش الاسواق. وبعث ماريو دراغي الرئيس الجديد للبنك المركزي الاوروبي برسالة مفادها انه لا توجد عصا سحرية، وابلغ البرلمان الاوروبي ان البنك المركزي لن يتخذ اية خطوة يتجاوز فيها قوانينه التي نصت عليها معاهدات الاتحاد الاوروبي، وان شراءه للسندات الحكومية التي انخفضت قيمتها هو اجراء "موقت ومحدود".
وقال انه "يجب ان لا يطلب من البنك القيام بأمور غير منصوص عليها في المعاهدة .. فذلك لن يكون قانونيا، كما انه سيكون خطأ لانه سيقوّض مصداقية البنك المركزي الاوروبي".
وصرح محافظ البنك المركزي البريطاني ميرفين كنغ ان الخطوة المشتركة التي قامت بها البنوك المركزية الاربعاء كانت مجرد "علاج موقت لمشاكل السيولة"، وانه يجب معالجة الاسباب الجذرية "بشكل مباشر من قبل الحكومات المعنية".
وبريطانيا ليست عضوًا في منطقة اليورو، لكن وبوصفها عضوًا في الاتحاد الاوروبي ومركزًا ماليًا، فإنها مكشوفة بشكل كبير على ازمة ديون دول اليورو، وقال كنغ ان البنك المركزي البريطاني أعد خطة تحسبًا لانهيار منطقة اليورو.
وتدعم ألمانيا بشدة خط البنك المركزي الاوروبي، وقالت إن الشرط الاول لحل ازمة الديون هو في وضع كل بلد ميزانيات محكمة ومشددة للغاية، وتطبيق إصلاحات اقتصادية لإطلاق النمو.
وكان وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي طرح تلك السياسة، وقال لصحيفة "اويست فرانس" ان "ليس لدينا وقت نضيّعه" حتى انعقاد قمة الاتحاد الاوروبي في 8 و9 كانون الاول/ديسمبر.
وقال "ما نحتاجه اولاً هو فرض عقوبات تلقائية عندما يتم انتهاك استقرار الميزانية"، مضيفًا انه يجب وضع قواعد جديدة تفتح الطريق لمحاكمة اية دولة امام محكمة اوروبية عندما تقوم باية انتهاكات. الا ان ساركوزي قال انه رغم ان البنك المركزي الاوروبي "هو مستقل وسيبقى مستقلا"، الا انه يعتقد انه سيتحرك لمواجهة تهديد ازمة منطقة اليورو.
واضاف "انا مقتنع انه في مواجهة خطر الانكماش الذي يهدد اوروبا، فان البنك المركزي سيتحرك"، مضيفا ان قرار موعد وكيفية التحرك يعود الى البنك المركزي الاوروبي.
ولا يزال التوتر الشديد يسود الاسواق بسبب عدم التأكد مما اذا كان القادة الاوروبيون سيتمكنون خلال تسعة ايام من التوصل الى حل مقنع لوقف الازمة التي تهدد كيان الاتحاد الاوروبي والنظام المالي العالمي بكامله.