أميركا عاجزة عن تقديم نصائح عملية لحل ازمة الديون الاوروبية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: على الرغم من دعواتها الملحة الى حل فاعل لازمة الديون العامة في منطقة اليورو، تبدو الولايات المتحدة عاجزة عن تقديم نصائح عملية بعدما دعت بدون جدوى حتى الان الى تدخل واسع النطاق للبنك المركزي الاوروبي.واعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء عن "ثقة حذرة" في قدرة القادة الاوروبيين على اتخاذ "القرارات الصائبة" لتسوية ازمة الديون. وقال اوباما متحدثا في نيويورك خلال تجمع لجمع التبرعات "حين ترون ما يجري في اوروبا، سواء للمصارف او لدول مثل ايطاليا تحتاج الى اعادة تمويل دينها، فان ذلك قد ينعكس بشكل كبير على ما يجري هنا".واضاف "لكنني متفائل الى حد منطقي لانهم (الاوروبيون) ادركوا ان عليهم القيام بالخيارات الصائبة. اننا نقدم لهم كل المساعدة الممكنة حتى يستقر الوضع، لانه قد يكون له انعكاسات على العالم باسره".
وكان اعلن الاثنين لدى استقباله رئيسي الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي والمفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو انه "من المهم للغاية بالنسبة لاقتصادنا" ان تسوي اوروبا هذه الازمة.وشدد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني على ان "موقفنا كان ولا يزال انه من المهم للغاية ان تتصرف اوروبا بقوة وحزم منذ الان" بدون ان يوضح الاجراءات الواجب اتخاذها بنظر الادارة الاميركية.وسئل متحدثون باسم وزارة الخزانة عن الخطوات المترتبة على منطقة اليورو تحديدا فامتنعوا عن الادلاء باي تعليقات لوكالة فرانس برس.
وكانت الحكومة الاميركية شرحت بوضوح في ايلول/سبتمبر ما تنتظره من الاوروبيين فدعتهم الى تعبئة موارد البنك المركزي الاوروبي من اجل تخفيف الاعباء عن دول منطقة اليورو التي تواجه صعوبات مالية.ويذكر مسؤولون في وزارة الخزانة وعلى راسهم الوزير تيموثي غايتنر باستمرار بالتعاون المثمر الذي قام في الولايات المتحدة بين الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) والحكومة واتاح الخروج من الازمة المالية عام 2008.وتترافق هذه الدعوات مع تاكيدات تصدر عن جميع المسؤولين الاميركيين منذ اسابيع بان "اوروبا تملك كل القدرات التي تخولها تسوية الازمة".وفي قمة مجموعة العشرين في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر في كان، قدم باراك اوباما نصيحة للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل كان يفترض ان تبقى ضمن حديث خاص بينهما غير ان احد الميكروفونات التقطها "افترض انه سيتوجب عليكم الان ان تكونوا خلاقين".
ومغزى هذه النصيحة بحسب الخبير الاقتصادي الاميركي ادام ليريك ان الاميركيين "يريدون من البنك المركزي الاوروبي ان يصدر الفي مليار يورو لشراء كل سندات الدولة الاوروبية التي يمكن العثور عليها، وهم لا يمكنهم ان يفهموا كيف ان الاوروبيين لا يقومون بذلك".غير ان الاندماج بين الاحتياطي الفدرالي ووزارة الخزانة في واشنطن يقابله في اوروبا قيام جبهة موحدة بين البنك المركزي الاوروبي والحكومة الالمانية لرفض النصائح الاميركية.وقال ياكوب كيركيغارد الخبير الاقتصادي الدنماركي في معهد بيتر انستيتيوت في واشنطن ان البنك المركزي الاوروبي تعمد اتخاذ موقف مغاير لموقف الاحتياطي الفدرالي.واوضح بهذا الصدد ان البنك المركزي الاميركي سعى لدفع معدلات الفائدة المفروضة على الدولة الفدرالية الى ادنى مستوياتها لكن نظيره الاوروبي رفض اعطاء دفع مماثل لايطاليا.وقال "لم يقوموا بذلك وبالتالي ازداد الضغط السياسي".
وحتى استقالة رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني الذي اعتبره البنك المركزي الاوروبي غير مجد في عمله، لم يمنع معدلات الفوائد المفروضة على قروض ايطاليا من الاستمرار في الارتفاع. واضطرت روما الثلاثاء الى دفع فوائد تتراوح ما بين 7,28% و7,89% لسندات تستحق بين 2014 و2022.واذ تجد نفسها مضطرة الى الوقوف موقف المتفرج امام تدهور اقتصاد احدى دول مجموعة السبع، تبدي الولايات المتحدة خشيتها من عواقب الاضطرابات الاقتصادية في منطقة اليورو على نمو الاقتصاد الاميركي.
وقال دينيس لوكهارت احد مسؤولي الاحتياطي الفدرالي الثلاثاء "اعتقد انه يمكن القول ان ازمة الديون العامة الاوروبية دخلت في الاسابيع الاخيرة مرحلة جديدة".وتابع "انني اتخوف من المخاطر بالنسبة للقطاع المالي، ليس بسبب الانكشاف المباشر للمؤسسات المالية الاميركية على الدول او المصارف الاوروبية الاكثر تعرضا (لمشكلة الديون العامة)، بقدر ما هو بسبب التوقعات الاكثر غموضا في الاسواق ومخاطر انتقال الازمة".ودعت زميلته جانيت يالن الى "اجراءات شديدة" ضد "مشكلات الميزانية والمالية التي تشكل خطرا ليس على النمو فحسب بل على الاستقرار المالي العالمي" بدون ان توضح هذه المخاطر.وقال ليريك ردا على اسئلة فرانس برس ان القادة الاوروبيين "يدركون انهم كلما افصحوا علنا عما يريدون من الاوروبيين القيام به، تراجعت فرص ان يلتزم (الاوروبيون) بذلك".