اقتصاد

أميركا لا تبدي أي نية في مساعدة أوروبا مالياً

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: تعبّر الولايات المتحدة بصورة شبه يومية عن قلقها بشأن تطور أزمة الديون في منطقة اليورو، غير أنها لم تبد حتى الآن أي نية في مساعدة أوروبا ماليًا.

وأعلن وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر بوضوح الثلاثاء في برلين عن سبب زيارته لأوروبا، التي تستمر ثلاثة أيام، وتشمل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.

وقال غايتنر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني فولفغانغ شويبله "جئت إلى هنا للتأكيد على مدى أهمية أن تنجح ألمانيا وفرنسا في بناء أوروبا أقوى بالنسبة إلى الاقتصاد الأميركي والاقتصاد العالمي".

وقال إن "عيون العالم بأسره موجّهة إلى أوروبا" بدون أن يقدم أي وعود غير "الاستمرار في دعم دور بناء" لصندوق النقد الدولي في إدارة الأزمة.

ويسعى صندوق النقد الدولي منذ أسابيع إلى زيادة موارده حتى يتمكن عند الاقتضاء من التدخل أكثر مما كان يفعل في أوروبا.

ورأت المديرة العامة للصندوق كريستين لاغارد في أيلول/سبتمبر أن موارد الهيئة "زهيدة بالمقارنة مع حاجات التمويل المحتملة للدول المعرّضة للأزمة وضحاياها الجانبيين".

وستلتقي لاغارد صباح الأربعاء عددًا من أعضاء الكونغرس الأميركي لتبحث معهم الأزمة الأوروبية.

غير أن واشنطن تعتبر أن صندوق النقد الدولي يملك كل الموارد الضرورية للقيام بمهمته في الظروف الحالية، وهو ما ألمح إليه مسؤول كبير في الخزانة الجمعة، إذ أكد للصحافيين أن الولايات المتحدة تستبعد زيادة تمويلها للصندوق.

وكان السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي ويليام كينارد أعلن خلال القمة الأوروبية الأميركية في 28 تشرين الثاني/نوفمبر في واشنطن أن بلاده تعتزم أن "تعرض على أوروبا نصائحها وتوصياتها".

ولفت إلى أنه "لا تجري أي مناقشات حول زيادة التزامات الولايات المتحدة حيال صندوق النقد الدولي أو استحداث التزامات جديدة للبلاد حيال الاتحاد الأوروبي".

ويبدي المسؤولون الأميركيون، سواء الرئيس باراك أوباما أو غايتنر أو مسؤولو الاحتياطي الفدرالي، يوميًا تقريبًا، مخاوفهم من أي تبعات محتملة للأزمة الأوروبية في حال تفاقمت على الاقتصاد الأميركي.

وحتى لو كانت الولايات المتحدة ترغب في المساعدة، إلا أنه من غير المؤكد أن في وسعها التدخل بصورة مباشرة في أوروبا مثلما فعلت عند انتهاء الحرب العالمية الثانية مع خطة مارشال.

فالعجز المالي الأميركي بات يرتفع إلى حوالى 100% من إجمالي الناتج الداخلي. وذكر غايتنر في برلين أن الولايات المتحدة "تواجه تحديات اقتصادية بالغة الصعوبة".

كما إن أي مساعدة مباشرة محتملة يجب أن تحصل على موافقة الكونغرس، ما يبدو صعبًا جدًا نظرًا إلى انتشار مشاعر التعالي على أوروبا وصولاً إلى العداء الصريح حيالها بين بعض أعضاء الكونغرس.

وقال اليكسي مونسالات المحلل في مركز أتلانتيك كاونسل للدراسات "ليس هناك ما يمكننا القيام به سوى تكرار للأزمة الاعتيادية: عليكم النهوض باقتصادكم"، داعيًا إلى الإبقاء على علاقة قوية بين ضفتي الأطلسي بما يخدم مصالح الولايات المتحدة.

ورأى زميله الدنماركي ياكوب فونك كيركيغارد من معهد بيترسون أن الحكومة الأميركية بدت حتى الآن "مدركة تمامًا لحدود نفوذها إزاء واقع العالم الحالي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف