قرار اوبك بشأن حصص الانتاج يشرعن لتجاوز هذه الحصص

فيينا: قال محللون ان قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) الابقاء على اجمالي انتاجها اليومي عند حد 30 مليون برميل، يعد محاولة من جانب المنظمة لاضفاء الشرعية على تجاوز اعضائها حصص الانتاج التي كانت قد اقرتها لثلاث سنوات، بينما تبقى اسعار الخام على ارتفاعها وسط الضغوط الاقتصادية الراهنة.فقد قال جون هول محلل الشؤون النفطية المستقل لفرانس برس عقب اجتماع اوبك في فيينا الاربعاء "ما فعلوه كان التصديق على انتاجهم الزائد عن الحصص المقررة. لقد شرعنوا زيادة الانتاج".

وتضخ بلدان اوبك ال12 نحو ثلث امداد العالم من النفط، وقد وافقت المنظمة على الابقاء على معدل الانتاج الراهن الذي يبلغ 30 مليون برميل يوميا، متعللة بعدم وضوح الموقف ازاء الطلب العالمي للطاقة.وجاء قرار اوبك بعد ما اوردته الوكالة الدولية للطاقة الثلاثاء من ان اوبك انتجت فعليا 30,68 مليون برميل يوميا الشهر الماضي مع ضح السعودية والكويت ما يزيد من الخام عن الحصص المقررة لها رغم ان ليبيا اخذت تعاود انتاجها باتجاه الوصول الى مستويات انتاجها قبل الحرب.

وتنتج اوبك فعليا ما يتجاوز حصص الانتاج المفترض تقيدها بها رسميا والتي حددتها ب24,84 مليون برميل يوميا، وهي لا تشمل الناتج العراقي حيث تستثنى بغداد من نظام الحصص للقلاقل التي يتعرض لها العراق، فيما تسعى بلدان اوبك للاستفادة من ارتفاع اسعار النفط.وباستثناء العراق قدرت الوكالة الدولية للطاقة ان البلدان الاعضاء الاخرين لاوبك وعددهم 11 بلدا عضوا ضخوا ما اجماله 27,97 مليون برميل يوميا في تشرين الثاني/نوفمبر، متجاوزين الحصص الرسمية لاوبك.

وقال هول انه بعد قرار الاربعاء بات بامكان اوبك التخلي عن التقيد بالحصص والالتزام بدلا من ذلك بالحد الافتراضي الجديد.واضاف المحلل النفطي "اعتقد انهم سيتركون نظام الحصص.. لانه لم ينجح على اي حال ومحاولة فرضه لن تنجح مجددا".وقال الامين العام لاوبك عبد الله البدري الاربعاء انه يأمل ان تعيد اوبك في 2012 تقييم الحصة الرسمية التي حددتها ب24,84 مليون برميل يوميا.واضاف "سنراجع هذا الرقم مع عودة ليبيا الى كامل انتاجها في حزيران/يونيو".وقال البدري ان ليبيا تنتج الان مليون برميل من النفط يوميا وتوقع ان تبلغ ليبيا مستوى انتاجها قبل الحرب البالغ 1,6 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من 2012.

ومن جانبه قال جيسون شينكر رئيس وكالة برستيج ايكنوميكس للاستشارات "ان الاتفاق (الذي توصلت له اوبك) بترك مستويات الانتاج (الرسمية) دون تغيير يمثل حدا للانتاج في المستقبل ويسمح بالتكيف مع زيادة ضخ النفط الليبي الذي يتوقع ان يقابله خفض السعودية لانتاجها وربما خفض بلدان اخرى بالمنظمة".وقال اندري كريوتشنكوف المحلل بمجموعة في تي بي كابيتال المالية الروسية ان نظام الحصص الرسمية لاوبك "عفا عليه الزمن" وقال ان قرار الاربعاء بشأن انتاج النفط يعد محاولة من جانب اعضاء بالمنظمة "لحماية الاسعار الراهنة (للخام)" وكانت اسعار النفط العالمية قد انخفضت الاربعاء مع انخفاض سعر اليورو اقترابا من اقل مستوى له خلال عام امام الدولار على خلفية ازمة ديون منطقة اليورو، غير ان خام برنت ظل متجاوزا سعر 100 دولار للبرميل وهو السعر الذي يعتبره اعضاء اوبك مناسبا.

وانخفض سعر خام نيويورك الخفيف تسليم كانون الثاني/يناير بقيمة 5,19 دولارا عن سعر الاغلاق الثلاثاء حيث بلغ سعره 94,95 دولارا للبرميل، قبل ان يعاود الارتفاع 37 سنتا وصولا الى 95,32 دولارا للبرميل الخميس.وفي لندن انخفض سعر خام برنت بحر الشمال لكانون الثاني/يناير 4,48 دولارا ليصل الى 105,02 دولارا للبرميل قبل ان يعاود الارتفاع الخميس 55 سنتا وصولا الى 105,57 دولارا للبرميل.وقال شينكر "تجاوبت اوبك مع اشارات السوق التي حذرت من المخاطر المتعلقة بأسعار النفط".وتابع "من شأن تحديد سقف (للانتاج) تعزيز الاسعار قليلا، ورغم استمرار المخاوف المتعلقة بالاوضاع السياسية الا ان المخاطر الاكبر في الوقت الراهن مبعثها تباطؤ النمو العالمي".

وتجتمع اوبك بشكل دوري لتحديد مستويات الانتاج حيث تسعى للوصول الى سعر مناسب بالنسبة للبلدان المنتجة وللمستهلكين ايضا. وتضم المنظمة الى جانب السعودية اكبر منتج للنفط فيها، بلدانا اخرى مثل ايران والجزائر.وقبل الاجتماع دعت بلدان مثل فنزويلا وايران التي توصف بالصقور في اوبك، الاعضاء الاخرين من بلدان الخليج لخفض الناتج الزائد لها للابقاء على اسعار النفط مرتفعة.غير ان الخبير الاقتصادي البارز لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول دعا البلدان الاخرى الاعضاء في اوبك لضخ من النفط ما يزيد عن الحصص المتقيدة بها اسوة بما فعلت السعودية ما يؤدي لخفض الاسعار وتشجيع الانتعاش الاقتصادي في العالم.

وقال بيرول في سنغافورة قبل ساعات من اجتماع اوبك ان اسعار النفط الراهنة تشكل "خطرا كبيرا على الانتعاش الاقتصادي العالمي". يشار الى ان الوكالة الدولية للطاقة تضم كبرى البلدان المستهلكة للنفط.ورغم انخفاض نمو الطلب على النفط، استمرت الاسعار مرتفعة بسبب القلاقل السياسية في الشرق الاوسط الغني بالنفط، خاصة ما يتعلق بايران ثاني اكبر بلد منتج للنفط في اوبك.واوردت الوكالة الدولية للطاقة الثلاثاء ان ازمة ديون منطقة اليورو اضرت بنمو الطلب على النفط بينما خفضت اوبك من جانبها قليلا توقعاتها لعام 2012.