مشكلات أوروبا تقيد حركة النفط في حيز ضيق

عواصم: تحركت أسعار النفط داخل نطاق ضيق أمس الخميس إذ طغت المخاوف المتعلقة بالأزمة الأوروبية على عوامل سوقية أخرى تدفع في اتجاه الارتفاع في الظروف العادية. واستقرت العقود الاجلة لمزيج برنت عند مستوى قريب من 107 دولارات للبرميل اذ يقيم المستثمرون انخفاضا كبيرا في مخزونات الخام الأميركية في ظل مخاوف مستمرة من أن تؤدي أزمة ديون منطقة اليورو لتراجع الطلب العالمي على النفط. وفي الجانب الآخر كانت هنالك عوامل تدفع في اتجاه الارتفاع لكن ببطء مثل المشكلات المرتبطة بالإمدادات . والتي تزايدت بعد وقف جزء من صادرات نيجيريا. وقال كن هاسيجاوا مدير المشتقات في نيو ايدج للسمسرة في طوكيو: فاجأني حجم الانخفاض الذي يسهم في تعزيز أسعار النفط لكن مازال هناك غموض كبير بشأن أوروبا. إلا أن محللين في بي.ان.بي باريبا قالوا في مذكرة بحثية ان التراجع الكبير في المخزونات الاسبوع الماضي قد يكون نتيجة عوامل منها تعديل بالخفض لمستوى المخزونات في الأسبوع السابق.

خام دبي

وأعلنت دائرة شؤون النفط في حكومة دبي أنها أخطرت عملاءها أن السعر الرسمي لنفط دبي الخام الذي سيتم تسليمه خلال شهر مارس من العام المقبل سيكون أقل بقيمة 0.55 دولار للبرميل عن متوسط سعر التسوية اليومي لعقد عمان الآجل في بورصة دبي للطاقة للعقود المتداولة خلال يناير المقبل. وتحدد الدائرة سعر نفط دبي الخام في الأسواق بالتوازي مع أسعار نفط عمان مما يعزز الإلتزام بشفافية عملية التسعير ووضع قيمة عادلة للنفط الخام في الشرق الأوسط في وقت يحظى فيه عقد عمان الآجل للنفط الخام في بورصة دبي للطاقة بقبول عالمي واسع ومتزايد كآلية عادلة لتحديد أسعار النفط الخام في أسواق منطقة شرق السويس .

حدد السعر الشهري الرسمي لنفط خام دبي ـ مع الانتقال إلى تسعير العقود الآجلة ـ بشكل مسبق إذ يتم وضع سعر تفاضلي قبل ثلاثة أشهر "إم ـ3 " في حين يحدد السعر الشهري الرسمي النهائي في نهاية الشهر الثاني "إم ـ 2". ويعد عقد عمان الآجل للنفط الخام معيارا مرجعيا لتسعير النفط الخام من قبل للدول المنتجة للنفط الخام ويمنحها سعرا تفاضليا يعكس جودة المنتج. وتعتبر بورصة دبي للطاقة البورصة الأولى لعمليات التداول الآجلة للسلع والطاقة في الشرق الأوسط حيث توفر بيئة تجارية تتسم بالشفافية والأمان المالي وتخضع لقوانين محكمة.

المخزون الأميركي

وأظهرت بيانات لإدارة معلومات الطاقة الأميركية ان مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام هوت الى أدنى مستوى لها منذ أواخر عام 2008 بعد ان سجلت اكبر هبوط اسبوعي للمخزونات في نحو عقد. وهبطت أيضا مخزونات منتجات التكرير اذ عمدت شركات النفط للسحب من المخزونات لاسباب ضريبية في نهاية العام. وقالت الادارة في تقريرها الاسبوعي ان مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة خلال الاسبوع المنتهي في 16 من ديسمبر هبطت 10.75 ملايين برميل الى 323.58 مليون برميل مقارنة مع توقعات المحللين في استطلاع سابق بنقص قدره 2.3 مليون برميل. وانخفضت واردات الخام الأميركية 741 ألف برميل يوميا إلى 7.55 ملايين برميل يومياً في الاسبوع وهو أقل مستوى اسبوعي للواردات منذ سبتمبر 2008. وهبطت مخزونات الخام في منطقة ساحل الخليج أكبر منطقة لانشطة تكرير النفط في البلاد نحو سبعة ملايين برميل الى ادنى مستوى لها في 40 شهرا. واظهر التقرير ان مخزونات البنزين انخفضت 412 ألف برميل الى 218.41 مليون برميل مقارنة بمتوسط توقعات المحللين بزيادة قدرها 1.2 مليون برميل.

وقالت الادارة ان متوسط الطلب على البنزين في الاسابيع الاربعة الماضية هبط 4.7% عما كان عليه قبل عام. وهوت مخزونات المقطرات التي تشتمل على الديزل وزيت التدفئة 2.35 مليون برميل الى 139.15 مليون برميل مقارنة مع تنبؤات المحللين بنقص قدره 400 ألف برميل. وعادة ما تحرص شركات النفط على السحب من مخزوناتها من النفط قرب نهاية العام لاسباب ضريبية ومحاسبية. وانخفض معدل تشغيل المصافي الأميركية 0.2 نقطة مئوية الى 84.9% من طاقتها الانتاجية. وتراجعت المخزونات في مستودع تسليم عقود نايمكس للخام في كوشينج بولاية أوكلاهوما 990 ألف برميل الى 30.2 مليون برميل.

موقف الإمدادات

وقالت رويال دتش شل في بيان انها أغلقت حقلها النفطي البحري بونجا قبالة ساحل نيجيريا الذي ينتج 200 ألف برميل يوميا بعد حدوث تسرب أثناء تحميل ناقلة منتصف الأسبوع الماضي. وقالت الشركة البريطانية الهولندية النفطية الكبرى إن أقل من 40 ألف برميل من النفط تسربت الى المحيط. وقال متحدث ان تدفق النفط توقف الان. وقال البيان ان التسرب حدث أثناء تحميل ناقلة نفطية من منشأة بونجا التابعة لشل التي تبعد نحو 120 كيلومترا قبالة ساحل نيجيريا في غرب أفريقيا. وتسرب النفط من أنابيب لشل تنقل النفط من حقول برية بنيجيريا في منطقة دلتا النيجر مرات عديدة وألقت الشركة باللوم على هجمات تخريبية وسرقات نفطية. ويشكل حقل بونجا نحو عشرة في المئة من انتاج نيجيريا عضو منظمة أوبك واكبر بلد مصدر للنفط الخام في قارة أفريقيا.