الاعتصامات في تونس تطرد المستثمرين والمرزوقي يتوعد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خيّم الحذر وأطبق الخوف على نفوس التونسيين من الطبقة العاملة بعد أن غادر أغلب المستثمرين البلاد وأغلقت المصانع والمؤسسات أبوابها بسبب الاحتجاجات المتتالية، وارتفع عدد العاطلين عن العمل ليقارب المليون.
تونس: بعث الرئيس التونسي الموقت منصف المرزوقي إلى ممثلي الطبقة العاملة والهيئات النقابية في تونس رسالة شديدة اللهجة عبر خطاب توجه به خلال مؤتمر منظمة الأعراف حضره عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين في تونس وخيّرهم بين قبول لغة "الاستلطاف أو تحكيم علوية القانون" في إشارة إلى حملة الإضرابات والإعتصامات التي تهدد بشلّ الاقتصاد وتغذية الاضطرابات الاجتماعية ولو باستعمال القوة نظرا للخطورة التي بات عليها وضعالاقتصاد اليومعلى الرغم من تعاطفه مع المعتصمين وتفهّم دوافعهم .
واعتبر الرئيس الموقت أن تواصل الإعتصامات انتحار جماعي لذلك وخدمة لمصلحة البلاد لا بد من فك الإعتصاماتوترك الطرقات التي أغلق معابرها المعتصمون وإلا كما قال المرزوقي "سنأكل الحجر"
احترام الحقوق
دعا المرزوقي رجال الأعمال إلى "احترام الحقوق وعدم الجشع في جمع الأموال على حساب الشغالين وطلب منهمعدم استغلال العملةلانّ الاستغلال لن يؤدي سوى للخراب فالمستثمر من حقه الربح لكن دون جشع"
وفي هذا السياق قال جميل بن ملوكة رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة ومستثمر تونسي إن لغة المرزوقي على حدتها هي خطاب يحمل في طياته الكثير من المسؤولية والخوف على مستقبل تونس الذي أصبح في الميزان وهو ما كنا في حاجة إليه فلغة الاعتصام وسدّ منافذ العبور حتى على من لا يشتكون من صعوبات في مصانعهم أصبحت سائدة هذه الأيام فيكفي أن تعتصم مجموعة من العملة في منطقة ما حتى تشل كل المنطقة وتغلق جميع أبواب المصانع والمؤسسات بعد أن يتم قطع كل الطرق المؤدية واعتماد لغة العنف وهو ما يجب التصدي له من خلال خطاب قوي يذكر بان البلاد تخضع لقوانين تحكمها .
وقال بن ملوكة متسائلا " إن الوضع غير مناسب إطلاقا فنحن في مرحلة جد حساسة تتميز بمؤشرات اقتصادية خطيرة جدا تهدد الاقتصاد الوطني، فهذه نسبة نمو تقارب الصفر أو اقل، واستثمارات أجنبية تراجعت لنحو ال 30 بالمائة، وسياحة تسجل أدنى مستوياتها، وصادرات تتراجع، وواردات ترتفع، ومؤسسات أجنبية تغادر البلاد في اتجاه دول أكثر أمنا واستقرارا، أعداد كبيرة تضاف كل يوم إلى طابور العاطلين عن العمل الذي قارب المليون عاطل وما زاد الطين بلةتفاقم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعانيها شريك تونس الاستراتيجي الاتحاد الأوروبي فإلى أين نحن سائرون؟ "
شدد بن ملوكة على ضرورة فك الاعتصامات فورا واعتماد القوة إن لزم الأمر كما اقترح الرئيس المرزوقي لأن الوضع لا ينبئ بالخير إطلاقا وتساءل بأسف شديد لماذا يصر العملة على الغدر بتونس التي منحتهم الحريةوالديمقراطية؟ لماذا يصرّ التونسيون على كسر أجنحة المستثمرين وهم قادرون على التحليق ببلدهمإلى أعلى القمم؟
أسئلة طرحها بن ملوكة في حزن ويأس شديدين بعد أن قدم لإيلاف مجموعة من الأرقام التي فعلا تترجم عن الوضع السيئ والسيئ جدا الذي تعيشه البلاد حيث تفيد المؤشرات والإحصائيات الرسمية بأن الاعتصامات والإضرابات غير الشرعية المنفذة تجاوز عددها 326 إضرابا منذ اندلاع الثورة في تونس ساهمت في فقدان ما يناهز 10 آلاف موطن شغل مباشر في أغلب القطاعات الصناعية والخدماتية وتراجع نسبة الاستثمار الأجنبي وإغلاق حوالى 114 مؤسسة وهي مؤشرات مفزعة وتبعث على الانشغال .
فك الاعتصامات فورا
قال رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة إن الرئيس المرزوقي كان مدفوعا بتفكيره في المصلحة العامة وتقديمها على المصالح الشخصية في توجيهه لهذاالخطاب الحاد والذي كان تهديدا مباشرا لكي يتفهم المحتجون خطورة ما هم قادمون عليه فرجال الأعمال كما قال المرزوقي لهم كامل الحق في الشعور بالخوف من المستقبل بسبب ما يعانونه من اضطرابات في أنشطتهم في ظل تواصل موجة الإعتصامات والاحتجاجات التي اعتبرها عمليات انتحارية وطعنا لتونس في الظهر.
وقال غازي بالقايد حسين مستثمر تونسي إن حركة التصدير بدأت تشهد تراجعا على مستوى الأسواق الأوروبية إضافة إلى عزوف المستثمرين الأجانب على الإقبال على الاستثمار في تونس وهو وضع يتطلب الوقوف وقفة حازمة للخروج من عنق الزجاجة فالتدخل السريع لفك الاعتصامات ولو تطلب الأمر اعتماد القوة أصبح امرا في غاية التأكيد والأهمية لأن المصلحة العامة في البلاد تحتم إعادة عجلة الإنتاج وإنعاش الاقتصاد حتى يتمكن القائمون على البلاد من حل المشاكل العالقة والتي يتلخص اغلبها في مسألة التشغيل.
وقال بالقايد حسين إن رسالة المرزوقي الأولى والتي طالب فيها فور استلامه لمنصب الرئاسة بـ"هدنة اجتماعية" حتى تلتقط مؤسسات الدولة أنفاسها وتشرع الحكومة الوليدة في إعادة بناء الاقتصاد والانطلاق في برامج التنمية لم يتم أخذها على محمل الجد فبمجرد انتهائه من خطابه حتى علت أصوات المعتصمين في مختلف الولايات ليصل صداها بسرعة إلى الساسة الجدد وهو ما دفع بالمرزوقي إلى اعتماد خطاب شديد اللهجة.
وأكد انه رغم أن الخطوة الحازمة التي اتخذها المرزوقي والتيستحسب ضده وتصنفه ضمن خانة من تسلم مقاليد الحكم وانطلق في التهديد ورغم أن بعضهم اعتبرها تتمة لخطاب الرئيس المخلوع بن علي والذي أشار فيه إلى التعامل مع الاحتجاجات التي عمت البلاد "بكل حزم" فان الوضع السيئ الذي تمر به البلاد يتطلب قبضة من حديد لإعادة الروح إلى اقتصاد دخل غرفة الإنعاش ولا احد يتنبأ بموعد مغادرته .
وأكد أن هذه المرحلة الحرجة تتطلب إعمال الرأي والتركيز بدل تهديم البلاد وتخريبها وقال إن المرزوقي اعتمد مصطلح "سنأكل الحجر" في صورة تخريب الاقتصاد والتمادي في الاحتجاجات وهو مصطلح يختزل المستقبل الذي ينتظر البلاد في حالة استمرار العصيان وهروب المستثمرين .