اقتصاد

بريطانيا أكثر عداء من أي وقت مضى لليورو

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: بعد عشر سنوات على بدء التداول باليورو، بات البريطانيون اكثر عداء من اي وقت مضى للعملة المشتركة وهم مقتنعون بان الاحتفاظ بالجنيه الاسترليني جنبهم الأسوأ مع ان بلادهم ليست افضل حالا على الاطلاق من جيرانها.

وكشف استطلاع للراي جرى في اعقاب الفيتو المدوي لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في القمة الاوروبية الاخيرة، ان 65% من البريطانيين يعتبرون ان اليورو محكوم بالزوال، مقابل 19% فقط يتوقعون بقاءه.

ولم يطرح الاستطلاع حتى سؤالا عما اذا كان يفترض بالبلاد اعتماد العملة الاوروبية مستقبلا، من شدة ما يبدو الامر مستبعدا في الظروف الحالية.

وعنونت صحيفة صنداي تايمز مؤخرا "الوضع سيء، لكننا على الاقل خارج منطقة اليورو"، ملخصة بذلك الاحساس العام لدى البريطانيين.

وتابعت الصحيفة المعارضة عموما للانتماء الاوروبي مثل معظم الصحف البريطانية "في وسع الذين يكرهون اوروبا واليورو وكل ما يمثله ان يحتفلوا ويتباهوا بانهم كانوا على حق منذ البداية".

لكن الاداء الحالي لبريطانيا يشير الى ان فوائد عزلتها النقدية تبقى محدودة للغاية.

وبحسب توقعات المفوضية الاوروبية، فان العجز في الميزانية البريطانية عام 2011 سيتخطى العجز اليوناني، ودينها سيساوي ديون فرنسا بالرغم من اقرارها خطة تقشف غير مسبقوة، فيما معدل البطالة بلغ اعلى مستوياته منذ 17 عاما والتضخم يسجل ضعف متوسط منطقة اليورو.

وما زالت البلاد تدفع فاتورة ازمة 2008 التي ضربت مباشرة قطاعها المصرفي والمالي، الاكثر تطورا في اوروبا بفارق كبير عن الدول الاخرى، وهو ما دفع كاميرون الى فرض الفيتو مؤخرا في وجه اوروبا.

غير ان بريطانيا تملك ورقة هائلة تتفوق بها على جيرانها، وهي امتلاكها مصرفا مركزيا مستقلا يلقى اداؤه تقدير المستثمرين الهاربين من منطقة اليورو.

وقام بنك انكلترا منذ ثلاث سنوات بضخ ما يزيد عن 300 مليار دولار في الاقتصاد البريطاني، ولم يتردد خلافا للبنك المركزي الاوروبي في اصدار اوراق مالية لاعادة شراء كميات كبيرة من سندات الدولة. وبذلك تمكنت لندن من تمويل دينها بشروط ممتازة.

كما ساهمت الاموال التي ضخها البنك المركزي في ابقاء الجنيه الاسترليني بمستوى منخفض نسبيا بالمقارنة مع اليورو، وهو حاليا يتراوح بمستوى 1,15 يورو بتراجع كبير عن المستوى القياسي الذي بلغه في ايار/مايو 2000 (1,75 يورو)، ما يشجع الصادرات ولو ان الميزان التجاري البريطاني يبقى تحت عجز كبير.

ويقول جوشوا ريموند الخبير الاقتصادي في سيتي اندكس انه "لو اعتمدت بريطانيا اليورو، لكانت اليوم اسوأ مما هي عليه بكثير" ولكانت في قلب الازمة الحالية بدل ان تكون معرضة لها بصورة غير مباشرة.

واوضح كولين ايليس المحلل في شركة بي في سي ايه للاستشارات انه "لو كان بنك انكلترا مكبلا في منطقة اليورو، لما كان تمكن اطلاقا من اعادة شراء مثل هذا القسم من الدين السيادي" و"لكانت الاسواق راقبت بدقة اكبر حجم العجز العام".

وراى ستيفن غالو من شركة "شنايدر اف اكس" ان بريطانيا كان يمكن في هذه الحالة ان تصل "الى شفير الافلاس" غير ان حجم اقتصادها لكان جعل من المستحيل بنظره وضع خطة مساعدة دولية لها على غرار ما حصل لليونان وايرلندا.

وهذا ما حمله على ابداء وجهة نظر معاكسة لزملائه اذ قال "يجدر بنا بالاحرى ان نتساءل الى اي مدى لكان وضع منطقة اليورو اسوأ لو كانت بريطانيا ضمنها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف