اقتصاديون يقللون من شأن المخاوف المتعلقة بعمل قناة السويس

في وقت لا تظهر فيه أية بوادر تشير إلى أن موجة الاحتجاجات والاضطرابات التي تشهدها مصر حاليًا بدأت تتراجع، ها هي المخاوف مما يمكن أن يحدث لتدفق النفط والبضائع عبر قناة السويس تضع الآن أسواق الطاقة في العالم على حافة الهاوية.

القاهرة: يمر يومياً أكثر من 2 مليون برميل من النفط والمنتجات النفطية عبر قناة السويس، مثلما هو الحال مع إمدادات السلع التي يأتي في مقدمتها الحبوب. وقد تسببت إلى الآن المخاوف من احتمالية حدوث تأجيل أو وقف لعمليات الشحن في القناة في إلحاق الجزء الأكبر من الضرر بقطاع النفط، بعدما وصلت الأسبوع الماضي أسعار خام برنت إلى أكثر من 100 دولار، وهو المستوى الذي لم يتحقق منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2008.

لكن خبراء اقتصاديين أكدوا أن أجواء التوتر الحاصلة الآن، ورغم تفهمها، إلا أنها في غير محلها إلى حد ما. ونقلت صحيفة هيوستن كرونيكل الأميركية في هذا السياق عن الخبير الاقتصادي ترافيس تولوس، من شركة TXP الأميركية المتخصصة في الشأن الاستشاري، قوله "إن أقل ما يقال هو أن احتمال حدوث وقف في النقل البحري في قناة السويس يعتبر احتمالاً بعيداً. وهو الأمر الذي لا يجب السماح به".

ومضت الصحيفة تلفت إلى أن ما يقرب من 4.5 % من إمدادات النفط في العالم تمر عبر قناة السويس، وأن الدول التابعة لمنظمة أوبك في الشرق الأوسط لن تتكئ بشكل كبير على أي فريق يسعى وراء إبطاء حركة المرور. وهو الأمر الذي اتفق عليه دافيد هايتاور، الخبير في شؤون السلع والمسؤول عن تحرير تقرير هايتاور في شيكاغو، حيث قال إن قناة السويس تعد نوعاً من أنواع الثروات الوطنية بالنسبة إلى مصر.

وأوضح في تلك الجزئية "أنه لأمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى المصريين أن تظل القناة مفتوحة. لذا فإن المؤشرات تقول إنه لابد من حدوث تدهور خطر للأوضاع هناك، كي يتم تقليص عمليات الشحن". في حين رأى جيم كي، كبير الاقتصاديين لدى شركة South Texas Money Management التي يوجد مقرها في مدينة سان أنطونيو الأميركية، أنه في حالة تدهور الأوضاع، يمكن للأسطول الأميركي الخامس الموجود في المنطقة أن يساعد في تجنب الدخول في اضطراب خطر.

أما مايك مارسي، ناطق باسم مصفاة Tesoro Corp التي يوجد مقرها في سان أنطونيو، فأكد أنه "نحن على اتصال متكرر ويومي بشركائنا التجاريين في مصر، وقد أخبروا الشركة أنه لا يوجد أي تعطيل للشحنات عبر قناة السويس أو موانئ البحر الأحمر حتى الآن. ورغم أن الشركة تشتري النفط من الشرق الأوسط، إلا أننا لا نعتمد بشكل مفرط على تلك المصادر".