سويسرا تبتعد عن الاستثمارات في مصر وتتخوف من امتداد الثورات العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بدأت سويسرا تحليل وضع استثماراتها في الشرق الأوسط، عموماً، وفي كل من تونس ومصر، خصوصاً، نظراً إلى حالة الفلتان الأمني الذي بدأ يتفشى، كما فيروسات الأنفلونزا، في دول عربية عدة.
برن: على غرار الأزمة الاقتصادية التي شهدها الاتحاد الأوروبي، طالت اليونان أولاً، والبرتغال وأيرلندا لاحقاً، يتخوف الخبراء السويسريون من أن يتحول الفلتان الأمني في مصر إلى أزمة اقتصادية خانقة، لا سيما إن اشتعلت الثورة الشعبية في دول عربية أخرى، كالأردن وسوريا.
ويبدو أن الولايات المتحدة الأميركية الأكثر تأثراً بالأوضاع الأمنية العربية. إذ تعاني الحركة الاستهلاكية الأميركية اليوم شللاً في موازاة ارتفاع برميل النفط إلى مستويات مقلقة. وبالنسبة إلى الدول العربية، المصابة بمرض الديكتاتورية في الحكم، فإن التخوف ينبع من تفاقم موجة التضخم المالي، المتعلقة بالمواد الغذائية. في الوقت الحاضر، تبحر أسعار المواد الغذائية، في منطقة الشرق الأوسط، بزيادة معدلها 20 إلى 25 %.
ومع أن التضخم المالي الغذائي له تأثير سلبي على الدول النامية والفقيرة (ومنها مصر) فإن الرؤساء المشاركين في مؤتمر دافوس السويسري رفضوا التعليق على أي حلول معيشية ترضي شعوب هذه الدول. لذلك، فإن المراقبين المحليين يربطون ما نبع من مشاكل، سياسية واقتصادية، في مصر وتونس، أخيراً، بزلزال معيشي قد تعانيه، شعوب دول منطقة الشرق الأوسط، ومن ضمنها الدولة العبرية، على الأمد المتوسط وربما الطويل.
في سياق متصل، تشير الخبيرة غابي فون فولز إلى أن عدم المساواة المعيشية كانت السبب الحيوي في اندلاع ما تُطلق عليه اسم انعدام التوازن الاجتماعي-الاقتصادي في بعض الدول العربية. وتعاني الصين عدم التوازن هذا، المنوط بالدخل السنوي وبارومترات أخرى.
بيد أن بكين تبقى أفضل من دول نامية كما البرازيل. علاوة على ذلك، فإن الصين تتمتع بمنافذ تجارية دولية مهمة ومخازن استراتيجية للمعادن والمواد الأولية تخولها، بفضل قوتها المالية، السيطرة على الداخل. ولو نظرنا الى سويسرا، مثلاً، ودول أوروبا الشمالية، كالكتلة الاسكندنافية، فإن الدخل السنوي يسمح لكل موظف، هناك، بالعيش داخل طبقة متوسطة تخوله الاستهلاك براحة، دون الحاجة إلى أي تدخل حكومي.
علاوة على ذلك، تنوه الخبيرة بأن الطبقات الوسطى، في منطقة الشرق الأوسط، دخلت مرحلة "الفناء". إذ إن ما يطغو هناك ينتمي إلى الطبقات الغنية، المعزولة تماماً عن باقي الطبقات، والطبقات الفقيرة التي تحضّ آلاف المواطنين على النوم في المقابر، كما يحصل راهناً في مصر ودول عربية أخرى تأبى، أثناء مشاركتها في المؤتمرات الاقتصادية الدولية، الاعتراف بما يحصل معيشياً في الداخل.
في ضوء الفساد السياسي والمالي، الحاصل في بعض الدول العربية والذي برز على السطح، أخيراً، في مصر، تستبعد الخبيرة فون فولز أن تبدأ سويسرا تفعيل ما خططت له من استثمارات هناك في العام الحالي خارج باقة من المساعدات المالية الاجتماعية.