اقتصاد

ندوة إيلاف:اهتمام سعودي واسع بمشكلة الفقر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
صور من الندوةاستضافت "إيلاف" على طاولة حوارية شخصيات من مختلف الأطراف المهتمة بمشكلة "الفقر" في السعودية. وطرح الحوار أبعاداً ورؤى وحالات ونسباً وأرقاماً تتعلق بهذه المشكلة التي بدأت تؤرق المهتمين. وقد ازداد الإهتمام الرسمي والإعلامي في المملكة بهذه المشكلة التي تظهر المؤشرات تزايدها، حيث نشرت صحف سعودية أخيراً أن آلاف الأسر السعودية تأخذ من الضمان الإجتماعي مبالغ مالية لتغطي عجزها.
الرياض: جمعت طاولة الحوار عضو جمعية الإقتصاد السعودي عبد الحميد العمري والدكتور سليمان العقيل أستاذ علم النفس في جامعة الملك سعود والكاتبة الصحافية حصة آل الشيخ وأم يوسف السيدة السعودية التي تمثل نموذجاً حياً لمشكلة الفقر، بينما إعتذر عن حضور الندوة مندوب وزارة الشؤون الإجتماعية بعد عدة مخاطبات.
قدم عبد الحميد العمري بداية، تعريفاً إقتصادياً للفقر وما تحت خطه قائلاً إنه "حينما يعجز الإنسان عن توفير أهم أعباء المعيشة من ناحية المسكن والملبس والغذاء ولا يكون له دخل ثابت يلبي الحاجات الأساسية هنا نقول أنه دخل تحت خط الفقر".
أما سليمان العقيل فلفت إلى ثقافة الفقر قائلاً "أن بعض الناس قد يألفون الحياة والعيش بهذه الكيفية فهم لا يرون ذلك فقراً، ومن النماذج أن تدخل بعض البيوت وتجد لديهم دخلاً لا بأس به لكن يغيب عنهم الوعي لتطوير أنفسهم فهم يعيشون ليومهم. أيضاً هناك المسألة الوراثية فالشخص يبقى في ذهنه أنه مهما فعل سيظل فقيراً. كما أن البخل له دور حيث يعتقد البعض أنه إذا أنفق على نفسه ومن حوله قد يوصله ذلك إلى مرحلة الفقر" .
وأكد العمري أنه "بالنسبة للبرامج والسياسات والخطط الإستراتيجية المتعلقة بمتابعة مشكلات الفقر ففيها ثغرات خطيرة ولم تستطع أن تلبي الحاجات كما لم تستطع مواكبة التطور، فقبل الطفرة كان هناك فقر لكن الحلول كانت موجودة وكان هناك تكامل في الأداء والجهات الحكومية تقوم بدورها، لكن اليوم ومع التوسع والتنوع في الأساليب وآلية الطرح لا نرى ما يقابلها من نمو في البرامج وطرق المعالجة".
وأضاف "اعترفت الجهات الرسمية بالفقر بعد أن أصبحت نتائجها ظاهرة للعيان كالبطالة وارتفاع معدلات الجريمة، رغم أن المؤشرات لها كانت موجودة من السابق ولو اعترفنا بهذه المشكلات مبكراً لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، ونسبة الفقر لدينا مرتفعة حسب تقديرات البنك الدولي بمعنى أن القصور الحاصل هو من الجهات التنفيذية".
وأكد العمري "اليوم تنوعت المشكلات بينما بقي نسيج الخطط التنموية على ما هو عليه وما زلنا نتعامل على أساس الفزعة وإنتظار التدخل الحكومي ولا نعترف بالمشكلة إلا بعد فوات الأوان، ومنذ العام 1998 لم يكن أحد ليعترف بها إلا عندما ظهرت على السطح، وحتى الآن إحتاجت الجهات المعنية من وزارة الشؤون الاجتماعية وغيرها لفترة خمس سنوات لتصل إلى تعريف معنى الفقر، وأنا لا استطيع تخيل هذا المشروع الذي سيقدمونه لمعالجة الفقر".
من جهته قال العقيل "عندما سمح للصحافة بالحديث عن الفقر، بدا لنا وكأننا نسمع الكلمة لأول مرة، لكن الفقر موجود من قبل والإشكالية هنا أن هناك الكثير من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ما زالت تدار بعقليتها القديمة في تناولها للقضايا ومعالجتها للمشكلات".
أما الكاتبة حصة آل الشيخ فدعت إلى الإعتراف بالمشكلة أولاً، وأن هناك من لا تتوفر لديهم المتطلبات الأساسية كالسكن والعمل، ونحن لا زلنا نعمل الكثير من الندوات والمشكلة الأساسية هي في أن ثالث أغنى دولة في العالم التي تعتمد إيراداتها على البترول يوجد لديها فقر إلى درجة أن يخرج مسؤول في مؤسسة النقد ويتحدث عن معايير مضللة".
وتساءلت آل الشيخ "في عام 2006 كنا نتحدث عن بناء خطة إستراتيجية وطنية ونحن الآن عام 2011 فأين هي المخرجات لهذه الخطط؟".
غياب الإحصاءات والبرامج
نوه العقيل بغياب الإحصاءات عن الفقر "لا يوجد لدينا إحصائية دقيقة بالأرقام، لأنه لدينا أساساً تضليل في البيانات، والدولة ما زالت تدفع للفقراء ويجب أن لا يظل الفقير يعيش على الصدقات، في تقديري لا يوجد لدينا فقر أو بطالة إنما هي حالات نراها على أساس أنها فقيرة لكن لو قرأناها قراءة حقيقية لرأينا وضعاً مغايراً".
وأشارت الكاتبة آل الشيخ إلى أن "هناك تجار في الدول الغربية يقومون بمشاريع تنموية تعمل على إخراج الفقير من وضعه عبر زيادة الوعي ليعيش كإنسان، ولن أتكلم عن النسب لدينا لأننا نفتقد للشفافية" .
ولفت العقيل إلى أن "البرامج التنموية من المفترض أنها تنقل الفقير من مرحلة الإحتياج إلى مرحلة الاعتماد، من هنا نكون بحاجة لمكافحة ما نسميه بثقافة الفقر ونحن نحتاج لمؤسسات تنموية تنقل الفقير من وضع اعتماده على الآخرين لمرحلة بناء نفسه".
أما العمري فرأى أن الحل هو "إما تحديد ماهية الفقر أو وضع حد أدنى للأجور، فهذه أهم الحلول"، وقال "منذ زمن ونحن نقرأ ونتابع الخطط الإستراتيجية الموضوعة والتي من أهدافها توفير الرفاهية الإقتصادية للمواطن وهي كلمة فضفاضة فمنذ سنوات لم يتحقق ذلك ولا بد من مصدر يدخر منه المواطن لوقت الأزمات والظروف الصعبة وهذا للأسف غير قائم، والمشكلة في تناول الحلول وطريقة المعالجة غير المجدية التي لا تقدم ولا تؤخر ".
واعتبرت آل الشيخ أن "وزارة المالية تتملص من المسؤولية وترمي بها على الوزارات الأخرى وهذا يدل على أنه ليس لدينا خطط تنمية صادقة".
كما رأى العقيل أن "في تقديري كل الأرقام التي ذكرت مضللة نسبياً، ونحن نريد أن نصل إلى صياغة قرار، نحن لسنا في صدد النقد بل نحاول قراءة الموضوع بواقعية أو صياغة مجموعة أفكار للمؤسسات أو صناع القرار لتنفيذها. ونحتاج إلى توجيه المجتمع لإيجاد مؤسسات رسمية أو شبه رسمية تقوم بشكل دائم وبشفافية بمعية المفكرين والعلماء والإعلاميين".
حالة إنسانية من الواقع
تحدثت أم يوسف السيدة المطلقة التي تعيش مع ابنتها المطلقة أيضاً ومع ثمانية أبناء مرضى نفسيين، عن وضعها وعن الصعوبات التي تواجهها منذ 13 سنة بعد أن تخلى زوجها عن العائلة. وقد عرضت مشكلتها العديد من الصحف، وقامت إحدى الجمعيات بإستئجار شقة لها لمدة شهر وبعدها تخلت عنهم، لتسكن الأسرة في منزل وهي اليوم مهددة بالطرد لعدم دفعها الأجرة. وأشارت إلى أنها تتقاضى مبلغاً من الضمان يبلغ 2400 ريال شهرياً بينما يبلغ إيجار المنزل 12 ألف ريال.
ويعلق العمري على حالة السيدة بالقول "حالات الفقر عبارة عن قنابل موقوتة تحتاج لعلاج فعال"، وأضاف "الإقتصاد السعودي إستطاع أن يوفر الدعم للإقتصاد العالمي بدعم مليون عامل أجنبي، وهنا نقول إلى متى نستقدم من الخارج ولا نعالج من في الداخل، فلا أحد يتحمل تكلفة ما يحدث سوى أم يوسف فقط ومن هم معها في المشكلة، إلى متى نظل ننتظر المبادرات والفزعات وعلى القطاع الخاص أن يتحمل تكلفة وجود العاطلين عن العمل"، ويرى العمري أن "الحل تعديل الوعاء الزكوي بمعنى أن الزكاة تحصّل ولا تترك لرجال الأعمال لأننا سنمنع عن كارثة مستقبلية".
أما بالنسبة للقطاع الخاص فيجب وفق العمري "أن يتحمل تكلفة العاطلين عن العمل فهناك نسبة سعودة لو نزل عنها تدفع المؤسسة ضريبة للصندوق من خلال تقديم مبلغ شهري للعاطل وتقديم مبالغ لتأهيل العاطل عن العمل ودعم رجال الأعمال المساهمين في توظيف العاطلين ويجب دعم البرامج الإجتماعية من الصندوق" .
وتوضح آل الشيخ أن "الحق الذي تطالب به أم يوسف وقعت عليه السعودية في وثيقة حقوق الإنسان، ولا بد لكل فرد أن يعي حقه الإجتماعي والإنساني والثقافي وحقه في الحماية من البطالة وعلينا أن نبتعد عن المعايير المضللة، بالإضافة إلى أننا نحتاج لنوع من المعرفة الحقوقية كما أن اليوم 17 من أكتوبر المقبل يوافق اليوم العالمي لمكافحة الفقر فماذا قدمنا له؟". وتضيف "المملكة لم تتأثر بالأزمات العالمية هي ومجموعة من الدول الأخرى لأننا موردين للنفط، كما أن المصارف تلهف من المواطن ولا تقدم شيئاً، ونحن لدينا الأموال لكن ليس لدينا إقتصاداً سعودياً متيناً".
ويعلق العمري بالقول "إستطعنا تخفيض الدين العام وهذا إنجاز تشكر المالية عليه لكن في المقابل هناك مبالغ هائلة تنفق على البنى التحتية حتى في وقت العجز كانت كفاءة الإستثمار الحكومي تصل إلى 52 %، لكن اليوم الأرقام تقول إنها أقل من 10 % فما السبب؟ كما أننا سجلنا أعلى نسبة تسرب اقتصادي والعمالة الأجنبية شغلت وظائف من الممكن أن يشغلها العاطل عن العمل" .ويضيف "لدينا فرصاً لا توجد لدى أي اقتصاد في العالم لكن المشكلة بالتراخي وتأخر الإعتراف بالفقر أو تجاهله".
بينما دعا العقيل إلى إيجاد مشاركة مجتمعية من رجال الأعمال مع الدولة، بهدف تشكيل قوة داخل المجتمع لدفع رجال الأعمال للمشاركة مع المجتمع وتبني مشروعات لديها قدرة أسرع من المؤسسات الحكومية لتتبع حالات المجتمع الفردي والجماعي أو حتى ما يسمى بصندوق الإنماء بدل الفقر" .
ويرى العقيل أنه "ليس لدى الموظف الحكومي أو المسؤول الحكومي وحتى التاجر روح المبادرة أو الوقت الكافي للمبادرة، والمطلوب أن تتكامل أو تتكاتف جهود الأفراد والمؤسسات، ويجب علينا كصحافيين وناشطين أن تكون لدينا اليد الدافعة والصريحة".
إقتراحات
في الختام سأل العمري أم يوسف لو كنت أمام وزير العمل أو المالية أو الشؤون الاجتماعية ماذا تطلبي منهم؟ فأجابته "مشكلة الفقر لا تحتاج تشكيل لجان فالإنسان المولود وفي فمه ملعقة من ذهب ليس كغيره البائس نحتاج لسماع الفقير نفسه ونرى كيف يعيش وتوفير الآف الوظائف لأبنائنا وتوطينها بدل الأجنبي" .
ورأى أن المطلوب "نظرة واعية من مسؤول فما الذي يناقش في مجلس الشورى سوى ضرائب الطرق ودراسة إلغاء المكافأة عن الطلبة وهناك من هم منتفعين ولديهم مصالح، فمن المستفيد من وجود 600 ألف أجنبي في مكة؟".
ولخص العمري مطالب أم يوسف في تأمين بيت وتأمين مصدر دخل ثابت وتأمين وظائف لأبنائها أو تأهيلهم للوظائف . قائلاً "منذ عام 1415هـ وحتى اليوم صدر 16 قراراً متعلقاً بالسعودة لكن ها نحن أمام قرارات واجتماعات ونقاشات ولم يتحقق شيئاً يذكر وأرجو أن تكون هناك حلول وتنتهي مشكلة أم يوسف وغيرها" .
بينما اعتبر العقيل أن "ثقافة المجتمع تحتاج إعادة صياغة والحديث بعقلانية فمن الذي يصورنا بالأحسن أو الأسوأ هم نحن للأسف، والذي دمرنا أننا نلبس ثياباً ليست لنا".

حرر الندورة ( نورة الشبل)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Enaff
mohmed elbna -

enaff there is many mileon in our cuntry are very very poor and athers hoe are very very very ritch thay are dont ware same close tweis !!!them bathroom in gold ???!?!?is that fear please dont laieing we are valid up!!

Enaff
mohmed elbna -

enaff there is many mileon in our cuntry are very very poor and athers hoe are very very very ritch thay are dont ware same close tweis !!!them bathroom in gold ???!?!?is that fear please dont laieing we are valid up!!

قول والله
abo al3ez -

إذ كان صندوق مكافحة الفقر أنبلع بالعافيهباقي الفقراء فقط