آلاف المتقدمين على وظائف وشقق بعد الثورة المصرية

بعد نجاح ثورة 25 يناير وتنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك تجمع المئات يومياً أمام مكاتب البريد في القاهرة لشراء طلبات تسجيل، رغبة في تعيين وظيفي حكومي أو التسجيل على شقة سكنية شبابية. "ايلاف" تساءلت عن سبب هذا الازدحام وعن الشيء المختلف الذي عزز ثقة الناس مؤخرا في التقديم على الوظائف للقوى العاملة ووزارات المالية و العدل و الكهرباء؟

القاهرة: أمام مكتب بريد الحرية في مصر الجديدة، افترش رجل الارض لبيع وحدات الموبايل وطلبات التسجيل على شقق شبابية وطلبات اُخرى للتسجيل على وظائف حكومية ، وُيمكن أن تمر من هناك، لتشتري مظروفا تضع فيه الطلب ثم تدخل الى مكتب البريد بعد ان تكتب ما تريد لتضع عليه الطوابع ثم ترسله مصحوبا بالدعاء ان تتحقق امنيتك في شقة شبابية او في وظيفة حكومية ، و يبيع الرجل الورقة (الطلب ) والمظروف الابيض الكبير بمبلغ 2 جنيه ونصف.

وقدم الرجل الذي يبيع الطلبات خدمات اضافية للمتقدمين مجانا اذ وضع ارقام صناديق بريد الوزارات المختلفة والجميع انشغلوا بعد شرائهم الطلبات بسرعة بكتابة أسمائهم ورغباتهم.

ُكتب على الورقة السيد وزير.... ثم فراغ ليضع المتقدم اسم الوزير الذي يقصده ، ثم يطلب بصيغة رجاء بالغ أن يوافق على توظيفه لانه لا وظيفة له ، موضحا انه عاطل عن العمل ويضع مؤهله ورقمه القومي وسنة التخرج او يمكنه ان يرجو مسؤولا الحصول على شقة ، مؤكدا انه مقبل على الزواج ولا يملك شقة يسكن فيها .بعض الشباب أمام مكتب البريد قالوا لـ"ايلاف" ان هناك طلبات متوافرة على موقع الوزارات على الانترنت وأنه يمكن، كما لفت وزير المالية الدكتور سمير رضوان ، للشاب أن يفتح موقع الوزارة ليفتش عن الوظائف الخالية ، او ان يطبع الطلب مجانا ثم يرسله عبر الانترنت على ايميل الوزارة .

الشاب محمود درويش قال لـ"ايلاف" انه حاصل على بكالوريوس نظم المعلومات ، موضحا "أتيت لاقدم على شقة زواج شبابي وغالبا ما ستكون في المدن الجديدة وهي المرة الاولى التي اتقدم فيها للحصول على شقة سكنية ".

وردا على سؤال حول ما الشيء الذي دفعه للتقدم الآن أجاب "أصبح هناك رأي ورأي اخر ، وهناك مصداقية في الكلام الى حد ما "، واضاف "انت لن تظل جالسا في منزلك ، ولازم تتكل على الله وتفعل شيئا ، وهناك الكثير من اصدقائي واقربائي قدموا طلبات مشابهة ، وفي الواقع اي شاب يريد ان يتزوج ويريد ان يصبح له كيان والموضوع بالغ الصعوبة ان تجد شقة للزواج فالرواتب قليلة والشغل قليل ولازم حد يساعدك ، وهنا يأتي دور الدولة".

منى فتاة مصرية شابة جاءت لتتقدم بطلب من اجل ايجاد وظيفة لزوجها ، فهو كما قالت لـ"ايلاف" خريج معهد سياحة وفنادق الألسن ، ومن مواليد 1981 ، وكان يعمل في شركة اجنبية الا انه الان عاطل عن العمل بعد ان رحلت الشركة الاجنبية واعضاؤها بعد 25 يناير.

وحول مصداقية الحكومة في حل مشكلة البطالة قالت " لمانشوف" ، وأضافت" من ساعة الازمة وهم يقولون لنا اعملوا طلبات ونوظفكم ونحن فعلا نحتاج الوظيفة".وأضافت "رفض موظف البريد ان يرسل طلبات الوظائف والشقق عن طريق البريد المستعجل او البريد المضمون، وقال يمكنكم شراء طابع بجنيه واحد من هنا ولصقه على المظروف الابيض ثم تضعوا المظروف في الصناديق خارج مكتب البريد" ، متمنية ان تصدق الحكومة وان تكون الثورة ثورة في كل شيء ، في القضاء على البطالة وحل أزمة السكن.