الصين تسجل أول عجز تجاري منذ حوالي عام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أعلنت الصين عن أول عجز تجاري شهري تسجله منذ حوالي سنة في وقت يسعى قادتها إلى موازنة النمو.
بكين: أعلنت الصين الخميس عن أول عجز تجاري شهري تسجله منذ حوالي سنة، في وقت يسعى قادتها إلى موازنة النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم لتركيزه على الاستهلاك الداخلي أكثر منه على الصادرات.
وبحسب ارقام الجمارك الصينية، فان الواردات لشهر شباط/فبراير تخطت الصادرات بمقدار 7.3 مليار دولار. ويعود اخر عجز تجاري شهري سجلته الصين الى اذار/مارس 2010.
اما الصادرات فلم ترتفع في شباط/فبراير سوى بنسبة 2.4% عن شباط/فبراير 2010 مسجلة 96.74 مليار دولار، مقابل ارتفاع قوي للواردات بنسبة 19.4% للفترة عينها وصولا الى 104.04 مليار دولار.
واوضح بيان اجهزة الجمارك ان هذا العجز ناتج من "عطلة راس السنة القمرية" الذي صادف هذه السنة الثالث من شباط/فبراير. وتكون الصادرات والواردات في كانون الثاني/يناير عادة اعلى منها في شباط/فبراير حين يسجل النشاط الاقتصادي تباطؤًا بسبب راس السنة الصينية.
وسجل الميزان التجاري للشهرين الاولين من السنة عجزًا طفيفًا بقيمة 890 مليون دولار بحسب الجمارك، بعد تسجيل المبادلات الخارجية في كانون الثاني/يناير وحدة فائضا بمقدار 6.45 مليار دولار.
وقال اليستير ثورنتون المحلل في مؤسسة غلوبال اينسايت "انه تراجع مذهل"، مذكرا بأن الصادرات سجلت في كانون الثاني/يناير نموا بنسبة 37.7% بالمقارنة مع الشهر نفسه من السنة الماضية.
وكان للارتفاع الشديد في اسعار بعض المواد الاولية تاثير على الميزان التجاري، واوضح ثورنتون في هذا الصدد انه "في وقت سجلت واردات الصين من الحديد في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير زيادة بنسبة 23% عن العام الماضي، فان قيمة هذا المعدن ارتفعت بنسبة 63%".
واضاف ان واردات الصين من النفط الخام ارتفعت بنسبة 7.8% في شباط/فبراير، في ظل ارتفاع الأسعار ووجوب تشكيل مخزون على خلفية الاضطرابات التي تعمّ العالم العربي.
وقالت وانغ تاو الخبيرة الاقتصادية في مصرف يو بي اس لفرانس برس ان هذا العجز "ليس مفاجأة كبرى"، مضيفة ان هذا الوضع "موقت" لأن الصين تزيد وارداتها على الدوام في مطلع العام.
واستبعدت ان يؤدي هذا العجز الى تخفيف الضغوط التي يمارسها شركاء الصين التجاريين الرئيسيين على بكين من اجل ان ترفع سعر عملتها. ومن اسباب ارتفاع الواردات شراء المكونات والقطع التي سيتم جمعها في الصين لتصديرها كمنتوجات مصنعة في ما بعد.
ولفت ثورنتون الى ان هذا النوع من الواردات يرتفع بفضل تحسن توقعات الاقتصاد الاميركي أخيرا. وصرح وزير التجارة الصيني تشن ديمينغ أخيرا ان المصدر الاول في العالم قد يسجل عجزا تجاريا هذه السنة نظرا إلى "العديد من النقاط الغامضة على الصعيد الدولي"، والتي قد تخفض الطلب على المنتوجات الصينية.
وقال تشن في مطلع الأسبوع للصحافيين على هامش الدورة السنوية للبرلمان الصيني "هذه السنة سيكون نمو الواردات اعلى من نمو الصادرات". وسجلت الصين عام 2010 فائضا تجاريا قدره 183.1 مليار دولار يمثل 6,2% من الحجم الاجمالي لتجارتها الخارجية.
ودعا رئيس الوزراء وين جياباو في خطاب افتتاح جلسة البرلمان السبت الى نمو اكثر توازنا يزيد من حصة الاستهلاك الداخلي، مع تحديد هدف متواضع نسبيا للصين يقضي بتسجيل نمو في اجمالي الناتج الداخلي بنسبة 8% عام 2011، بعدما بلغت نسبة النمو 10.3% العام الماضي. وتوقع وين أن تكون نسبة النمو للسنوات الخمس المقبلة بمعدل 7%.