نائب بنك اوف أميركا: فك ارتباط الريال بالدولار سيصيب السعوديين بالندم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
شهد اليوم الثاني من منتدى جدة الاقتصادي عدة أوراق عمل مهمة، كان من أبرزها ورقة أكدت بأن دول الخليج تحتاج استثمار مليارات الدولارات لتطوير بنيتها التحتية قبل العام 2020، فيما تحدث نائب رئيس مجلس إدارة بنك أوف أميركا عن أن الدولار هو الأفضل بالنسبة للريال السعودي عن ما سواه.جدة:في البداية طالبت السعودية ناهد طاهر الرئيس التنفيذي لبنك (جلف ون) بشراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص لتحسين الناتج الاجمالي في السعودية ومنطقة الخليج، وشددت على أهمية الاستثمار في مجالات البنية التحتية والنقل الكهرباء، مستغربة توجه الشريحة الكبرى من المستثمريين نحو مجال العقار على اعتبار أنه الأكثر أماناً في تحقيق الأرباح. وترأست طاهر الجلسة العلمية الاولى لمنتدى جدة الاقتصادي التي جرت الاثنين تحت عنوان (الدولة كشريك رئيسي) والتي حظيت بمشاركة علي البراك الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء السعودية وخالد الملحم المدير العام للخطوط العربية السعودية وفلاديمر ايفتوشينكوف الرئيسي التنفيذي سيستمبا وريتشارد ماكرماك نائب رئيس مجلس إدارة بنك أوف أمريكا.
وشددت طاهر على ضرورة وصول الخدمات إلى مستحقيها في مختلف القطاعات بالسعودية وخصوصاً القطاع الصحي، معتبرة أن قرارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الأخيرة لم تترك أي فرصة لمختلف الجهات للتهاون في حق المواطن الذي يحظى بعناية كبيرة من الدولة، مؤكدة أن التعاون بين القطاعين الخاص والعام في السعودية لم يرق للمطلوب حتى الآن. وأشارت أن معدل النمو في السعودية وصل إلى (6.1) بينها (1.6) في الإنشاءات وهو معدل لا يبدو مرضياً وبالتالي هناك سلبية في هذا المجال، ولاشك أن القرارات التاريخية التي أعلنها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل أيام ستساهم في دفع عجلة النمو بشكل أكبر.
وأضافت: "انتشار البطالة وعدم استخدام أموال النفط جعلت الناتج الإجمالي الحقيقي في منطقة الخليج أقل مما ينبغي أن تكون عليه، ولو استخدمنا الأموال بصورة أفضل سيكون هناك قدر كبير من الدفع للأمام، وأتصور أن الفجوة الكبيرة في السعودية تتمثل في البطالة ويجب أن نعمل على إيجاد عمل للشباب والفتيات، والقطاع الخاص يحتاج أن ينمو بالشراكة مع القطاع العام، والملاحظ أن إنتاجية القطاع الخاص تنمو بشكل واضح. ورأت أن الشراكة بين القطاع الخاص والعام تحتاج إلى دعم كبير.. وفي منطقة الخليج نحتاج إلى استثمارات تصل إلى 1.5 بليون دولار بحلول عام 2020 م، منها 150 مليار دولار في البنية التحتية، وهناك صناديق تم الإعلان عنها من أجل دعم هذه المشاريع".
وأشارت طاهر إلى اتجاه أغلب المستثمرين في السعودية والخليج إلى العقار.. قائلة: من سوء الحظ أن منطقتنا ومستثمرونا يعملون في مجال العقار ولا ينظرون إلى الاستثمار في الإنشاءات على أنها مربحة، فكما هو معروف فإن البنية التحتية تحتاج إلى الكثير من الصبر، وهناك فجوة واضحة تحتاج أن يتم علاجها، ومن أهم القطاعات التي تحتاج إلى الاستثمارات الطيران، الكهرباء، الصناعات البتروكيماوية، ولكن هناك مشاريع كبيرة في هذا القطاع تتسبب في الاحتباس الحراري وتلوث الهواء، ومن المؤكد أننا نحتاج إلى الاستثمار الصحيح، وأعتقد أن الحكومة مطالبة بالتدخل من أجل العمل أكثر كفاءة وأقل تلوثاً للبيئة، لاسيما أن هذه الانبعاثات تؤثر على البيئة والناتج الاجمالي.
وتسائلت طاهر: "ماهي الفوائد للشراكة بين القطاع الخاص والعام؟ وأجابت بنفسها: هناك حلول مبتكرة يمكن أن تحرر أموال الحكومة وتؤدي إلى الطلب المتزايد على الاستثمارات الحكومية، ومن خلال خبرتي في بنك (جولف ون) كمؤسسة مالية متخصصة فريدة في منطقة الشرق الأوسط وندرك أن الشراكة بين القطاعين لابد أن تكون متساوية بنسبة 50% لكل طرف، وهناك مثال على المشاريع الكبيرة التي تقرر ايقافها بسبب انعدام الشراكة بين القطاعين الخاص والعام وأهمها القطاعات التي كانت تعمل لربط الشرق والغرب، والشراكة يمكن أن تساهم في اكمال المشاريع في الوقت المناسب من خلال تقاسم المخاطر بين القطاعين".
واستعرض على البراك الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء المجهودات التي بذلت من طرفهم من أجل تحقيق نجاحات كبيرة لتطوير هذا القطاع المهم، وقال: في شركة الكهرباء قمنا بطرح عدد من المشاريع للقطاع الخاص، ولدينا ثلاث مشروعات تعمل بشراكة قائمة وهناك مشروعين آخرين تحت الانشاء، ونحن ندرك أن الشراكة بين القطاعين يمكن أن تكون قاعدة لمزيد من الخدمات، وتكون حافز للقطاعات الرئيسية في عملية الخصخصة التي تدعمها الدولة وتحرص عليها.
ورداً على سؤال عن مشاكل انقطاع الكهرباء في القطاعات الاستثمارية، قال البراك: تعرفة الكهرباء بالنسبة للقطاعات الاستثمارية في المملكة تعتبر من أقل التعريفات في المنطقة، ونحن نسعى دائماً إلى تحسين الخدمة، وفي حال انقطاع الكهرباء على المصانع أو الجهات الاستثمارية يوجد نظام واضح لتعويض المشترك. في المقابل.. أكد الدكتور خالد الملحم المدير العام للخطوط العربية السعودية أن هناك الكثير من قصص النجاح جاءت نتيجة الشراكة الناجحة بين القطاعين في أحد أكبر شركات الطيران بالمنطقة، فالحكومة لديها الكثير من الأرصدة التي لا تعزز النمو بالشكل الكاف، ونحن لدينا الكثير من النماذج والتجارب للشراكة بين القطاعين العام والخاص، وقد وضعنا عدد من معايير دقيقة لدخول القطاع الخاص في استثمارات الخطوط حتى تأتي النتائج وفق أهدافنا وطموحنا.
وأضاف: "لم نمانع أن يكون الشريك أجنبي أو محلي أو الاثنين معا، لكن اشترطنا توفير المعلومات الكافية حتى نتمكن من تعزيز الثقة، ويمر المستثمر بعملية التأهيل حتى نتأكد أن من الذي سيتقدم وهل سينجز الأعمال التي توكل له أم لا؟ وكان من الضروري أن نمهد هذه الأمور بشكل جيد حتى يكون هناك عدالة". وفي رد على تساؤلات المشاركين عن بعض السلبيات الموجودة في الخطوط السعودية.. قال الملحم: رحلاتنا المحلية تذهب إلى (26 ) مطار داخلي وكل مقعد على هذه الاتجاهات يعتبر (خاسر) بالنسبة لنا، لأنه مدعوم ويطرح بأقل من سعره الحقيقي، ولابد من إعادة النظر في الأسعار التي جرى تثبيتها منذ (16) سنة ولم تتغير حتى الآن، ومن المهم حدوث تحسين الخدمة، لاسيما أننا في الفترة الأخيرة بدأنا تحديث أسطولنا بـ(45) طائرة جديدة وأخرجنا الطائرة المتهالكة، علاوة على أن عمل مطار جدة الدولي الجديد بعد (3) سنوات سيساعد في تحسين الخدمة.
وأشاد ريتشارد ماكرماك نائب رئيس مجلس إدارة بنك أوف أمريكا بالكرم السعودي على الصعيد الشعبي والرسمي في بداية كلمته، مؤكداً أنه زار المملكة أكثر من مرة وشعر بالحميمية في العلاقة والود الكبير الذي يميز هذه الدولة المهمة في منطقة الشرق الأوسط، وتحدث عن الفارق بين مجموعة السبع ومجموعة العشرين، وكيفية تعامل أمريكا كأحد الدول الكبرى مع المجموعتين. وقال: ل"قد فشلت إدارة الرئيس جورج بوش بشكل كبير في التعامل مع عدد من القضايا المهمة وأهمها قضية الدين، في حين نجحت إدارة أوباما في تحقيق نجاح في هذا المجال، وهذا يعني أن الدولة لها دور مهم في نجاح الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ومثلما يقول المثل (الشيطان يكمن في التفاصيل) فإن بعض التفاصيل البسيطة في التعامل بين الجهتين قد تؤدي إلى الفشل وتدمر كل الجهود التي ترمي إلى ذلك".
ونصح ريتشارد السعوديين بعدم اجراء أي تغيير على عملتهم.. مشيراً أن ربط العملة السعودية بالريال في الوقت الحالي بالدولار يخدم أهداف المملكة، مؤكد أن بعض الكثيرين تحولوا في الماضي إلى (اليورو) لكنهم شعروا بالندم بعد أن هبط بشكل واضح، وعندما تحدث اضطرابات كثيرة من الأفضل أن يكون هناك صبر على الوضع الحالي. في المقابل, تذكر فلاديمر ايفتوشينكوف الرئيسي التنفيذي سيستمبا فترة عمله في السعودية قبل سنوات طويلة، وقال: لقد شرفت بالعمل هنا في السعودية، وأدرت مصنع صغير لإنتاج الزجاج في الكيلو (33) بين مكة المكرمة وجدة.. وخرجت من هنا بصور رائعة مازالت مرسومة في ذهني، حي أن الشعب السعودي مضياف وكريم جداً.
وأشار فلاديمر إلى أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص.. فهناك مسألة مهمة في خلق الوظائف، وعرفنا أن هناك (6) مليون وظيفة في السعودية خلال الفترة المقبلة، وأتصور أن الشركات الكبيرة ليست وحدها التي ستخلق هذه الوظائف، بل الشركات المتوسطة لها دور كبير في ذلك، والأمر نفسه ينطبق على المملكة المتحدة.. فنصف الوظائف تم توفيرها من خلال الشركات الصغيرة والمتوسطة، وبعض الشركات نجحت في تطوير نفسها والتصدير للخارج بشكل جيد. وأضاف: "السؤال المهم المطروح هنا وهناك كيف يمكن أن نجعل أبناءها أصحاب أعمال في المستقبل؟ أعرف بعض رجال الأعمال الكبار بدأوا بـ(250) دولار.. ودور الحكومة يتمثل في تثقيف الناس وتوعيتهم وربطهم ببعضهم، ودعمهم ببعض رؤوس الأموال التي يمكن الانطلاق منها، وأهمها في رأيي أن تكون البداية من الصغر ومن المدارس الابتدائية ثم المتوسطة والثانوية".