اقتصاد

سويسرا تغازل الغاز الروسي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في ضوء ما يحصل من أحداث أمنية، تتسارع وتيرتها بصورة جنونية في العالم العربي، بدأت أوروبا(وسويسرا) البحث عن بدائل لضمان تجهيزات الطاقة. بالطبع، فان مشروع "ساوث ستريم"، الذي سيتمكن من تجهيز أوروبا بحوالي 63 مليار متر مكعب من الغاز الاضافي عن طريق البحر الأسود، لدى استكماله، بات حديث الساعة، هنا. مما لا شك فيه، وفق رأي الخبراء المحليين، أن التحركات الأوروبية والسويسرية تنصب في صوغ استراتيجية مشتركة للطاقة، يسري مفعولها لغاية 2050.

برن: في ما يتعلق بأمن الطاقة الأوروبية، فان الخبراء يشيرون الى أن الغاز الطبيعي سيلعب دوراً هاماً، في المرحلة المقبلة، لكونه قادر على تقليص انبعاث الغازات السامة في الجو، من جهة، ومؤهل للبيع بأسعار تنافسية من جراء توافره بغزارة، من جهة ثانية. بالنسبة للعام، فانه سيكون بارز، على مستوى الطاقة العالمية. اذ ان خط أنابيب "نورد ستريم"، الذي يربط روسيا بأوروبا الشمالية عبر بحر البطيق، سيتم تشغيله في الخريف القادم. ما سيرفع قدرة الصادرات الروسية من الغاز، الى أوروبا، بمعدل 55 مليار متر مكعب(اضافية)، سنوياً. هنا، يرصد الخبراء ابتعاد للاتحاد الأوروبي عن النرويج، وهي دولة مصدرة أيضاً للغاز، في محاولة لتنويع طرق وصول الغاز الى الدول الأوروبية.

في تلك الأثناء، يتعقب الخبراء تحركات بعض الشركات الأوروبية، ومن ضمنها شركة (Wintershall) الألمانية، تسريع استكمال بناء خط الأنابيب "ساوث ستريم"، لغاية عام 2015، بهدف ضمان تجهيز أوروبا الجنوبية بالغاز الروسي مهما كانت الظروف، داخل أوكرانيا وخارجها.

في سياق متصل، يشير الخبير الدكتور فيكتور آيزرمان الى أن كمية الغاز التي تمر عبر أوكرانيا الى أوروبا ترسو عند 120 مليار مكعب، سنوياً. في حين سترسو كمية الغاز المنقولة عبر خط أنابيب "ساوث ستريم" الى أوروبا عند 63 مليار متر مكعب فقط. ما يعني أن أوكرانيا ستبقى أحد الشرايين الرئيسية لتصدير الغاز الروسي الى أوروبا. لكنها لن تكون شريان النقل الوحيد، بعد تشغيل مشروع "ساوث ستريم".

في ما يتعلق بامكان اغراق الأسواق، الأوروبية والسويسرية، بالغاز الروسي عقب تشغيل خط الأنابيب هذا، يتوقف الدكتور آيزرمان للاشارة الى أن مخاوف الاغراق هذه غير واردة. اذ ان أكثر من 70 في المئة من الغاز، الذي يتدفق الى أوروبا وسويسرا، غير روسي المصدر. صحيح أن شركة "غازبروم" الروسية، التي تصدر الغاز الى أوروبا بصورة ثابتة منذ أكثر من 40 عاماً، تستمد أكثر من 70 في المئة من عائداتها من حكومات القارة الأوروبية. بيد أن مشروع "ساوث ستريم" يعتبره الخبير آيزرمان استثماراً في أمن الطاقة الأوروبية(والسويسرية) وليس وسيلة خبيثة لرفع حصة الغاز الروسي في أسواق الطاقة، الأوروبية والسويسرية، مستقبلاً. ويشير هذا الخبير الى أن روسيا، وهي رابع أكبر مصدرة للغاز، حول العالم، ستستطيع تجهيز أوروبا بالغاز، بصورة كافية، في الأعوام 100 القادمة!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف