لاتفيا تلتفت إلى السياحة البيئية لإنعاش الإقتصاد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وريغا: قد تصبح رأس كولكا في لاتفيا وهي منطقة شهيرة بالفعل خزانة عرض لطموح البلاد كي تصبح رائدة في السياحة 'الخضراء'. فكل عام تجتذب المنطقة وحديقة سليتير الوطنية المحيطة بها آلاف المسافرين. وهم يأتون إلى المنطقة التي تبعد نحو 200 كيلومترا من العاصمة ريغا على أمل إلقاء نظرة على تشكيلات 'الأمواج المتقاطعة' الغريبة التي تتكون حيث يلتقي بحر البلطيق بخليج ريغا.
وتسعى وكالات السياحة والحكومة إلى الحفاظ على الشخصية البكر للمكان ولأجزاء أخرى من لاتفيا التي تجتذب المزيد من الزوار. هذه السياحة البيئية قد تساعد في وضع بذور خضراء لإنتعاش إقتصادي في بلد مضطرب ماليا. وأحد جوانب الميراث الغريبة من العهد السوفييتي في منطقة البلطيق هو الحفاظ غير المتعمد على الحياة البرية. فالحدود والمناطق العسكرية ممنوع الإقتراب منها ونتيجة لذلك فإن المناطق مثل سليتير أحتفظت بشخصيتها البدائية.
ويقول جانيس دامبيتيس وهو مرشد رسمي متحمس في منطقة سليتير 'هذه منطقة محظورة بشكل صارم. فحرس الحدود السوفييت كانوا يفتشون الرمال كل ليلة لإكتشاف أي آثار أقدام'. وقاد دامبيتيس مؤخرا جولة للسياح على ممشى خشبي عبر غابة صنوبر بدائية مشيرا إلى النباتات النادرة عبر الطريق. وحتى فترة قريبة كان حظر الوصول للمناطق خلال العصور الشيوعية يعني أن سليتير تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لتقليل أثر أعداد السياح المتزايدة. وقد تغير ذلك مع برنامج قادته مجموعة سياحية لتوفير تلك التسهيلات مثل موقف إنتظار للسيارات ومركز معلومات ولافتات متعددة اللغات باللغات اللاتفية والإنكليزية والليفونية.
والليف هم أصغر جماعة عرقية من السكان الأصليين في أوروبا يعيشون في بضعة قرى ساحلية صغيرة في لاتفيا. وهم يضيفون عنصرا ثقافيا إلى القائمة الطويلة من أنواع النباتات والطيور المحمية في الحديقة الوطنية. وتتساءل أسنات زيميلي رئيسة رابطة السياحة في ريف لاتفيا والتي قادت مبادرة سليتير 'هل نحن نريد سياحة في المناطق المحمية؟'. وأضافت 'وكيف نريدها؟هل التنمية الإقتصادية مهمة في المناطق المحمية كما في أي منطقة أخرى؟'. ونظمت زيميلي مؤتمرا يومي 22 و23 آذار/مارس لمناقشة تلك الأسئلة وضم كل المسؤولين عن حماية الطبيعة وممثلي صناعة السياحة من 19 دولة. وتقول إن التعاون بين أنصار البيئة ورجال ألأعمال يمكن أن يكون مفيدة للطرفين.
وقالت زيميلي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) 'حتى في البلدان القديمة من النادر أن تجتمع السياحة وحماية الطبيعة حول نفس الطاولة. وعادة المشهد يتضمن واحدا أو الأخر. ولذا فإن نجاح هذا الحدث يكمن فى أن المتابعين متساوون '. ويقول ريتشارد بارتينغتون من شركة يوروبارك للإستشارات ومقرها بريطانيا إن بعض الإجراءات منخفضة التكاليف مثل اللافتات متعددة اللغات في سليتير يمكن أن تحدث فارقا كبيرا. وهو يضع كتابا إرشاديا بعنوان 'كيف لإتحاد اليوروبارك' وهي منظمة أوروبية للمناطق المحمية.
ويقول 'في أوقات كثيرة يتم عمل أشياء شيقة في المجال، ولكن لا أحد يثني على أو يحلل ما ما يتم فى الغالب باساليب بسيطة ولكن فعالة'. ويضيف إنه بتقديم معلومات عن الخدمات المحلية وأماكن السكن والمحميات الطبيعية يمكن أن تجتذب المزيد من الزوار وتساعد الإقتصاد المحلي. ويقول أرماندس سلوكينبيرغز مدير وكالة تطوير السياحة اللاتفية إن تدعيم السياحة الخضراء يمكن أيضا أن يكون لها أثر على صناعة السياحة. ويرجع الفضل في حدوث زيادة العام الماضي في عدد الزوار في لاتفيا إلى جهود توسيع الاتجاه للسياحة البيئية. ويأمل أن يتواصل هذا الإتجاه. وأحدي الإستراتيجيات تعرف باسم 'ريغا بلس' وهي جلب زوار إلى العاصمة وتمضية يوم واحد على الأقل خارج ريغا.