الذهب يرتفع إلى مستوى قياسي على خلفية مخاوف من التضخم

سجلت الأربعاء أسعار الذهب رقماً قياسياً جديداً بقيمة 1.462.93 للأوقية، وذلك لليوم الثاني على التوالي، على خلفية المخاوف المثارة من التضخم وانخفاض قيمة الدولار الأميركي.

القاهرة: عززت المخاوف من استمرار الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من طلب الملاذ الآمن على المعادن الثمينة، مع ارتفاع سعر الفضة إلى معدل هو الأعلى له منذ 31 عاماً، حيث وصل إلى 39.77 دولاراً للأوقية.

وكانت آخر مرة وصل فيها السعر إلى هذا المستوى في كانون الثاني/ يناير عام 1980، حين تعرّض الاقتصاد العالمي إلى حالة من الفوضى بعد الأزمة النفطية التي وقعت في عام 1979.

وبعد بلوغه مستويات قياسية جديدة، أغلق سعر الذهب في لندن عند 1.462.93، مرتفعاً بقيمة قدرها 26 دولاراً، بينما أغلق سعر الفضة مرتفعاً بقيمة 1.21 دولاراً عند 39.71 دولاراً.

في هذا السياق، قالت اليوم صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية إن سعر الدولار انخفض مقابل العملات الأساسية، وهو ما يجعل المعادن الثمينة أرخص عند شرائها بعملات أخرى. وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن زيادة وشيكة في سعر الفائدة في أكبر كيان اقتصادي في العالم تبدو الآن أمراً غير وارد، بعدما قال دينيس لوكهارت، رئيس فرع مجلس الاحتياطي الاتحادي في أتلانتا في ولاية جورجيا، إن اقتصاد الولايات المتحدة هشّ للغاية، ولا يسمح بخطوة كهذه في الوقت الراهن.

ومن المتوقع أن يقوم المركزي الأوروبي يوم الخميس برفع أسعار الفائدة، لجعل اليورو أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب وإثارة احتمالية تعرض الدولار إلى مزيد من التراجع. وقد انخفض الدولار يوم الأربعاء إلى مستوى هو الأقل له خلال 14 شهراً أمام اليورو.

في غضون ذلك، بدأت تُثار مخاوف في أنحاء العالم كافةمن تلك الضغوط التي تعرف بالضغوط التضخمية. حيث أوضحت الصحيفة أن ذلك يدعم الطلب على الذهب، في وقت ينظر فيه بعض المستثمرين إلى المعدن على أنه حماية من ارتفاع الأسعار. وقد قامت الصين برفع أسعار الفائدة الخاصة بها مطلع الأسبوع الجاري، في الوقت الذي تحاول فيه تهدئة اقتصادها الذي ينمو بخطى سريعة.

هنا، أوردت التلغراف عن إيديل تولي، المحلل في بنك يو بي إس الاستثماري، قوله: "إن الواقع الخاص بتسارع معدل التضخم في الصين يعتبر مؤشراً إيجابياً بالفعل بالنسبة إلى الذهب".

وقال ماركوس غروب، المدير العام للاستثمار في مجلس الذهب العالمي: "تتفاقم حالة عدم اليقين التضخمية / الانكماشية الحالية نتيجة لارتفاع أسعار الطاقة".

ولفت غروب أيضاً إلى تجدد المخاوف بشأن التضخم في أسعار الغذاء العالمية، وبخاصة في الأسواق الناشئة. كما يُتَوقَّع أن تشهد أسعار المواد الغذائية الأساسية مزيداً من الارتفاع.