اقتصاد

الجزائر تخطط لتصدير الزرابي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ترغب الجزائر في استعادة مكانتها كبلد مصدّر للزرابي وهي منتجات تقليدية تبرع أنامل نسوية في صناعتها من الصوف الخالص، وتشتهر حياكة الزرابي كحرفة مكنّت الجزائر خلال سبعينيات القرن الماضي من تصدير أكثر من مائتي ألف متر مربع آنذاك. ويذهب مسؤولون وحرفيات في إفادات رصدتها "إيلاف" إلى أنّ صناعة الزربية كمنتوج عريق، قادرة على خلق الثروة وامتصاص البطالة التي تعانيها كثير من بنات حواء في الجزائر.

الجزائر: يكشف "مصطفى بن بادة" وزير التجارة الجزائري، عن اهتمام بلاده بوضع علامة (ماركة) للزربية الجزائرية، بالتزامن مع الحراك الحاصل لترقية إنتاج الزربية الجزائرية من خلال إنشاء خمس مراكز جهوية، بغرض عصرنة هذه الحرفة تأهبا لاستئناف تصدير الزربية الجزائرية التي تحظى برواج كبير في الأسواق الاقليمية والدولية.

ولتشجيع صناعة الزرابي، يحيل بن بادة على قيام الجهات المختصة بتوزيع ما يزيد عن 23 ألف محل على الحرفيات، فضلا عن افتتاح مركب متخصص بضاحية "بوهراوة" التابعة لولاية غرداية (650 كلم جنوب)، ناهيك عن توسيع رقعة النساء المستفيدات من القروض لتطال اللواتي يتراوح سنهنّ ما بين 30 إلى 50 عاما، بدلا عن سقف الـ35 سنة التي كانت معتمدة كحد أقصى في السابق، لمنح هذه الحرفة مكانة أكبر في سلم الصناعات التقليدية وتثمينها بشكل أكبر.

من جهته، يبرز "اسماعيل ميمون" وزير السياحة والصناعة التقليدية، أنّ الزرابي بما تنطوي عليه حياكتها من مهارات، قادرة على أن تكون مصدرا حيويا للثروة وعنصرا مساهما في دفع قاطرة التنمية الاقتصادية المحلية وإنعاش الصناعة السياحية الخاملة في البلاد، ويركّز ميمون على شريحة النساء الماكثات في البيوت، من حيث أنّ تفعيلهنّ في صناعة الزرابي وتصديرها، سيساعد على استثمار طاقات ملايين السيدات عبر أزيد من ثلاثين ولاية جزائرية. ويشير "أحمد قاسيمي" إلى كون عديد المناطق كـ"غرداية" و"تيزي وزو" مؤهلة لأن تتحول إلى أقطاب متخصصة في تصنيع الزرابي وتصديرها، خصوصا مع التوافد الهائل للسياح إلى الصحراء الجزائرية الكبرى التي تشتهر مدائنها بالزرابي المتناسقة الألوان، مثل القرارة، متليلي، بريان، المنيعة وغيرها.

ومن الزرابي الشهيرة في الجزائر، هناك زربية "آيت هشام" بمنطقة تيزي وزو (110 كلم شرق)، حيث تتفنن حائكات الزرابي هناك في مهنة متوارثة عن الراحلة "نا طاوس" الموصوفة بكونها عميدة الزربية. وتقول بهية:"حياكة الزرابي لدينا فن يتم تلقينه للصبايا منذ نعومة أضافرهن، حيث تتدربنّ على زخرفة النسيج بمختلف الأشكال الهندسية المنسجمة، ويتم ترتيبها على شكل خطوط ثم تتم حياكتها بدقة بفضل خيوط رقيقة من مختلف الألوان ويجري اتخاذ هذا العمل الشاق لاحقا كمصدر عيش". وتعدّد بهية أنواعا للزرابي بتعدد أشكالها الزخرفية، أكثرها حضورا زربية "أعبان" ذات الخلفية الداكنة والألوان الزاهية المختلفة، وزربية "أخلال" التي تشبه غطاء سريري ذو لون أبيض تتخلله خطوط رقيقة من الصوف الأحمر أو الأصفر أو البني الفاتح.

وتبدي حليمة، وردية، وفاطمة قلقهنّ إزاء ما تسمينها "المنافسة الغير متكافئة" التي يواجهها جمهور الحرفيات من منتجات مصنّعة يتم استيرادها بشكل كبير منذ سنوات، وهو ما يمثل تهديدا لروح مهنة حياكة الزرابي، خصوصا مع تقادم الوسائل التقنية الأساسية المستعملة في صناعة الزربية المحلية قياسا بتلك المستخدمة في تصنيع الزرابي المستوردة، هذه الأخيرة تباع بأسعار مُخفّضة مقارنة بالزرابي الجزائرية، ما يطرح إشكال كساد المنتوج المحلي رغم تميّزه، وهو احتمال يأخذ مداه المخيف إذا ما علمنا أنّ صناعة الزرابي تشكّل مصدر رزق للعديد من العوائل.

وترى السيدة علجية إحدى الحرفيات المخضرمات أنّ الرهان يكمن في استحداث جمعيات حرفية ومؤسسات مصغرة تختص بالزرابي، ونقل الخبرات إلى مئات المتربصات والهاويات لحياكة الزرابي على اكتساب أسرار هذه المهنة المضنية، كما يمكن أيضا امتصاص بطالة العاطلات، وأظهر تحقيق حديث أنّ إجمالي النساء غير النشيطات في الجزائر، واللواتي يتراوح سنهن ما بين 15 إلى 59 عاما، يقدّر بـ6.5 ملايين إمرأة (المجتمع المحلي قوامه 36 مليون نسمة)، غالبيتهنّ يتواجدن في الوسط الريفي.

وللتأكيد على فعالية بنات حواء في سوق العمل، تفيد إحصائيات رسمية حديثة إلى أنّ النساء الجزائريات من مراحل عمرية مختلفة، استحدثن ما لا يقل عن 117.441 نشاط مصغر، ما أسهم في توفير 176.154 منصب شغل إلى غاية الثلث الأول من العام الحالي، وتشكّل هذه الأنشطة نسبة 60 بالمئة من الاستثمارات الجارية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف