اقتصاد

الملتقى 14 لتنمية التجارة في الدول الإسلامية الأسبوع المقبل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تستضيف إمارة الشارقة في الأسبوع المقبل فعاليات "الملتقى الرابع عشر للقطاع الخاص لتنمية التجارة البينية بين البلدان الإسلامية".

الشارقة: تستضيف إمارة الشارقة في الأسبوع المقبل فعاليات "الملتقى الرابع عشر للقطاع الخاص لتنمية التجارة البينية بين البلدان الإسلامية" الذي تشرف غرفة تجارة وصناعة الشارقة على تنظيمه تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وذلك بالتزامن مع المعرض التجاري الثالث عشر لدول منظمة المؤتمر الإسلامي، في مركز إكسبو للمعارض.

وبالتأكيد إنّ هاتين الفعاليتين تروّجان للمنتجات الحلال التي تعدّ المنتجات الأساسية في الدول المنضوية تحت لواء منظمة المؤتمر الإسلامي، وفي هذا الإطار يؤكّد سعادة حسين المحمودي مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة على ضرورة الاهتمام بهذه المنتجات على الصعيد العالمي، والعمل على نشرها على أوسع نطاق جغرافي، نظراً لأنّها منتجات تنال رضا مختلف فئات الناس، كونها تراعي النواحي الصحية والأخلاقية والأعراف العامة التي تتفق عليها مختلف الثقافات الإنسانية.

وقال: "إنّ الملتقى الرابع عشر للقطاع الخاص والمعرض التجاري الثالث عشر لدول منظمة المؤتمر الإسلامي، فرصة لتعريف الناس بالمنتجات الحلال السائدة في المجتمعات الإسلامية، ولاسيّما أنّها بدأت تنال رواجاً في المجتمعات الأخرى، نظراً لقيمتها الغذائية والصحية بما يتعلق بالمأكل، ولمراعاتها لقواعد الأعراف العامة التي تحترمها مختلف المجتمعات فيما يتعلق بالملبس، وفي الواقع إنّ أسواق الدول الإسلامية تتميّز بجاذبيتها وتنوّعها وهذا أمر يستقطب كل الناس، الأمر الذي يجعل من الأهمية بمكان، تطوير آليات التسويق للمنتجات الحلال، وتشجيع الناس على اقتنائها".

إذ إنّ المنتجات "الحلال" تسجل يوماً بعد يوم، نمواً ملحوظاً في السوق العالمية، حيث تنوعت هذه المنتجات، فلم تعد تقتصر على اللحوم والمواد الغذائية الرئيسة، بل أصبحت تشمل الشوكولا والحلويات بمختلف أنواعها، وأيضاً انتقلت إلى العطور والكماليات وأدوات التجميل، وحتى الخدمات الصحية وخدمات النقل وغيرها.

ولم تعد "المنتجات الحلال" تقتصر على دول العالم العربي والإسلامي، بل توسعت في مختلف أنحاء العالم، وأعلنت كبرى الشركات العالمية التي تعمل في مجال الأطعمة، عن افتتاح أفرع لها تختص بالمنتجات "الحلال"، ومنها سلسلة "ماكدونالد" التي افتتحت فرعاً لمطاعمها في لندن يختص بهذا النوع من الأطعمة، خاصة وأن حجم التعامل في الأغذية الحلال في السوق البريطانية وحدها يبلغ أربعة مليارات دولار.

ومن أهم الشركات العالمية المصنعة للمنتجات الحلال شركة "نستلة"، التي تبيع أكثر من 3 مليارات دولار منتجات "حلال"، من إجمالي مبيعاتها السنوية التي تبلغ 81 ملياراً، ولديها ما يقارب الـ 75 مصنعاً، من شبكة مصانعها التي يصل عددها إلى 481، تتخصص في إنتاج المنتجات "الحلال".

ولاقت هذه المنتجات إقبالاً عالميا كبيراً يُرجعه الخبراء إلى وعي الناس بالغذاء الصحي السليم، فالتجارب والأبحاث أثبتت أن الأغذية الحلال صحية أكثر من الأغذية الأخرى، ذلك لأن طريقة ذبح الدواجن والمواشي مثلاً على الطريقة الإسلامية، يجعلها تفقد الدم الفاسد، الذي تخرج معه البكتيريا والجراثيم والسموم التي يمكن أن يحتوي عليها اللحم.

"صناعة الحلال" العالمية

تقدّر شركة صناعة الحلال "إتش دي سي" الماليزية، حجم قطاع المنتجات الحلال في العالم بنحو 2.1 تريليون دولار، منها 580 ملياراً لقطاع الأغذية الحلال، و560 ملياراً لمستحضرات التجميل والكماليات والعطور.

أما على المستوى العالمي، فقدرت إحصائيات "المنظمة الوطنية لتجارة التجزئة" في الولايات المتحدة الأمريكية، أن تجارة الأغذية "الحلال" تصل إلى 3.5 تريليون دولار، وتوقعت المنظمة أن تنمو بمعدلات لا تقل عن 4.8 بالمئة، لتصل إلى نحو 6.4 تريليون دولار في العام 2020م.

ولا يأتي الطلب على المنتجات "الحلال" في جميع أنحاء العالم من المسلمين وحدهم. فإذا وضعنا في الاعتبار أن أصحاب الأديان الأخرى وكذلك الأعراق المختلفة يفضلون المنتجات التي تحمل شعار "حلال"، يمكننا أن نؤكد على أن "صناعة الحلال" لديها إمكانية التوسع بشكل أكبر بكثير.

وأوضح الخبراء أن الأغذية "الحلال" مثلها مثل الأغذية العضوية يتزايد عليها الطلب باستمرار؛ ففي "الولايات المتحدة" وحدها يستهلك 11 مليون و200 ألف شخص هذه المنتجات. وطبقًا للخبراء، فإن 80 % من تجارة الحلال العالمية تتم في دول غير إسلامية، حيث صارت هذه الدول أكبر مصدري المنتجات الحلال في العالم عن طريق استخدام شعار "الحلال".

ويشير مكتب الاستشارات الاقتصادية "سوليس" في دراسة نشرها في ديسمبر الماضي، إلى أن سوق "الحلال" يستهدف عشرة ملايين مسلم في أوروبا وحدها، في ضوء وجود 17 مليون مسلم في القارة الأوروبية، منهم سبعة ملايين في فرنسا.

ويوضح المكتب أن سوق "الحلال" في فرنسا شهد تطوراً ملحوظاً، حيث تقدر عائداته المالية بنحو 5.5 مليار يورو العام الماضي، منها 4.5 مليارات تنفقها الأسر على المنتجات الغذائية، ونحو مليار يورو للمطاعم.

وفي هذا الصدد، أخذ سوق "المنتجات الحلال" في فرنسا زخماً كبيراً، حيث يرتفع عدد مستهلكي المنتجات الحلال بنحو 15 % كل عام، ويقدر عددهم بقرابة سبعة ملايين مستهلك، خاصة في ضوء وجود جاليات مسلمة كبيرة في فرنسا، وتقدم العديد من المطاعم وجبات "حلال"، ومنها مطاعم كبرى خصصت بعض محالها لتقديم هذه الوجبات، مثل مطعم الوجبات السريعة "كويك".

كما أن هناك العديد من الأسواق المركزية "سوبر ماركت" تعرض منتجات "الحلال" الغذائية في جميع أنحاء فرنسا، بل إنه تكاد لا تخلو أي سوق غذائية فرنسية من منتجات الحلال.

وشهدت العاصمة الفرنسية في 29 و30 مارس الماضي النسخة الثامنة من معرض كبير لمواد الأغذية ومستحضرات التجميل الحلال تحت عنوان "حلال إكسبو"، الذي أقيم في أرض المعارض بمنطقة "فرساي" على مساحة تقارب 800 متر مربع.

ويشير المراقبون إلى أن المعرض يعزز مكانته في القارة الأوروبية، ويؤكد قدرته على جمع كل الثقافات المسلمة في القارة، حيث استقطب المعرض عدداً كبيراً من الزوار بزيادة قدرها 20 % في العارضين و38 % في نسبة الزوار، الذين توزعوا إلى زوار أجانب بنسبة 43.7 %، وزوار فرنسيين بنسبة 34 %.

وعلى الرغم من ذلك فإن تسمية "الحلال" على المنتج تؤرق القانون الفرنسي، الذي يحظر تسويق منتجات لا تتوافق مع المعلومات الواردة عليها، كما أن المرسوم الفرنسي لسنة 1980 ينص على أنه لا يجوز التضحية بالحيوانات وفق طقوس دينية إلا من قبل منظمات دينية معترف بها ومسجلة لدى وزارة الزراعة، وبناء على توصية من وزير الداخلية.

وشجع تزايد الاهتمام بالمنتجات العضوية والحاصلة على شهادة "الحلال" في فرنسا، على اهتمام ألمانيا أيضاً؛ التي يعيش بها ما يقرب من 4 ملايين مسلم، وتشكل هذه النسبة احتمالية كبيرة لطلبات على المنتجات الحلال.

ولأول مرة، ستقوم وزارة الزراعة لولاية "سكسونيا الجنوبية" خلال العام الجاري 2011، بتنظيم مؤتمر توعية حول المنتجات الصحية والعضوية الحاصلة على شهادة "الحلال"، وسيشارك عدد كبير من الشركات المعروفة حول العالم في هذا المؤتمر، وينتظر قدوم خبراء هذا المجال من ماليزيا وفرنسا وتركيا بشكل خاص.

"التاكسي الحلال"

من ألمانيا إلى روسيا، حيث يشهد سوق "الحلال" نمواً متزايداً مؤخراً، وتحظى محلات بيع هذه المنتجات بشعبية كبيرة من المسلمين وغيرهم بالعاصمة موسكو.. ويُشرف مركز "حلال" للمعاييرِ والمواصفات التابع لمجلس المفتين في روسيا، على معايير ضبط الجودة وفق تعاليم الشريعة الإسلامية، كما يقوم المركز بإصدار شهادات الترخيص والإشراف على عملية بيع المنتجات.

ويُشار إلى أن سوق الحلال في روسيا ليس سوق اللحوم والأطعمة فقط، لكنه يمتد ليشمل صناعات أخرى مثل الملبوسات ومستحضرات التجميل والأدوية العلاجية، بالإضافة إلى مجال السياحة والمستشفيات ودور التوليد والنوادي الرياضيةَ وحتى وسائل النقل، بعد ظهور "التاكسي الحلال" في جمهورية تترستان مؤخراً.

ويذكر أن عدد المتاجر "الحلال" في موسكو لم يكن يتجاوز متجرين في السنوات الماضية، بينما يوجد في الوقت الراهن أكثر من ثلاثين متجراً، غير أقسام "الحلال" الموجودة داخل المحلات التجارية الكبرى.
وإلى ذلك تضاعف حجم إنتاج صناعة لحوم "الحلال" في البلاد خلال السبع سنوات الأخيرة أكثر من مائة مرة، حيث بلغ حجم الإنتاج بداية عام 2010 أكثر من سبعة آلاف طن، بالمقارنة مع حجم الإنتاج عام 2003 البالغ حوالي سبعين طناً.

ووفق معطيات الخبراء، فإن سوق "الحلال" في روسيا يبلغ حجمه حوالي ثلاثة مليارات دولار، ويتوقع أن يزيد بنسبة 14 % خلال العام الجاري.

كل هذه المعطيات تؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، أن سوق المنتجات "الحلال" تحقق مكتسباتها الجديدة في التجارة العالمية في كل لحظة، وأنها في نمو مضطرد على الأصعدة الدولية كافة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف