شركات الوقود في الشرق الأوسط تواجه مخاطر عدم الاستقرار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ثمة عوامل غير ملموسة، على غرار مخاطر الجغرافيا السياسية وحال عدم الاستقرار الاقتصادي، من المرجح أن تؤدّي دورًا متنامي الأهمية في تحديد أسعار النفط، وبالتالي، ستحتاج إدارة فعالة من قبل شركات النفط والغاز العاملة في الشرق الأوسط.
بيروت: أفاد تقرير جديد صادر من "ديلويت"، يحمل عنوان "معوقات الجغرافيا السياسية وارتباطها بسعر النفط"، أن ثمة عوامل غير ملموسة، على غرار مخاطر الجغرافيا السياسية وحال عدم الاستقرار الاقتصادي، من المرجح أن تقوم بدور متنامي الأهمية في تحديد أسعار النفط، وبالتالي، ستحتاج أن تتم إدارتها بشكل فاعل من قبل شركات النفط والغاز العاملة في الشرق الأوسط.
في هذا الصدد، قال كينيث ماك كيلار، الشريك المسؤول عن الطاقة والموارد في "ديلويت" في الشرق الأوسط، "تواجه شركات النفط حاليًا تحديات، لم تكن في الحسبان، منذ سنوات قليلة.
ففي البيئة المتقلبة التي تسود اليوم، ستبرز إدارة مخاطر الجغرافيا السياسية بشكل صحيح كأحد مجالات التنافس بين شركات النفط والغاز في المنطقة".
وبحسب التقرير، ثمة عدد من العوامل الأساسية المؤثرة على اضطراب أسعار النفط، بما فيها: الأوضاع السياسية والاقتصادية، فقد دفعت الاحتجاجات التي اندلعت من تونس، وانتشرت في أنحاء عدة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، أسعار النفط إلى الارتفاع.
ثانيًا الخطر الكبير، الذي يهدد نقاط العبور التجاري حول العالم، فكادت الاضطرابات التي شهدتها مصر أخيرًا أن تقلّص حركة الملاحة في قناة السويس - إحدى أهم الطرق البحرية للتجارة في العالم بالنسبة إلى نقل النفط والسلع الأخرى.
إضافة إلى الأساليب الجديدة في القرصنة، حيث زاد استخدام القراصنة للسفن التجارية التي يسطون عليها كمنصات لهجمات جديدة، الأمر الذي سمح لهم بتوسيع دائرة عملياتهم إلى 1500 ميل مائي، وبالتالي، بتعزيز قدرتهم على استهداف ناقلات النفط.
إلى جانب تشكيل أنظمة وحكومات جديدة، إذ تملك الحكومات الجديدة التي تشكّلت في العراق والسودان مخزونات نفطية كبيرة.
ويرجح التقرير أن تغير قراراتها في إطار منهج إنتاج النفط، نظرًا إلى حجم مخزونات النفط الخام الوطنية خاصتها ولكيفية تطوير هذه المخزونات، الأمر الذي قد ينتج منه اتفاقات تقاسم الإنتاج وتراخيص جديدة للتنقيب عن النفط في المستقبل.
كما دخلت عوامل جديدة، كالغاز غير التقليدي، فالإنتاج المتزايد للغاز غير التقليدي يضع علامات استفهام حول المستقبل الاقتصادي للعديد من مشاريع الغاز الطبيعي المسال.
عامل آخر يؤثر على اضطراب أسعار النفط هو المناطق الجغرافية الإستراتيجية المتنازع عليها، حيث ما زالت حالة التوتر المستمرة، وبنوع خاص في المياه المتنازع عليها، كلياً أو جزئياً، في كل من الصين والفيليبين وفيتنام وماليزيا وسلطنة بروناي وتايوان، تهدد توازن القوة في هذه المنطقة المهمة.
ويضيف ماك كيلار قائلاً: "بهدف تخطّي التحديات المطروحة اليوم، ليس على واضعي الاستراتيجيات في الشركات استباق كيفية تطور السوق في الشهور والأعوام التالية فحسب، بل أيضًا إعداد خطط عملية وسليمة لتخطي هذه التحديات".
ويتابع، تعتبر "الليونة الإستراتيجية" Strategic Flexibility إحدى الاستراتيجيات المقترحة بالنسبة إلى شركات النفط والغاز، التي تريد مواجهة هذه المخاطر، وهي شكل متطور من "اسلوب تخطيط السيناريو" Scenario Planning الذي يساعد الشركات على الاستعداد في حال عدم استقرار السوق.
ومن شأن هذه الإستراتيجية الرباعية المراحل العمل على الخطوات التي من المرجح أن تُثمر تحت أي سيناريو، بينما تختار ما يناسب من الخطوات الأخرى المعدة مسبقًا لمواجهة كل الاحتمالات الطارئة في الأسواق.