الحياة تعود تدريجياً لفنادق الشرق الأوسط بعد الانتفاضات الأخيرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قال مسؤولون تنفيذيون في صناعة الفندقة إن فنادق مصر وغيرها من الدول التي تضررت بشدة نتيجة للانتفاضات الشعبية التي شهدتها المنطقة العربية مؤخراً بدأت تستعيد عافيتها، مع بدء تزايد نسبة الإشغال الفندقي، رغم أن التعافي الكامل ما زال بعيد المنال.
القاهرة: كانت الحجوزات قد تعرضت في وقت سابق من العام الجاري لحالة من الانخفاض بعد أن اجتاحت موجة عنيفة من التظاهرات كلا من تونس ومصر وغيرهما من الأماكن التي تغمرها أشعة الشمس في منطقة الشرق الأوسط. وبدأت تظهر التداعيات السلبية لهذا التراجع في وقت تعتبر فيه السياحة مصدراً رئيساً للوظائف والسيولة النقدية لتلك الدول الواقعة في المنطقة التي لا يوجد فيها احتياطات نفطية كبيرة.
وهو ما دفع بكثير من السياح لتغيير واجهاتهم السياحية، بعيداً عن تلك الأماكن التي تشهد اضطرابات سياسية واقتصادية، حيث قرروا الذهاب إلى أماكن أكثر هدوءًا، مثل دبي وأبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي هذا السياق، نقل موقع محطة "إم إس إن بي سي" الأميركية على شبكة الإنترنت، عن مارك واين سميث، الرئيس التنفيذي لمؤسسة جونز لانج لاسال الاستشارية المتخصصة في مجال الفنادق لمناطق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، قوله " يتضح أن دبي وأبو ظبي مستفيدتان نتيجة لعدم الاستقرار الذي شهدته المنطقة في الآونة الأخيرة. وفي ما يتعلق بالبلدان الأخرى، من الصعب للغاية تخمين تأثير ذلك على المدى المتوسط".
وأشار مسؤولون تنفيذيون خلال مشاركتهم في مؤتمر متعلق بصناعة الفندقة في إمارة دبي إلى أن الأوضاع بدأت تعود بصورة تدريجية لبعض الواجهات السياحية التي تعاني في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة المنتجعات الشاطئية التي تنتشر على طول ساحل مصر في البحر الأحمر. لكن مع تراجع معدلات الإشغال وأسعار الغرف بصورة كبيرة عما هو معتاد، اعترف المسؤولون أن الأوضاع لن تعود ربما إلى سابق عهدها قبل العام المقبل على أقل تقدير - على افتراض أن الأمور السياسية ستستقر.
وفي تصريحات أدلى بها لوكالة الأسوشيتد برس، قال سليم الزير، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة تشغيل الفنادق الإقليمية ( فنادق روتانا ) :" لا نعلم حجم الأضرار التي لحقت بالقطاع. فتلك هي المرة الأولى التي نشهد فيها اضطرابات في كثير من الأسواق ... وهو ما يضعنا بالطبع في حالة من عدم اليقين". ومن المعروف أن شركة "روتانا" تدير 42 فندقاً في 9 دول عربية. وأضاف الزير في السياق ذاته قائلاً " تتعرض فنادقنا في سوريا لتراجع غير مسبوق في حجم الأعمال في الوقت الذي تترنح فيه البلاد بفعل تلك الانتفاضة التي تتحدى حكم عائلة الأسد المستمر من 40 عاماً، لكن الأعمال بدأت تنتعش من جديد في مصر مع بدء تحسن الأوضاع هناك".
كما بدأت تتعافى أعمال سلسلة فنادق "هيلتون" العالمية بامتداد ساحل البحر الأحمر، الذي يعد مقصداً رائجاً بالنسبة إلى السياح القادمين من أوروبا والشرق الأوسط. وهو ما أكده رودي جاجر سباشر، رئيس شركة ( فنادق هيلتون ) لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث قال إن عقارات هيلتون الترفيهية بطول ساحل البحر الأحمر شهدت ارتفاعا في معدلات الإشغال إلى نحو 60 % خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي. وأضاف " وهذه نسبة أفضل من النسبة التي تحققت خلال شهر آذار/ مارس الماضي، لكنها تقل بنسبة 30 % عن المعدل الذي تم تسجيله في الشهر نفسه عام 2010".
ولفت في الإطار نفسه إلى أن العمل على إعادة الزبائن مرة أخرى إلى الفنادق في مدينتي القاهرة والإسكندرية، حيث وقعت موجات عنيفة من التظاهرات خلال الثورة الشعبية الأخيرة، لا يزال يشكل مهمة أكثر صعوبة. وأوضح جاجرسباشر أن ما يقرب من أربعة أخماس الغرف الموجودة في فنادق هيلتون هناك لا تزال خاوية. وتوقع أن تعود الأمور إلى طبيعتها في اثني عشر منتجعا ترفيهيا والذين تمتلكهم الشركة في مصر بحلول نهاية العام الجاري، وقال إنه سيكون "مسروراً بالفعل" إن تعافت الأوضاع في القاهرة والإسكندرية بحلول الجزء الأول من عام 2012. في حين اعترف بأن الرؤية بشأن مقاصد سياحية أخرى، من بينها تونس، ليست مؤكدة.