دبي والدوحة يسحبان البساط من مصر والبحرين سياحيًا وفندقيًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في وقت أثَّرت فيه الأحداث السياسية التي تشهدها المنطقة، بالاتساق مع مشاهد الفوضى التي تخيّم على تطورات الأوضاع، على النشاط السياحي في مناطق كثيرة في العالم العربي، بدأ يتمتع أصحاب الفنادق بطفرة في صناعة الضيافة في ملاذات أكثر أماناً بصورة نسبية في المنطقة.
القاهرة: قال محللون في هذا السياق إن صناعة الأعمال وأوقات الفراغ والمؤتمرات الكبرى قد انتقلت من أماكن مثل مصر والبحرين إلى دبي والدوحة، وفقاً لما نقلت عنهم اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية.
وأوردت في هذا الشأن عن غيدو ديويلدي، المدير الإقليمي لعمليات الشرق الأوسط لفنادق ومنتجعات ستاروود، قوله: "لقد تأثرت الأعمال من الناحية التشغيلية في اليمن وسوريا والبحرين والأردن، وعلى صعيد عمليات التطوير والإنشاء، لدينا الآن قليل من المشروعات في تلك البلدان. وعوّض عن الهبوط في تلك البلدان بأداء قوي في منطقة الخليج، وبالتحديد في دبي". ولفت ديويلدي إلى أن متوسط معدلات إشغال فنادق ستاروود في دبي بلغ نحو 85 % للربع الأول من العام الجاري.
وقال فيليب بارنز، نائب الرئيس الإقليمي والمدير العام لفندق فيرمونت دبي، إن الأمر عينه ينطبق على سلسلة فنادق فيرمونت، بعدما بلغ معدل الإشغال فيها نسبة قدرها 82 % خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري. وأفادت الصحيفة في الإطار نفسه بأن المطورين اتخذوا قراراً بإرجاء عدد من مشروعات الفنادق الجديدة في تونس وليبيا ومصر، حيث لا تزال الظروف السياسية غير المستقرة سائدة، والمضي قدماً بدلاً من ذلك في إتمام المشروعات الموجودة في منطقة الخليج.
مع هذا، فقد سبق لقطاع الضيافة في دبي أن تضرر هو الآخر، مع بداية الأزمة المالية مطلع عام 2009، حيث انخفض بصورة كبيرة الطلب هناك على الغرف الفندقية الفاخرة، بينما استمر نمو المعروض، مما اضطر إلى انخفاض الأسعار. وأوضحت الصحيفة أن دبي أصبحت أكثر جاذبية للعملاء الذين كانوا يعتبرونها باهظة للغاية من قبل. ومع تراجع الإقبال على مقاصد، مثل مصر والبحرين، أكد محللون أن الاهتمام بدبي بدأ يتزايد من جانب السياح الصينيين والهنود والسعوديين والأوربيين.
هنا، عاود بارنز يقول "ما حدث في المنقطة على مدار الـ 120 يوماً الماضية حقق مستوى جديداً من الطلب. ولا يمكن القول إن الاستراتيجيات قد تحولت بشكل كبير من جانبنا. بل إن الإغراء الخاص بتلك الأسواق قد اتسع مرة أخرى بسبب الفوضى التي تحدث في مناطق أخرى في العالم العربي".
وقالت الصحيفة من جهتها إن ستاروود تشغِّل 63 فندقاً في المنطقة، سيضاف إليهم 23 فندقاً آخر بحلول نهاية 2014، معظمها يتركز في منطقة الخليج. وعلى نحو مماثل، تهدف سلسلة فنادق فيرمونت إلى تطوير 1615 غرفة في أنحاء الشرق الأوسط كافة بحلول عام 2014، بما في ذلك فندق فيرمونت نخلة جميرا في العام المقبل بعد تأخير طويل بسبب الأزمة المالية.
ولفتت الصحيفة إلى أن فندق ريتز كارلتون، الذي تم افتتاحه في كانون الثاني/ يناير الماضي، إلى جوار مركز دبي المالي العالمي، قد سجل نسبة إشغال قدرها 50%. وقال محللون في جونز لانغ لاسال إن شمال أفريقيا مازالت سوق محرومة في قطاع الضيافة، الذي يعرض فرصاً جيدة للمستثمرين على المدى البعيد، لكن طالما ستتواصل حالة عدم اليقين، فإن التركيز سيظل منصبّاً على أسواق أخرى، وبخاصة الخليج.
في هذا الصدد، أوضح شهاب بن محمود، رئيس قسم الاستشارات الفندقية في مجموعة فنادق جونز لانغ لاسال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنه "في تونس على سبيل المثال، هناك إمكانية لتطوير 110 ألف غرفة فندقية إضافية، لكن التركيز غير منصبّ في الوقت الراهن على إنجاز مشروعات جديدة".
ولفتت الصحيفة في ختام حديثها كذلك إلى احتمالية نمو صناعة الضيافة في المغرب، التي تقدر بـ 13 مليار دولار. ونقلت عن بارنز قوله إن العديد من المشروعات الخاصة بخطوط الأنابيب في شمال أفريقيا، التي لم يتم الإعلان عنها، قد تباطأت أو توقفت.
وأتبع "نركز الآن على المشرعات التي تمت الموافقة عليها بالفعل. فلا توجد الآن استثمارات جديدة". كما تم إلغاء مؤتمرات كبرى كان من المقرر إقامتها في مصر والبحرين، ونقلت إلى دبي. وهناك جهود كبرى تبذل أيضاً لجذب السياح من الصين والهند.