ألمانيا تمول مشروعا فلسطينيا لإقامة محطة لتنقية المياه العادمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ضمن الدعم الأوروبي المقدم للشعب الفلسطيني لتجهيز البنى التحتية, تمولألمانيا مشروعا فلسطينيا في محافظة نابلس في الضفة الغربية لإقامة محطة لتنقية المياه العادمة بكلفة بلغت 31 مليون يورو. من جهته, قال المهندس سليمان أبو غوش، مدير مشروع محطة تنقية المياه العادمة، والمخطط الاستراتيجي في دائرة المياه والصرف الصحي لبلدية نابلس في لقاء مع "إيلاف": "مشروع محطة التنقية المزمع إنشاؤها غرب مدينة نابلس يعتبر الأكبر في قطاع الصرف الصحي على مستوى فلسطين بتكلفة بلغت 31 مليون يورو مقدمة من الحكومة الألمانية من خلال البنك الألماني للتنمية".
عدنان الناصر من رام الله: ولدت فكرة مشروعتنقية محطة المياه العادمة في نابلس عام 1995 حيث تم رصد التمويل اللازم عام 1998, وعمل المخططات اللازمة لتنفيذ المشروع وتم تأهيل المقاولين، لكن المشروع تم تأجيله نظرا لاندلاع انتفاضة الأقصى وما أعقبها من تطورات ميدانية وسياسية. سليمان أبو غوش- مدير المشروع أ- ذكر أن ملف مشروع محطة التنقية أعيد افتتاحه عام 2007 حيث تم أيضا الاتصال مع الجانب الإسرائيلي, فضلاعن وضعمخططات تصميمية جديدة وتم تأهيل المقاولين لتنفيذ المشروع.
ولفت أبوغوشأنه في عام 2010 تم توقيع اتفاقية مع مقاول شركة ألمانية ومع شركة محلية لتنفيذ المشروع، منوها أن المباشرة في العمل كانت في نوفمبر العام الماضي وحسب الاتفاقية سينتهي العمل بالمشروع في نهاية العام 2012 سيتم تشغيله بعد ذلك لمدة سنتين فترة تجريبية بإشراف المقاول. وأشار أبو غوش، إلى أن البلدية حصلت على التراخيص اللازمة من إسرائيل لتنفيذ المشروع حيث حصلت على رخصتين الأولى تتعلق بالخط الناقل والثانية لمحطة التنقية وذلك لوقوعهما ضمن المناطق المصنفة "سي"، منوها إلى أن إجراءات الحصول عليها لم تكن سهلة لوجود متطلبات إسرائيلية عديدة.
وقال مدير مشروع محطة التنقية: "إن المشروع يتكون من جزئين أساسيين الأول يتمثل بالخط الناقل الذي سيكون بطول عشرة كليو متر وبأقطار مختلفة تتراوح ما بين 80 سم إلى 1.40 سم، فيما يتمثل الجزء الثاني بإقامة محطة التنقية غرب نابلس". وأضاف: "أن محطة التنقية المزمع إنشاؤها ستتسع حتى العام 2020 لاستيعاب تسعة آلاف متر مكب من المياه العادمة يوميا والناتجة عن تجمع سكني يضم نحو 150 ألف مواطن، فيما ستصل سعتها عام 2020 لتصل إلى 15 ألف متر مكعب يوميا". وبحسب أبو غوش فإن هذه المحطة ستخدم منطقة غرب نابلس وقرى زواتا وبيت وزن وبيت إيبا وقوصين ودير شرف، وبالتالي سيكون هناك إغلاق لمجرى المياه العادمة حاليا وسيكون المجرى الحالي فقط لأمطار الشتاء.
أهمية المشروع
وعن أهمية تنفيذ هذا مشروع محطة التنقية قال مدير المشروع: "إن المشروع يعد هاما جدا كونه سيضع حدا لمعاناة بيئة وصحية استمرت سنوات طولية، مؤكدا أن المشروع سيعمل على تطوير البيئة في واد الزومر وسيحافظ على المياه الجوفية كما سيعمل على رفع المستوى الصحي العام وتقليل الأمراض". وأضاف: "أن إقامة محطة التنقية سيضع حدا لبعض المزارعين المستهترين الذين يقومون ببعض الزراعات مستغلين المياه العادمة وسيعزز لاحقا من استخدام مياه مكررة لعمليات زراعة لأصناف معينة كما سيقلل من الاعتماد على المياه الصالحة للشرب في الزراعة الأمر الذي سيزيد من حصة الفرد من المياه الصالحة للشرب". وأشاد أبو غوش بالدعم الألماني المقدم لصالح تمويل مشاريع ضخمة، منوها إلى أن الوكالة الألمانية للدعم الفني تدعم بلدية نابلس فنيا لتطوير الطواقم وتهيئتها للعمل في هذه المجالات.
مشروع بيئي صحي
إلى ذلك قال رئيس بلدية نابلس عدلي يعيش، في لقاء خاص مع "إيلاف": "إن مشروع محطة تنقية المياه العادمة والذي بوشر به منذ أشهر قليلة ممول بالكامل من قبل الحكومة الألمانية عبر بنك التنمية الألماني k f w بمبلغ يعادل واحد وثلاثين مليون يورو بحيث يشمل تكاليف الخط الناقل وإقامة محطة التنقية". وأكد يعيش أن هذا المشروع يهدف للحفاظ على البيئة وحماية صحة المواطنين حيث أن الخط الناقل الحالي أو ما يعرف بالواد المكشوف يشكل كارثة بيئية وصحية حيث يعرض المياه الجوفية لخطر التلويث". وأضاف: "أن إقامة هذه المحطة سيعمل على إقامة منطقة زراعية تعتمد على المياه المكررة حيث من المتوقع أن تكون كمية المياه المكررة يوميا تتراوح ما بين سبعة آلاف إلى تسعة آلاف متر مكعب".
ولفت يعيش إلى أن هذه المشروع سيخدم منطقة غرب نابلس بمعدل 60% وسيستغرق العمل به قرابة 24 شهرا ويشمل إقامة خط ناقل جديد وإقامة محطة للتنقية ضمن أحدث ما توصلت له التقنيات في هذا المجال. وأوضح رئيس بلدية نابلس أن هذا المشروع يحظى بإشراف ألماني منذ البداية وهناك شركة ألمانية تنفذ المشروع بالائتلاف مع شركة محلية، منوها إلى أن هذا المشروع ساهم في خلق وتوفير فرص عمل لكثير من القطاعات بشكل مباشر وغير مباشر
دعم أوروبي بلا حدود
وعن الدعم الأوروبي للمشاريع التي تنفذها بلدية نابلس أكد يعيش أن الدعم الأوروبي كبير ومتواصل وهناك سلسلة مشاريع تنفذـ، تشرف على تنفيذها وتمويلها دول أوروبية من خلال الاتحاد الأوروبي وصندوق البلديات ومن بينها مشروع خفض الفاقد للمياه والممول من ألمانيا بما يزيد عن 18 مليون يورو ويهدف لخفض الفاقد من المياه وتحسين الشبكات وتطويرها. وبحسب رئيس البلدية، فإن أوروبا تمول مشاريعا عديدة من بينها مشروع ترميم خان الوكالة، وساهمت في إنشاء حديقة سما نابلس، وتزفيت شوارع كما في تمويل خطوط للكهرباء وإقامة جدران استنادية.
وقال يعيش إن هناك موافقة ألمانية مبدئية لعمل دراسات لإقامة محطة لتنقية المياه العادمة للمنطقة الشرقية من نابلس. يذكر أن وفدا رفع المستوى يضم ممثلين عن 16 دولة من الاتحاد الأوروبي زار محافظة نابلس مؤخرا، والتقى اللواء جبرين البكري محافظ نابلس والسيدة عنان الأتيرة نائب المحافظ، بهدف الاطلاع على المشاريع التي تمولها دول الاتحاد الأوروبي وبحث آفاق التعاون ودعم قطاعات أخرى وفقا للخطة الاستراتيجية الخمسية التي أعدتها محافظة نابلس بالتعاون مع مؤسسات عامة وأخرى أهلية وخاصة.