اقتصاد

الإضرابات والاعتصامات تُغرق لبنان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ينعكس عدم الاستقرار السياسي في لبنان والفشل في تشكيل الحكومة الجديدة مزيدا من التدهور في الأوضاع الحياتية والاقتصادية. وتتصاعد أصوات أصحاب المؤسسات وممثلي الاتحادات النقابية والمواطنين العاديين، حيال التراجع المتواصل، والركود الذي يصيب مختلف القطاعات الاقتصادية، منذ حوالى الاربعة أشهر، إثر الازمة السياسية التي نشأت، بسبب إسقاط ما يسمى حكومة "الوحدة الوطنية" برئاسة سعد الحريري، وتسمية الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي من قبل أكثرية 8 آذار الجديدة بتأليف الحكومة العتيدة .

بيروت: تتجلى مظاهر الأزمة بالدعوة إلى العديد من الإضرابات والاعتصامات، ذات الطابع المطلبي من أجل تخفيف الاعباء المعيشية، وتأمين الخدمات للمواطنين والتي تلامس في الكثير من الأحيان السياسة من باب الدعوة للاسراع في تأليف الحكومة الجديدة. سألت "ايلاف " الخبير الاقتصادي د. ايلي يشوعي اذا ما كانت الأولوية في أسباب الازمة الحياتية التي تعيشها الاغلبية الساحقة من اللبنانيين اقتصادية أم سياسية، ومستوى التراجع الذي اصاب الاقتصاد اللبناني، وسبل الخروج من الازمة والتخفيف من الاعباء المعيشية التي تثقل كاهل اللبنانيين.

يرى يشوعي ان اسباب الازمة اقتصادية قبل ان تكون سياسية، بسبب الممارسات الاقتصادية والمالية للحكومات اللبنانية المتعاقبة، منذ بداية تسعينات القرن الماضي وحتى الآن. وجرى اعتماد سياسة نقدية ومالية، قامت على الاستدانة بكلفة عالية، وتثبيت سعر صرف الليرة، ما حول لبنان الى اكثر دول الشرق الاوسط مديونية، بعد ان بلغت نسبة الدين العام للناتج المحلي 150 بالمئة، ودون تحقيق ولو جزء بسيط من توفير الخدمات العامة والتنمية وتوفير فرص العمل للشباب .

ويقدر يشوعي حجم الدين العام المتراكم اذا ما اضيفت اليه المستحقات المتوجبة على الدولة بمبلغ 60 مليار دولار اميركي، وهو ما يعتبر جريمة كبرى اذا ما قورن بالناتج المحلي الذي يقارب 30 مليار دولار أميركي، وبالتالي فإن الازمة الحالية تتمثل في عدم قدرة الاقتصاد اللبناني على خدمة الدين دون عجز، بعد أن بلغت حوالى 4 مليارات دولار كفوائد، واستفادت من هذه السياسة المصارف وكبار المتمولين فقط، وحرمان الاستثمارات المفيدة من تلك الاموال، ما يعني حرمان البلاد من موردها المالي المتاح لها .

ويضيف يشوعي قائلا : "ان موجودات مصرف لبنان تتوزع بين ما يقارب 11 مليار دولار كثمن للذهب الموجود في المصرف، واحتياط نقدي بالعملات الاجنبية يتخطى قيمة 30 مليار دولار، ما يعني عمليا بان الاحتياط يعود للبنوك التجارية، وقد باتت الخزينة اللبنانية مدينة للمصرف المركزي والقطاع المصرفي وكبار المتمولين والضمان الاجتماعي وصناديق العالم وحكوماته، وما يساعد على عدم انفجار ثورة اجتماعية في لبنان، هي تحويلات اللبنانيين من الخارج وخصوصا الخليج العربي والتي تتراوح بين 7 و 8 مليارات دولار" .

ويؤكد يشوعي ان الاساس في مواجهة الأزمة الاقتصادية القائمة، يستند الى الاقلاع عن سياسة الاستدانة والهدر. ويقترح سلسلة من الخطوات التي تبدأ بإشراك القطاع الخاص في ادارة القطاع العام وليس بيعه (المياه، الكهرباء، مصافي النفط...) وذلك بواسطة عروض واضحة ومحددة وشفافة، تراعي المعايير الدولية، وحيث تتحول الوزارات المعنية الى وزارات وصاية ومراقبة، واعداد الموازنة العامة بعد 5 سنوات من عدم انجازها، الامر الذي يسمح بالتخلي عن سياسة الانفاق على القاعدة الاثني عشرية التي لا يمكن الاستمرار باعتمادها، نتيجة التضخم وارتفاع الاسعار، ولانها وضعت للانفاق خلال سنة واحدة، ووقف الانفاق الاستثماري من خارج الموازنة (قروض من الصناديق العالمية والعربية) واعادة تأهيل الجهاز الاداري للدولة، بما يجعلها اكثر انتاجية، خصوصا وانها تتعلق مباشرة بشؤون الناس والاستثمار، واصلاح القضاء لانه لا يجوز الانتظار لسنوات من اجل فض نزاع تجاري أو غيره . ويختم يشوعي بالقول إن المواجهة الحقيقية للاعباء المالية المستحقة على الخزينة العامة، لا بد ان تكون وفق خطة تسمح بتخفيض الانفاق، وزيادة الاستثمارات طويلة المدى ( مصانع، زراعة، سياحة، تكنولوجيا متطورة، وانتاج فكري، ... )

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بسبب النفود الاسلامي
مسلم ابن مسلم -

للاسف ,لم تتراجع الدولة اللبنانية بكل مقوماتها الا منذ ان بدا حزب الله يقضمها من جهة ,ومجموعات الحريري من جهة اخرى اي منذ ان تراجع الدور المسيحي في هذا البلد الذي كان حتى الامس القريب سويسرا الشرق..وسوف يزداد التراجع لان المسلمون عازمون على السيطرة على كل شيء والمسيحيون متلهون ومنشغلون بالحرتقات بين بعضهم البعض وهو ما يريده المسلمون..فالى مزيد من الخراب

بسبب النفود الاسلامي
مسلم ابن مسلم -

للاسف ,لم تتراجع الدولة اللبنانية بكل مقوماتها الا منذ ان بدا حزب الله يقضمها من جهة ,ومجموعات الحريري من جهة اخرى اي منذ ان تراجع الدور المسيحي في هذا البلد الذي كان حتى الامس القريب سويسرا الشرق..وسوف يزداد التراجع لان المسلمون عازمون على السيطرة على كل شيء والمسيحيون متلهون ومنشغلون بالحرتقات بين بعضهم البعض وهو ما يريده المسلمون..فالى مزيد من الخراب

اعادة نفوذ المسيحيين
البياناواتي -

يجب الاعتراف بان لبنان عندما تسلم الادارة فيه المسلمون من حزب الله الى غيره وراحوا يزيحون المسيحيين عن السلطة فيه بدا يرزح تحت الديون ويتجه الى الحضيض وهو مثل كل البلدان العربية الاخرى التي كلما زادفت فيها قوة وتاثير الدين كلما اتجه في اقتصاده تحو الفقر والانهيار علما ان بيروت لا تزال قادرة على اعادة الوضع الى طبيعته شرط ان يعاد للمسيحيين دورهم في كل المجالات من سياسية واقتصادية وثقافية وحريات اخرى والا فانه سيصبح مثله مثل اليمن يبحث عمن يقدم له القروض من اجل شراء القمح لياكل الناس فيه .

اعادة نفوذ المسيحيين
البياناواتي -

يجب الاعتراف بان لبنان عندما تسلم الادارة فيه المسلمون من حزب الله الى غيره وراحوا يزيحون المسيحيين عن السلطة فيه بدا يرزح تحت الديون ويتجه الى الحضيض وهو مثل كل البلدان العربية الاخرى التي كلما زادفت فيها قوة وتاثير الدين كلما اتجه في اقتصاده تحو الفقر والانهيار علما ان بيروت لا تزال قادرة على اعادة الوضع الى طبيعته شرط ان يعاد للمسيحيين دورهم في كل المجالات من سياسية واقتصادية وثقافية وحريات اخرى والا فانه سيصبح مثله مثل اليمن يبحث عمن يقدم له القروض من اجل شراء القمح لياكل الناس فيه .

مفيش حكومة ياساتر
كوكو -

هههههههه حبيبي يامعلق الاول والثاني اصلا معروف ان لبنان يعتاش على المساعدات الخارجية خصوصا من السعودية والخليج يعني اللي يسمعكم يقول ان لبنان في عهد المسيحيين مثل ما تقولون كانت فيها صناعات او غيره لبنان يعتمد على السياحة وبالذات العربية وعلى المساعدات الخارجية مثله مثل الاردن وغيره من الدول العربية الاخرى

مفيش حكومة ياساتر
كوكو -

هههههههه حبيبي يامعلق الاول والثاني اصلا معروف ان لبنان يعتاش على المساعدات الخارجية خصوصا من السعودية والخليج يعني اللي يسمعكم يقول ان لبنان في عهد المسيحيين مثل ما تقولون كانت فيها صناعات او غيره لبنان يعتمد على السياحة وبالذات العربية وعلى المساعدات الخارجية مثله مثل الاردن وغيره من الدول العربية الاخرى