اقتصاد

الخرائط المصرفية السويسرية قد تتغير

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يتسائل المحللون حول مستقبل المصارف في سويسرا، بعد أن أطلق مصرف "يو بي أس" صفارات الإنذار بشأن امكان هجرته نحو لندن أو دولة أخرى.

برن: يتسائل المحللون حول مستقبل سويسرا إن تم اجلائها من جميع المصارف السويسرية لسبب من الأسباب! بالطبع، فإن هذه الحقيقة المصرفية، التي ما تزال، لحسن الحظ، حبر على ورق، بدأت تؤرق مجموعة من المراقبين خصوصاً بعد أن أطلق مصرف "يو بي اس"، الموجود على رأس قائمة المصارف الوطنية العملاقة، صفارات الانذار بشأن امكان هجرته نحو لندن أم دولة ما، واقعة في أميركا الشمالية(ليس بالضرورة الولايات المتحدة الأميركية).

هذا ويعزي خبراء المال تحركات "يو بي اس" الهستيرية، الهادفة الى مغادرة سويسرا بأسرع ما يمكن، الى اقدام السلطات المالية التنظيمية على تشديد الخناق حول عالم المال المحلي، الغني. ونظراً للأوضاع المبهمة لمصير قطاعي السياحة والصادرات فان السلطات المحلية تتخوف من أن تؤثر الضائقة المالية، التي ضربت هذين القطاعين، على الموازنات العامة. علينا ألا ننسى، أيضاً، أن مصرف "يو بي اس" استعان بحكومة برن لانقاذه من هاوية الافلاس، في عام 2008، أي في خضم أزمة مالية عالمية أفلست من خلالها مئات المصارف، الأميركية والأوروبية.

في سياق متصل، يشير الخبير كريستوف غوبسر لصحيفة ايلاف الى أن نقل "يو بي اس" أنشطته الى الخارج قد يتم جزئياً، وهذا احتمال وارد جداً، أم كلياً وهذا الأمر سيكون صدمة للجميع ومن ضمنهم حكومة برن! بالنسبة للاحتمال الأول، يشير الخبير غوبسر الى أنه يتضمن تفتيت مصرف "يو بي اس" الى عدة محركات الى جانب نقل الذراع المصرفي الاستثماري (investment banking) الى الخارج. وحتى لو كانت عملية الهجرة هذه جزئية فاننا أمام تغيير تاريخي في خرائط المصارف السويسرية.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير غوبسر بأن الذراع الاستثماري لمصرف "يو بي اس" ساهم في حوالي 45 في المئة من عائدات المصرف، في الشهور الأربعة الأولى من العام. أي أنه ولد للمصرف ما مجموعه 7.5 مليار دولار أميركي. ومع أنها أموال كثيرة الا أن المصرف قرر عدم المخاطرة في البقاء، داخل وطنه الأم! فالمخاطر، وفق رأي غوبسر، لها تكاليف تتعاظم عاماً تلو الآخر. ومصرف "يو بي اس" غير قادر على تغطيتها، بالكامل. كما أن ادارته لم تجد أحد قادر على انقاذها في أوقات الضيقة. وبرغم الخطة المنطقية لمصرف "يو بي اس" فان الخبير غوبسر يتوقف للقول انه يرى سويسرا بلا رأس، من دون مصرف "يو بي اس" على أراضيها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف