اقتصاد

خيبة أمل تصيب الغرب بعد الفشل في خفض أسعار النفط

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الغرب يعلق أماله على السعودية في خفض أسعار النفط

مع إنهيار إجتماعها الأخير في فيينا، خيّبت "أوبك" آمال الغرب في إنخفاض أسعار النفط وجدّدت مخاوفه من عودة عالمية إلى الركود الإقتصادي، فصارت آماله معلقة الآن بالسعودية، أكبر اللاعبين في المنظمة الدولية.

لندن: الأربعاء الماضي في فيينا، عقدت "منظمة الدول المصدرة للنفط" (أوبك) ما اعتبره المراقبون "أهم اجتماعاتها خلال عقود". وفي خضم التوتر القاتل وسط أعضائها، ما كان بوسع أحد التنبؤ بما سيخرج به هذا الاجتماع.

وهذا لأن المجتمعين كانوا أمام خيارين: الأول، زيادة إنتاج النفط من أجل وقف تصاعد الأسعار وإنقاذ الاقتصاد العالمي من مزيد من الخسائر. والثاني، الحفاظ على الانتاج كما هو من أجل زيادة عائداته وإنقاذ حكومات المنظمة نفسها من مزيد من الخسائر.

على أن العقد انفرط قبل أن يتمكن الأعضاء من اتخاذ قرار بشأن هذا أو ذاك، أو حتى إصدار بيان ختامي، فارتفع سعر برميل النفط دولارين فورا. وقال علي النعيمي، وزير النفط السعودي، "الصموت" عادة، إن الاجتماع كان "أحد الأسوأ في تاريخ أوبك". ثم سارع لتطمين العالم الى أن بلاده سترفع انتاجها من جانب واحد سعيا لاستقرار الاقتصاد العالمي.

ويجدر بالذكر انه في ابريل / نيسان الماضي، عندما احتفلت المنظمة بعيد ميلادها الخمسين في العاصمة الإيرانية، قال أمينها العام، عبد الله البدري، إنها تأسست "من أجل تأمين مصالح أعضائها المشروعة وأيضا لضمان الاستقرار في سوق النفط العالمية".

ومع ذلك فقد صارت أوبك متنازعة بين قطبين متضادين. الأول تقوده المملكة العربية السعودية، وهي الوحيدة وسط الأعضاء التي تتمتع أيضا بعضوية نادي الدول الأكثر ثراء في العالم (مجموعة العشرين). وهي تعرب عن قلقها إزاء أن ارتفاع أسعار النفط سيؤدي الى عودة الاقتصاد العالمي الى نوع الركود الذي شهده خلال الأزمة الأخيرة. أما القطب الآخر فتتزعمه إيران وفنزويلا اللتان لا ترغبان في إسداء الغرب أي نوع من الجميل وتناديان بوجوب منع الأسعار من الانخفاض.

وتنقل صحيفة "تايمز" عن ديفيد بامبفري، الباحث في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" قوله: "ظلت أوبك تعاني من الانقسامات منذ تأسيسها. لكن الأمر لم يبلغ درجة السوء التي تشهدها في الوقت الحالي. وقد تسبب عجزها عن حل خلافات الأعضاء في شلّها عن أداء مهمتها التي خُلقت من أجلها وهي الحفاط على توازن السوق عبر سياسة تسويقية عاقلة".

بل ان من المراقبين من يمضي الى حد التساؤل عما إن كانت أوبك ستظل على قيد الحياة. ويقول جوليان لي، من "مركز الدراسات النفطية العالمية": " أقل ما يمكن أن توصف به حاليا هو أن المنظمة مفككة ومعتلّة، والمؤكد أنها تسير في الاتجاه نحو الزوال. وعندما يأتي مواتها فسيكون طويلا ومؤلما، فكأنه إحدى تراجيديات شكسبير".

على أن العنصر الوحيد القوي والأشد تأثيرا في أوبك يتمثل في المملكة العربية السعودية، صاحبة النصيب الأكبر المُثبت من الاحتياطي في العالم. وبينما تضخ بقية الدول الأعضاء نفطها بالدرجة القصوي، فإن بوسع السعودية، التي تنتج 9 ملايين برميل في اليوم، ضخ المزيد الكثير من احتياطيها الهائل.

ويتوقع الخبراء للسعودية أن ترفع إنتاجها اليومي الى نحو 15 مليون برميل. وبينما تقول "وكالة الطاقة الدولية" إن الدول المنجة للنفط غير الأعضاء بأوبك ستجاهد خلال العقدين المقبلين من أجل الحفاظ على إنتاجها في مستوياته الحالية، فإن السعودية ستؤدي دورا أساسيا ومتصاعد الأهمية في تحديد الأسعار. لكن هذا نفسه رهن للاستقرار الداخلي الذي يُنظر اليه بقلق الآن مع تضخم شبح العطالة وسط الشباب السعوديين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العنوان الرئيس
السمهوري -

العنوان، وليس السطر التالي له: إنها (خيبة) أمل ..... وليس (خيبت) أمل ....

مماحكة سياسية
شهاب -

للأسف سلعة استراتيجية خاضعة للتجاذبات والمماحكات السياسية قصيرة النظر. ليس من المفروض الرضوخ للغرب واغراق السوق بالمعروض لتنزيل اسعاره بشكل يؤثر على خطط المنتجين وليس من المفروض الرضوخ للمنتجين الذي وصل انتاجهم للذروة واحتياطيهم على وشك النفاذ ويمانعون تخفيض اسعاره بالاتفاق على كوته جديدة ضاربين بعرض الحائط مصالح المستهلكين والمنتجين المعتدلين والمستهلكين الصغار الأكثر تضررا من ارتفاع الاسعار. سلعة استراتيجية تحتاج الى فكر اقتصادي استراتيجي جديد يوازن بين المصالح على ان يكون بعيدا عن المزاجات السياسية المتقلبة خصوصا ونحن نتحدث عن عصب الحياة للعالم كله.