اقتصاد

صناعة الأعلاف السويسرية تعوض خسائرها

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من برن: بعدما عانت صناعة الأعلاف السويسرية ضغوطًا سوقية في عام 2009، ها هي اليوم تشهد انتعاشاً من حيث الانتاج والمبيعات معاً. في ما يتعلق بالمبيعات، يفيدنا الخبراء السويسريون أنها نمت حوالي 15 % ليصل مجموعها إذن، الى 6.55 بليون فرنك سويسري. أما الانتاج فإنه نما 4 % وصولاً الى أكثر من 14 طن من الأعلاف سنوياً.

من جانبهم يشير الصناعيون في تجارة الأعلاف الى أن ما يحصل في سويسرا يعد جرعة أوكسجين بالنسبة إليهم. في الحقيقة، فإن هذه التجارة، التي تعتمد على تغذية المواشي بكل أنواع الأعلاف حول العالم، تعاني ارتفاعًا في أسعار المواد الأولية، من جهة، والجمود الاستهلاكي من جهة أخرى.

هذا ويأتي القلق الأكبر بالنسبة إلى السويسريين من تعاظم استيراد الصويا (لتغطية 90 % من احتياجاتهم) والذرة، لتغطية 25 % منها. كما إن استخدام الصويا والذرة لأغراض غير غذائية رفع أسعارها بدعم من فقاعة المضاربات التي حضت صناع الأعلاف هنا الى تجميد الأسعار، برغم ارتفاع أسعار المواد الأولية.

في هذا الصدد، يشير الخبير الزراعي ايرنيست بيرغر لصحيفة ايلاف الى أن معدل المبيعات التي يجنيها كل من عمالقة صناعة الأعلاف هنا يرسو عند 2 بليون فرنك سويسري سنوياً. مع ذلك، فإن هذا العام سيكون صعباً على الجميع. ما يحضّ التجار على تبني خططاً عدة للحدّ من الخسائر. ولا شك في أن الأرباح ستكون ضعيفة في حال استمر سيناريو الذعر، ومصدره ألمانيا، حول البكتيريا السامة الموجودة (على ما يُعتقد) في بعض أنواع الخضر.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير بيرغر بأن سويسرا ستوطد نظام مراقبة كل أنواع الأعلاف والمواد الغذائية، مشابه جداً لنظام أوروبي معروف باسم "كوديكس".

ويعتمد النظام على تكثيف عمليات التفتيش لكل المزارع والمصانع العاملة في قطاع الأعلاف. ورغم أن نظام الرقابة الزراعية والغذائية التي ستستثمر سويسرا داخله ما لا يقل عن 1.2 بليون فرنك سويسري قد يكون باهظاً بعض الشيء، بيد أن الخسائر التي سيسببها تسويق منتجات، ضارة أو بكتيرية، سنداً الى هذا الخبير، لا تقدر بثمن لا على الصعيد السوقي ولا على الصعيد الحكومي.

في الوقت الحاضر، تتمكن سويسرا من تغطية 50 الى 60 % من احتياجاتها العلفية. لكن الخطط قد تتغير في حال لم يتمكن الباحثون من اكتشاف المصدر الرئيس لتلوث بعض أنواع الخضر بنوع مشوه من البكتيريا. هنا، ستضطر سويسرا الى زيادة الايرادات العلفية من خارج أوروبا مع زيادة، غير محسوبة بدقة بعد، في أسعار الأعلاف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف