لماذا عادت شركة "بي بي" إلى شراء النفط من السعودية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حملت عودة شركة "بي بي" البريطانية العملاقة في قطاع النفط إلى السوق السعودية من باب "المشترين"، بعدين أحدهما إيجابي للمملكة، والآخر سلبي حول مصير أكبر الشركات في العالم، خصوصا وأنها كانت تحضر للإنتاج في ليبيا الثائرة حاليا، إضافة إلى سوء سمعة تطاردها من جمعيات حقوقية وبيئية.
الرياض: فتحت عودة شركة النفط البريطانية العملاقة "بي بي" إلى السوق السعودية من جديد، فصول رواية البعد الاستراتيجي في خضم أحداث السياسات العربية الجمهورية المتساقطةواحدة بعد الأخرى.
شركة "بي بي" رغم تاريخها العريق الذي مكّنها من التربع على عرش أكبر ثلاث شركات نفط في العالم بعد "إكسون موبيل" و"شل"؛ إلا أنها غابت عن قراءة مستقبلها الاستراتيجي خلال الأعوام الماضية.
فبعد موجة حوادث الشركة التي أحرقت أطرافها، والمتسببة بخسائر كبيرة في قائمة اقتصادياتها، إلا أنها رغم ذلك آثرت العودة والتقدم بتضحيات شتى، لعلها تمسح غبار أعوامها الأربعة الأخيرة، التي جعلتها في قفص الاتهام من حكومات وجمعيات على المحك القضائي والبيئي.
العودة إلى السوق السعودية للشركة النفطية المعروفة "بي بي" والمتمكنة في قطاع الإنتاج، يأتي بعد أشهر قليلة من توقيعها عقدا للتنقيب عن النفط مع ليبيا التي تعيش على صفيح حرارة ثورية، عصفت بإنتاجها النفطي إلى النصف في سلة منظمة "أوبك".
وقضى الاتفاق "المتوقف حاليا" مع حكومة القذافي على حفر بئر تقع قبالة ليبيا في خليج سرت في البحر المتوسط، باتفاق بلغت قيمته نحو (900) مليون دولار، فيحين سبق وقالت "بي بي" في ذلك الوقت إنه أكبر التزام منفرد بين التزاماتها الاستكشافية.
الأكاديمي الاقتصادي السعودي الدكتور إبراهيم الزكري قال في رد على تساؤل لـ"إيلاف" حول علاقة العودة إلى السوق البترولية السعودية وارتباطها بالثورات العربية خصوصا وأن "بي بي" كانت تخطط لاستراتيجية جديدة في الشرق الأوسط، قال إن الشركة البريطانية لم تدخل السوق السعودية، وما حدث لا يعدو شراءها لبعض النفط السعودي عالي اللزوجة، شأنها في ذلك شأن أي مشتر في السوق العالمية يبحث عن أفضل الصفقات بأفضل الأسعار.
وأضاف الزكري أن شركة النفط البريطانية هي إحدى الشركات العملاقة في القطاع النفطي وتحديداً في قطاع الإنتاج، مشيرا إلى أن دورها قل عن ذي قبل بسبب ما حصل معها من كارثة تاريخية في خليج المكسيك العام الفائت ما جعلها على شفير الإفلاس.
وقلل الزكري من عودة شركة "بي بي" لشرائها للنفط السعودي عالي اللزوجة، معتبرا أنه حدث عادي لا يستوجب التوقف عنده كثيراً بسبب حجم الصفقة على حد وصفه، وأضاف أنه لو كان الأمر يتعلق بدخول الشركة منفردة أو مع شركة "أرامكو السعودية" في شراكات إستراتيجية فإن "الأمر سيختلف جذرياً".
وعن توقعاته لنمو الطلب العالمي للنفط السعودي، في ظل وعود من الحكومة السعودية بتعويض أي نقص في أسعار النفط من خلال زيادة الإنتاج، قال الزكري إن نمو الطلب على النفط تحكمه عوامل عدة منها ما هو اقتصادي كنسبة النمو الاقتصادي المتوقعة في الدول الرئيسة المستهلكة للنفط كالولايات المتحدة الأميركية والصين والهند.
وأضاف أنه كلما كانت التوقعات ايجابية كلما زاد الطلب على النفط؛ حيث إن العلاقة طردية بين نسبة النمو الاقتصادي والطلب على النفط الخام، وأضاف أيضا أن سعر النفط الخام له اثر مباشر على نمو الطلب وعلاقته عكسية؛ فكلما انخفض السعر زاد الطلب.
وأشار الاقتصادي الزكري ايضا إلى أن من العوامل المؤثرة في نمو الطلب على النفط الخام التوقعات المستقبلية حيال الشتاء القادم في أميركا الشمالية وأوروبا، وأوضح أنه إذا كانت التوقعات تدل على شتاء قارس كلما زاد حجم الطلب على النفط الخام.
وتطرق إلى أن الأوضاع السياسية في الدول والمناطق المنتجة لها اثر كبير في زيادة الطلب من عدمه؛ حيث أوضح أنه كلما كانت الأوضاع غير مستقرة كلما زاد الطلب وذلك لتأمين احتياطيات كافية في حال توقف الإنتاج أو التصدير من هذه الدول أو المناطق.
وكانت شركة "بي بي" أعلنت شراءها شحنة جديدة من زيت الوقود عالي الكثافة من السعودية بعد أسبوعين من تعاقدها على شراء أول شحنة بعد غياب ثلاث سنوات عن السوق السعودية منذ العام 2008.
وتعد شركة "بي بي" البريطانية أكبر الشركات البترولية في العالم، حيث تتألف من ثلاثة فروع تشغيلية هي التنقيب والإنتاج، والتكرير والتسويق، والغاز الطبيعي والطاقة الكهربائية وموارد الطاقة المتجددة.
إلا أن الشركة عانت خسائر عدة كان أولها في العقد الماضي في آذار/مارس 2005 حيث وقع انفجار في مصفى نفطي تابع لشركة "بي بي" في ولاية تكساس الأميركية، حيث يعتبر هذا المصفى هو الثالث في قائمة أكبر المصافي في أميركا.
وبعده بعام فقط في آذار/مارس 2006 حدث انفجار في خط أنابيب تابع لشركة "بي بي" ينقل النفط من ألاسكا ما أحدث كارثة بيئية، وهو الأمر الذي حرك بوصلة التغيير للشركة البريطانية نحوعمليات التنقيب إلى جمهوريات السوفيت المفككة؛ السابقة من أجل المحافظة على مستوى الاحتياطي من النفط.
وبعد حادثة بئر 2006 بثلاثة أشهر، أعلنت "بي بي" عن إغلاقها إثنتي عشرة بئرا في ألاسكا.
إضافة إلى ذلك كانت شركة "بي بي" مقصدا للهجوم من قبل حكومات وجمعيات قضائية وحقوقية وبيئية، كونها كانت سيئة في حفاظها والتزامها بالمطالب الأساسية لأعمال التنقيب والإنتاج، في إطار منظومة البيئة والسلامة، ما كان لذلك أثر في تكبدها خسائر جراء جزاءات تعويضية لصالح حكومات وأفراد.
وتمارس شركة "بي بي" أعمال التنقيب والإنتاج أنشطة عديدة تنصب على التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي وتطوير الحقول والإنتاج إلى جانب النقل عبر خطوط الأنابيب ومعاملة الغاز الطبيعي.
أما أنشطة التكرير والتسويق فتتضمن إمداد النفط الخام والتجارة في أسواق النفط إلى جانب عمليات التكرير وتصنيع المنتجات البتروكيماوية والتسويق.
أما قسم الغاز والطاقة الكهربائية وموارد الطاقة المتجددة فتتضمن تسويق وتجارة الغاز الطبيعي وسوائل الغاز والغاز المسال وشحن الغاز الطبيعي المسال وإعادته إلى شكله الغازي وتطوير الطاقة الكهربائية منخفضة الكربون.