اقتصاد

النحاس في الجزائر .. صناعة نائمة وحرفيون على الهامش

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يُحبّ متابعون لصناعة النحاس في الجزائر، نعتها بـ"العملاق النائم" نظرا لعدم ارتقاء راهنها بلسان متخصصين تحدثوا لـ"إيلاف" إلى مستوى الإمكانات التي يتمتع بها ميدان ظلّ يشكو ويلات الاستنزاف بفعل التهريب المريب لكميات هائلة من النحاس الجزائري، واستمرار تهميش الحرفيين.

الجزائر: تصنّف صناعة النحاس في الجزائر كحرفة فنية تقليدية تستوعب الآلاف، وتشير مراجع محلية إلى أنّ صناعة النحاس تُمارس بشكل واسع عبر 19 ولاية جزائرية، تتصدرها مدينة قسنطينة (430 كلم شرق) بنحو 57 بالمائة من الوعاء العام، متبوعة بالجزائر العاصمة ومدينة بجاية (260 كلم شرق).ويقول "سعيد مبروكي" الذي يدير إحدى الغرف المحلية للصناعات التقليدية والحرف، إنّ صناعة النحاس بأنشطتها المتعددة لا تزال قائمة، حيث يعتبروها مواطنوه إرثا عريقا لا ينبغي التفريط فيه، وفنا جماليا نابضا يتداولونه أبا عن جد، في صورة الورش المتألقة في أحياء شعبية ومدن لها باعها في عالم النحاس.
بيد أنّ مبروكي يعترف بوجود حالة مرضية تنتاب صناعة النحاس منذ سنوات عديدة بفعل معضلة تسويق المنتجات النحاسية، في وقت يركّز ممارسون على تعرّض كمّ ضخم من النحاس للسرقات من طرف مجموعات مجهولة وتهريبها إلى خارج البلاد، إلى جانب ما يعانيه آلاف الحرفيين.


وينتقد "جمال زبار" تعاطي الحكومة مع القطاع رغم كل الخطب الرسمية الرنّانة عن خطط نوعية لتطوير شامل، علما أنّ متابعون واظبوا على الدعوة لاستغلال الرافد الهام من النحاس الذي يتعرض إلى استنزاف منظم منذ سنوات طويلة بواقع 150 ألف طن يجري تهريبه كل عام.ويرسم "محمد بن ميرة" الحرفي المخضرم بحي القصبة الشعبي وسط العاصمة الجزائرية، صورة سوداوية لصناعة النحاس، إذ يكشف عن اضطرار قطاع غير قليل من حرفيي النحاس التوجه إلى أعمال أخرى، مركّزا أيضا على افتقاد الصناعة في حد ذاتها إلى أي تنظيم يكفل ترقيتها رغم قابليتها لتحقيق قيمة مضافة وامتصاص العاطلين عن العمل في بلد يصل إجمالي عدد العاطلين عن العمل فيه إلى ثلاثة ملايين شخص، كما يصل عدد طالبي العمل إلى 230 ألف كل سنة، 75 % منهم تحت سن الـ 30.


إلى ذلك، يرى الخبير "إسماعيل بداوي" إنّ صناعة النحاس في الجزائر وبرغم القصور الذي يعتريها، بوسعها كسر دابر التقوقع من خلال تفعيل صيغة التعاونيات التي تعدّ الأفضل بحسبه لضمان نجاح منظومة النحاس ومضاعفة إنتاجه محليا، كما يؤكد بداوي على أهمية تكثيف دورات التكوين والرسكلة وتحسين الأداء لترقية حرف صناعة النحاس. وقامت السلطات باعتماد صيغة التعاونيات لترقية الصناعات التقليدية بشكل عام، ويذكر "كريم نجار" إنّ التعاونيات تسمح بترقية مستوى إنتاج النحاس وتثمين مداخيله، وهو أمر ينسحب أيضا على أولئك الذين استحدثوا مؤسسات مصغرّة ومتوسطة.


في سياق متصل، تعتزم السلطات منح عموم الحرفيين إعفاءا ضريبيا لمدة عشرة سنوات كاملة، مع شراء منتجات الحرفيين بزيادة تتراوح بين 3 و5 بالمائة من السعر الأصلي لبيع هذه المنتجات، فضلا عن تغطيتها للتكاليف المرتبطة بنقل هذه المنتجات وذلك بعد تسويقها، كخطوة إضافية من أجل مساعدتهم الحرفيين على الحفاظ على نشاطهم الحرفي، فيما يعلن منسق وكالة تسيير القرض المصغر "نبيل وكيل" عن إجراء وشيك سيمكّن حرفيي النشاطات التقليدية من الاستفادة من صيغ القرض المصغر لتمويل الأنشطة التي تتأكد جدواها الاقتصادية. ويُبرز "إسماعيل ميمون" وزير السياحة والصناعة التقليدية، إصرار بلاده على العمل من أجل إنعاش وتفعيل صناعة النحاس، اعتبارا لكونها تسهم في خلق قيمة مضافة لخدمة الاقتصاد الوطني، لذا باشرت الجزائر خطة لإنجاز مصانع نموذجية تعنى باسترجاع المعادن النحاسية وتصنيع كوابل الكهرباء وأسلاك المباني.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف