اقتصاد

المصرف المركزي السويسري يقف ضد العملة الوطنية!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باشر اليورو مرحلة نزوله نحو التعادل مع الفرنك السويسري ما يقلق المصرف المركزي السويسري، خصوصاً، الذي يستعد للوقوف ضدعملته الوطنية أي الفرنك السويسري! ما يعيد الخبراء بالذاكرة الى ما فعلته حكومة واشنطن، سابقاً، التي تعمدت اضعاف الدولار الأميركي في الأسواق لانعاش الصادرات. وفضلاً عن تصفير نسب الفوائد سيعمد المصرف المركزي على اغراق الأسواق بكميات ضخمة من الفرنكات تمهيداً لتعطيل سلة من الاجراءات التي كان من المقرر تنفيذها، في الصيف. ولا شك في أن موقف المركزي السويسري يريح الشركات، في قطاعي السياحة والصادرات، بعض الشيء برغم أن احتمال فشل مناورات المصرف وارد.

برن: يتحرك المصرف السويسري المركزي على حد سيفين. فمن جانب، يسجل الخبراء اتجاهاً ملموساً نحو قطع نسب الفوائد، على مدى ثلاثة شهور، ضمن ما يعرف بآلية "ليبور"، وصولاً تقريباً الى الصفر. في السابق، كانت هذه النسب تتراوح بين الصفر و0.75 في المئة. لكن الخطة تقتضي بتقليصها بين الصفر و0.25 في المئة. آلياً، يتحرك هذا المصرف لضخ كميات كبيرة من الفرنكات السويسرية في الأسواق. من جانب آخر، فان حركة التداولات مع المصارف الوطنية سيرتفع حجمها من 30 الى 80 بليون فرنك سويسري.

من جانبه، يشكك الخبير كريستوف غوبسر، بالتدابير التي يتخذها مصرف سويسرا المركزي. قبل كل شيء، تكبد المصرف خسائر ببلايين الفرنكات، مؤخراً، في أسواق العملات. وما يزال يحتاج الى وقت كاف لاستعادة أنفاسه. صحيح أن حاكم المصرف المركزي، فيليب هيلديبراند، يسعى الى قطع نسب الفوائد واغراق الأسواق بكميات ضخمة من العملة الوطنية. انما يكفي النظر، اليوم، الى قيمة الفرنك السويسري التي لم تتفاعل، كما يجب، مع هذه التدابير.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير غوبسر أن التقلبات، في أسواق الصرف، ستكون لصالح الفرنك السويسري الذي يعتبر، الآن، شاطيء الأمان، على غرار الذهب، بالنسبة للمستثمرين. وبما أن جني الأرباح يبقى الهدف الرئيسي لعمالقة أسواق الصرف فانه من غير الممكن العودة بقوة الفرنك السويسري الى الوراء لارضاء رغبة المصرف السويسري المركزي العاجز عن التحرك بذكاء في غابات العملات التي لا يدري بأمرها الا دوامات المضاربات المتوحشة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف